اداء المنتخب يحتاج الى معالجة عاجلة

الرابط المختصر

نعود الى لقاء المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره الماليزي الذي انتهي مؤخرا سلبيا في النتيجة والاداء، ومع ذلك نرمي المنتخب بالورد والقلم! الهدف ليس هو النقد وان كان المنتخب او النادي أي ناد ليس بمعزل عن نقده، فالمنتخب الوطني والاندية تحمل اسم الوطن، وغض النظر عن كل هذا الذي يجري على الساحة المحلية يعني اننا على طريقة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال.
ومثلما كنا نتغنى بانجازات تحققت سواء للمنتخب او لناد من الاندية محليا وخارجيا، علينا ان نقول بأن الكرة الاردنية ليس هذا موقعها، وليست هذه برامجها وسياستها، وخصوصا اننا ادخلنا الى عقولنا مصطلح الاحتراف والذي يبدو اننا وجراء ما يحدث، بعيدون عن هذا المسمى.
المنتخب يخوض لقاء على عجل بعد انقطاع طويل عن التحضير واجراء لقاءات قبل موعد هذا اللقاء، واستحقاقات الفرق المحلية معطلة الى اشعار آخر،فكيف يحقق المنتخب نتيجة ايجابية ويقدم اداء مقنعا يحيي آمالا بامكانية عودته الى المنافسة الآسيوية؟ لقد بدأت تحضيرات المنتخب بعد ان اعيد تشكيله من قبل الجهاز الفني الجديد بقيادة عدنان حمد وكانت مشجعة اذ تكللت بنتائج طيبة وان جاءت نتيجة المنتخب بخسارة قاسية مع المنتخب البحريني ، في ظل ظروف مناخية وعدم اكتمال الصفوف اضافة الى ان تحضيرات منتخب البحرين الذي يقاتل من اجل التاهل الى نهائيات كأس العالم ظلت تحضيرات متواصلة ومثالية.
البرنامج الذي اعده الاتحاد لم ينفذ منه سوى المرحلة الاولى من التحضيرات ورغم الاخبار التي انهالت على وسائل الاعلام من الاتحاد باقامة معسكرات على سوية عالية بحيث يلاقي فيها المنتخب فرقا اوروبية واقامة دورة رباعية وغيرها من الاخبار الا ان هذا لم يحدث، لا بل ان الاتحاد اجل البطولات المحلية لتكون الاجابة لا شيء مما ذكر! هذا البيات الطويل هو وراء الثمن الذي تدفعه الكرة الاردنية اليوم على مستوى الاندية والمنتخب، وسياسة كالتي ينتهجها الاتحاد في عدم وضع برامج تحترم على الصعيد المحلي، وبرامج لا تنفذ على المستوى الخارجي، سياسة يجب طردها من الذهن وليس اعادة النظر فيها فحسب.
المسألة ليست مسألة فوز او خسارة في مباراة ودية، او عدم ستدعاء هذا اللاعب او ذاك والاستغناء عن لاعب وآخر بقدر ما هو ان الكرة الاردنية الآن تعيش في مرحلة جمود ، فالفرق رغم هذا الحراك العشوائي والاختباء وراء استعدادات شكلية، وانقطاع لاعبي المنتخب عن التدريبات ووجود عناصر محترفة في الخارج لا يمكن ان تجعل المنتخب في يوم وليلة منتخبا قادرا على الظهور المطلوب في اللقاءات الودية قبل خوض اللقاءات الرسمية.
المنتخب في لقائه مع المنتخب الضيف كان في لياقة بدنية غير كافية، وانسجام بعيد كل البعد وجسد بلا روح وكأن اللقاء الودي ليس اختبارا لما سيكون عليه في اللقاء الرسمي.
ما شكل في انفسنا الحيرة هو ان المنتخب عندما خاض لقاءاته التحضيرية بعناصر جديدة وبتشكيلة منقوصة جاءت نتائجه مرضية، وعندما اكتملت الصفوف وازداد عدد المحترفين، جاءت المباراة مع ماليزيا بلا لون او طعم ولا نتيجة، فهل يكون قادرا على تحسين صو رته الليلة وهو يقابل منتخب نيوزيلندا، ليجعلنا وقد تعجلنا عليه بأنه يحتاج الى معالجة عاجلة ؟