اختتام أعمال منتدى الإعلام العربي

الرابط المختصر

كزت محاور الجلسة الحوارية الختامية ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي 2010، والتي جاءت تحت عنوان" لا تُقاطعني!.... لباقة الحوار وفضيلة الإنصات"، على البرامج الحوارية التي تبثها القنوات الفضائية العربية، والتي تحولت إلى ظاهرة أثرت على الخطاب السياسي الفكري والاجتماعي، وأضافت الكثير لجمهورها الواسع في العالم العربي.

وطرحت هذه الجلسة التي استضافت نخبة من مقدمي البرامج الحوارية، شكل ومضمون الحوار الذي يدور على الفضائيات العربية ومدى إسهامها في الارتقاء بالوضع العربي الراهن.

وأدار الجلسة الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، في جامعة الإمارات، وضمت قائمة المتحدثين كلاً من مارسيل غانم مقدم برنامج "كلام الناس"، في قناة إل بي سي، وتركي الدخيل، مقدم برنامج "إضاءات" في قناة العربية، وعمرو أديب، مقدم برنامج "القاهرة اليوم"، في قناة اليوم بشبكة أوربت، ومحمد النغميش، كاتب ومختص في الإدارة في صحيفة الشرق الأوسط.

وأورد محمد النغميش خلال الجلسة نتائج دراسته العلمية التي احتواها كتابه حول آداب الحوار والاستماع وقال: "لا يتحلى 70 % من العرب المشاركين في البرامج الحوارية التلفزيونية بآداب الحوار، ويرددون كلمات لا تنم عن لباقة، ويقاطعون محدثهم بطريقة تشتت أفكار المتحاورين وتربكهم، في إشارة لوجود أزمة حوار وإنصات في العالم العربي. كما أن 57 % من المتكلمين يتعرضون إلى مقاطعة حديثهم ويستمرون في الكلام من دون توقف غير آبهين بمن يقاطعهم، ولقد حان الوقت لتسليط الضوء على آليات الحوار على الفضائيات، وهل نعد المقاطعة شرطاً أساسياً من شروط التقديم ؟".

وأضاف النغميش: "أعتقد أن المقاطعة هي أداة يستخدمها المحاور ليدير دفة الحوار، والمقاطعة تأتي لعدد من الأسباب، بسبب عدم التكافؤ بين المتحاورين، أو لإنقاذ الضيف، أو في حال خروجه عن الموضوع ولإعادته لمحور النقاش. وفي ظل هذا الوضع يجب علينا أن ندرب مقدمي البرامج على كيفية الحوار وإعادة النظر في آليات الحوار لنقل صورة ناصعة عن الإعلام العربي تعكس بدورها صورة إيجابية للمجتمع العربي".

ودافع الإعلامي تركي الدخيل عن حق المحاور في المقاطعة وقال: "نعم أقاطع، فالإعلام ليس بقالب واحد، وهناك قوالب إعلامية مختلفة، فعندما يتناول البرنامج طرحا واحدا يخرج عن إطار المحاورة، هنا يجب على المقدم التدخل، وإذا المحاور لم يستفد من الثغرات التي يتضمنها حديث الضيف، وسمح له بالاستطراد، فيكون قد فقد دفة السيطرة على الحوار".

وأضاف الدخيل: "يختلف اليوم أسلوب صياغة الحوار الإعلامي وتتراوح بين الهادئة والثورية، فإذا كان الضيف هادئاً أحاول أن أسخن الحوار وبالعكس. وفي عالمنا اليوم لم يعد هناك سلطة للإعلامي بأن يفرض ما يريده على المشاهد، وللمشاهد كامل الحق ويستطيع اختيار ما يريده من أنماط إعلامية".

وأوضح الإعلامي عمرو أديب في مداخلته أهمية دور المقدم وقال: "الضيف العربي صعب للغاية، ويتهرب من الإجابة عن الأسئلة المطروحة، كما يغرق في سرد تفاصيل طويلة. وهنا دور الإعلامي في أن يحرص على أن تصل الإجابة للمشاهد".

وأضاف أديب: "يمكننا اعتبار المقدم بشكل عام كمؤد، بالإضافة إلى أن الإعلام يجب أن يقدم الترفيه للمشاهد ليستقطب اهتمامه، وهذا أسلوب إعلامي جديد لاستثارة مشاعر المشاهدين. وينبغي على الإعلامي أن يقوم بدور في استجواب الضيف فهذا واجبه، ويجب أن نضغط على مصدر المعلومات ليحرص على إيصال المعلومات المطلوبة للمشاهد".

وتطرق الإعلامي مارسيل غانم في مداخلته إلى واقع المنافسة الشديدة التي تشهدها الفضائيات، قائلا: "نحن نبحث عما يريده الجمهور، وتفرض علينا المنافسة الشديدة بين الفضائيات سواء على الصعيد العربي أو العالمي، بالإضافة إلى المنافسة الكبيرة التي تواجه البرامج الحوارية السياسية من قبل البرامج والقنوات الترفيهية المتخصصة. ولذا فإن من واجب أي مقدم برامج أن يبحث عما يريده الجمهور. عنصر العرض في البرنامج الحواري مطلوب. نحن نبحث عما يقربنا من الناس، ولذا يجب أن يقدم البرنامج في قالب تجديدي عفوي".

وخالف مارسيل غانم محمد النغميش فيما ذهب إليه وقال: "نحن أمام تحد مهم في كيفية اجتذاب الجمهور، والحل في إيصال رسالتنا بأسلوب ذكي ومباشر. وأنا أخالف محمد الغميش حين أورد أن 70% من العرب لا تجذبهم البرامج الصاخبة، فأكثر الحلقات التي تجتذب الجمهور هي تلك التي تثير الجدل، ولا نسمع الكثير من الأصداء عن برامج حوارية تشهد حوارات باهتة. فالجمهور يبحث عن المادة المسلية والممتعة".

أضف تعليقك