اخبار الثامنة في التلفزيون: هل من جديد؟
في العشرين من الشهر الجاري قام رئيس الوزراء نادر الذهبي بزيارة الى مقر التلفزيون، ووعد المواطنيين من خلال الشاشة الصغيرة:" ان شاشتنا عائدة الينا، بكل قوة، ودينار المواطن، الذي يدفعه ليرى نفسه عبر تلك الشاشة، ويسمع صوته على أثير إذاعته، سيمكّنه من ذلك"، بحسب ما يقول حيدر محمود في "الرأي"، 26/10/2008.
لكن، ماذا عن واقع النشرات الاخبارية حالي، قبل ان تصبح وعود رئيس الوزراء حقيقة واقعة؟
من يشاهد اخبار الساعة الثامنة لا بد ان يخرج بانطباع اساسي هو :" كل ما ورد في النشرة ليس سوى اخبار بروتكولية، اغلبها لا يمس واقع حال المواطن اليومي".
خلال نشرتي 25/10 و 26/10، خصصت النشرتان جزءا كبيرا، حوالي 10 دقائق لكل نشرة، لجولة الملك عبدالله الثاني الى دول اميركا اللاتينية. واذا كان مطلوبا تغطية الجولة الملكية بوصفها عملا يتعلق بعلاقات الاردن الاقتصادية اساسا، ما قد ينعكس ايجابا على المواطن. الا ان "برتوكولية" التغطية التي تعد على عجل، تمنع المواطن حقيقة معرفة مدى أهمية الجولات.
يعمد مراسلو التلفزيون المرافقين للملك في جولته الى اعداد تقارير سريعة، تركز في الغالب على النشاطات الملكية مع مقتطفات مطولة من كلمات الملك او من الاستقبالات. لكن في المقابل لا يوضع المواطن امام ارقام ومعطيات حقيقية حول حجم العلاقات الاقتصادية والامكانيات الكامنة للتبادل مع هذه الدول.
اما ضيوف التقارير فمطلوب منهم امرا واحدا هو الثناء على الجولة الملكية.
اما القسم الاخر من التقارير المتعلقة بجولة الملك فيتناول نشاطات الملكة رانيا العبدالله وان بشكل اقل. ومع ذلك فأن التغطية هنا تصبح اكثر بروتوكولية تركز على ابراز صورة الملكة ربما اكثر من النشاط نفسه.
على اي حال، بعد الانتهاء من تغطية النشاطات الملكية تنتقل النشرة الى تغطية النشاطات الحكومية، ولا يبدو الوضع افضل حالا، ففي الاتصال المباشر الذي يجري من الاستديو يتم استضافة شخصية حكومية للمزيد من التوضيح في حين لا يتم استضافة اي شخصية معارضة او لديها وجهة نظر مغايرة للحكومة.
وفي هذا، فاذا كان رئيس الوزاء اكد ردا على الحوار الدائر منذ سنوات : حول ما اذا كان التفلزيون اعلام دولة ام اعلام حكومة، مؤكدا انه سيكون للدولة التي تشكل الحكومة جزءا كبيرا منها. الا ان فهد الخيطان في "العرب اليوم"، 27/ 10 يشككك في هذا التوجه ويرى في خطوة الغاء المجلس الاعلى للاعلام :" الغاء الطابع المستقل لمؤسستي الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء الاردنية "بترا" وذلك بتنصيب "وزير" على رأس مجلس ادارة المؤسستين وهو بالطبع وزير الاعلام في الحكومة. بهذا المعنى فإن وزارة الاعلام التي ألغيت في الاردن قبل سنوات عادت الى الحياة من دون اعلان رسمي.".
لا تنطوي نشرات اخبار الساعة الثامنية على تقارير تمس الشأن اليومي للمواطن، فبعد الانتهاء من الاخبار المتعلقة بالملك ثم الحكومة ومجلس النواب تنتقل النشرة الى الاخبار العربية والدولية ، وهو اخبار منقولة اساسا عن وكالات الانباء، لا تقدم الجديد كثيرا او لا تنافس الفضائيات العربية الاخرى التي تمتلك مراسليين نشطين وكذلك قدرة على استضافة محللين في الاستدويو او عبر الهاتف لإلقاء مزيد من العمق على الحدث.
وفي هذا الشأن فقد سجل اكثر من مراقب عدم قدرة التلفزيون لاسباب مالية وسياسية على منافسة هذ الفضائيات. وكان الرأي السائد في هذا اعطاء الاولية للخبر المحلي.
اذا كانت هذه الحلقة تناقش اخبار الساعة الثامنة، فهذا لا يعني مطلقا ان اخبار التلفزيون جميعها لا تتعلق في الشان الحياتي للمواطن، فنشرة اخبار السادسة تركز على الشأن المحلي وهي تحتاج الى مراجعة.
لكن هناك من الصحفيين من يعتقد ان التلفزيون حقق تقدما في الفترة الاخيرة فباسم سكجها في الدستور 19/10 :" فقد كان واضحاً أنّ هناك تطويراً يسير بثقة من أجل أن يكون التلفزيون أردنياً فعلاً ، فينزل إلى الشارع ، ويتابع ما يجري هنا ، ويناقش المسائل الحياتية اليومية ، ولأوّل مرّة يكون البثّ المباشر مباشراً فعلاً ، ومستمراً لعدّة ساعات ، وقد وصلت الكاميرات والمتابعات الحيّة إلى البحر الميت حيث سباق رالي السيارات.".
على اي حال، فخلال زيارة رئيس الوزراء الى مقر التلفزيون سمع المواطن وعودا بوضع استراتيجية جديدة يعكف على اعدادها مجلس ادارة المؤسسة، فهل سنرى قريبا تطورات ايجابية تنقل المؤسسة من اعلام حكومة الى اعلام وطن، وتجعل التلفزيون اردنيا حقا كما يرى سكجها.؟











































