احذروا الاسراف في تناول الادوية؟

الرابط المختصر

جهود الطب والأطباء في مكافحة أمراض البشرية لم يغني شيئا عما يسلب المقاومة الطبيعية أو ما يسمى بالمناعة، وفي بعض الحالات قد افسد الطب الدوائي تلك المناعة وجعلها هشة رقيقة لا تصمد لتقلبات الطبيعة ولأي مرض كان.

فجهاز المناعة مرتبط بالأدوية التي يتعاطها المريض لأنه في بعض الحالات تكون الوظيفة الأساسية لهذه الأدوية هي إضعاف وتثبيط الجهاز المناعي، فسوء استخدام الأدوية والإسراف في تناولها دون أخذ استشارة الطبيب غالباً ما يؤدي إلى الإدمان.
علميا يعرف الطبيب العام محمد الأنطاكي المسكنات بأنها "مجموعة أدوية تستعمل في حالات طبية محددة وبوصفة خاصة، لكنها تستعمل أحيانا بشكل سلبي وبدون وصفة طبية مما يؤثر بشكل سلبي على الجهاز العصبي محدثة أعراض غير طبيعية نتيجة للاستعمال غير الطبيعي لهذه الأدوية".


وحول أضرار هذه الأدوية خصوصا إذا استخدمت بصورة سلبية، يقول د.انطاكي: "جميع هذه الأدوية هي عبارة عن مركبات كيميائية حتى الأدوية البسيطة جدا كالريفانين مثلا اذا اخذت بكثرة فإنها ستؤثر على المعدة وتعمل على تهيجها وبعض الأحيان تسبب تقيح، حيث تؤدي الى الإدمان وتسبب مشاكل عصبية ونفسية".


الانبساط والمزاج الجيد يدفع المريض –حسب د.انطاكي- بزيادة هذه الجرعات وكلما زادت هذه الجرعة كلما بدأت ظهور أعراض الإدمان، وهكذا ترتبط حاجته بشعور الانبساط مع الجرعة التي يتعاطاها، بالإضافة لخلق سلوكيات عدائية وهجومية ومع الوقت فان هذا المدمن لن يستطيع ان يعيش بدون هذه الأدوية".


الطرق المناسبة لتناول الأدوية...


ويرى د. انطاكي ان الطريقة المناسبة لتناول هذه الأدوية هي من خلال الوصفة الطبية، ويزيد: "أتمنى من جميع الصيدليات ان تلتزم بتعليمات نقابة الصحة ونقابة الأطباء لمنع صرف أي وصفة طبية غير مصدقة حسب الأصول، وفي حالة الشك يجب ان يلتزموا بعدم صرف هذه الأدوية إلا إذا كان واثق منها".

ولا يغفل انطاكي أهمية الجانب التوعوي في معالجة هذه المشكلة ويقول: "التوعية الدائمة مهمة سواء لأفراد المنزل او طلاب المدارس والمجتمع المحلي حول الأدوية وسوء استعمالها بشكل عام حتى أدوية المضادات الحيوية والمسكنات المخدرة، والإشارة إلى خطورتها وسوء استخدامها".


أدوية بدون وصفات...


واعتاد عديد من المواطنين على شراء هذه الأدوية المسكنة من دون وصفات طبية اذ قالت الصيدلانية وجدان العدوان: " ان نسبة 70% من الناس يشترون هذه الأدوية المسكنة على عاتقهم دون استشارة الطبيب".
وعن مضاعفة قوة الدواء للمواطنين بينت وجدان: "ان هذه الحالة تتكرر بشكل يومي ويتم وصف أدوية أقوى من اجل سد حاجة المريض."
مواطنون مدمنون...


وتلاقي الأدوية المسكنة وخصوصا الأدوية المسكنة لآلام الرأس إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين ويقول المواطن محمد ريان: "من أكثر الأدوية التي استخدامها "البانادول"، فعندما يلازمني صداع الرأس "تقريبا بشكل يومي"، ففي البداية كنت اتناول حبة واحدة وبعدها زدت الجرعة الى حبتين اما في الوقت الحاضر أصبحت أتناول 3 حبات جرعة واحدة أي ما يعادل 9 حبات في اليوم، وذلك لعدم تاثري بها."
"اما نور ابو سليم التي يلازم البانادول حقيبتها بشكل مستمر أصبحت من عداد المدمنين لتناولها جرعات عالية من الدواء يوميا" هذا ما بينته لعمان نت.


وأخيراً: إن ما نهدف إليه هو التنبيه إلى أن الدواء الذي يكون مفيداً يتحول إلى عقار ضار إذا لم نتقيد بالتعليمات المذكورة فيه وبتعليمات الطبيب والصيدلي وعلينا عدم تناول الأدوية بشكل عشوائي. فإن كان لكل داء دواء فإن الحكمة تقتضي أن نترك وصف هذه الأدوية لأهل الاختصاص.
 

أضف تعليقك