اتفاق الحكومة والنقابة يؤسس لبيئة تعليمية جديدة
بعد أسابيع متتالية من اضراب المعلمين التي تخللها العديد من الحوارات والمبادرات لحل الخلاف الدائر بين النقابة والحكومة والذي وصل إلى أروقة القضاء، يسدل الستار أخيرا عن هذه القضية بعد توصل الطرفين الى اتفاق ينهي الأزمة.
فمنذ الساعات الأولى من صباح الأحد، انتظمت العملية التعليمية في المدارس الحكومية وسط ابتهاج ما بين عودة الطلبة على مقاعدهم الدراسية، وتلبية مطالب المعلمين المهنية.
وحتى ساعات متاخرة من مساء أمس، خرجت الحكومة والنقابة ببيان يتضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان، يتضمن حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين الواقع المعيشي للمعلمين، من أبرزها رفع قيمة العلاوات بنسب تراوحت ما بين 35 إلى 75% .
الناطق الإعلامي باسم النقابة نور الدين نديم يؤكد لـ "عمان نت"، أن أهم ما في الاتفاق هو تكريس نمط جديد من العلاقة ما بين المعلمين والحكومة والذي يتمثل بالجانب المعنوي الذي يحفظ كرامة المعلم.
ويشير نديم إلى أن تحسين راتب المعلم مع إقرار ادنى علاوة منذ بداية تعيينه بما يتعدى حاجز الـ 400 دينار ، بجانب استحداث رتب جديدة للمعلم، سيخلق بيئة تعليمية جاذبة وليست طاردة.
ولم يخلو الاتفاق من إجراءات لتعويض الطلبة عما فاتهم من دروس خلال فترة الإضراب، حيث تضمن بدء العام الدراسي اعتبارا من اليوم، ووضع آلية لتعويض الطلبة، بحسب نديم.
من جانبها، انتهت وزارة التربية والتعليم من إعداد تقويم مدرسي معدل للعام الدراسي الحالي، يهدف الى الحفاظ على عدد أيام العام الدراسي المنصوص عليها قانونا والتي يجب أن لا تقل عن 195 يوما، مقسمة على فصلين، الأول بعدد ايام 106 والثاني 89 يوما.
وعقب انتهاء هذه الأزمة أعرب العديد عن تفاؤلهم بحلها، واصفين ما تمخض عن اتفاق بين الطرفين بالانتصار للوطن، فيما حمل آخرون الحكومة المسؤولية لعدم ايجادها حلول في بدايات هذه الأزمة التي استمرت لمدة شهر كامل.
وزير الدولة للشؤون القانونية، مبارك ابو يامين يعتبر أن الاتفاق نصرا للأردن، مؤكدا احترام الحكومة للمعلمين، مشيرا إلى أن ما شهدته الفترة الماضية أثبت تمسكها بسيادة القانون.
ويشير أبو يامين الى أن هذا الاتفاق يعد بمثابة بداية جديدة، وتأكيدا على حرص الأردن على عودة المعلم إلى غرفة الصف مرفوع الرأس.
أما النائب صالح العرموطي، حمل الحكومة مسؤولية عدم حل قضية المعلمين طيلة الأسابيع الأربعة الماضية، مشيرا إلى النص الدستوري بضرورة قيامها بتوفير الحياة الكريمة لكافة المواطنين، وخاصة العاملين في القطاعات العامة.
من جانبها، اعتبرت النائب ديمة طهبوب، إضراب المعلمين مرحلة جديدة بتاريخ المملكة، مضيفة بأن على الحكومة التي لا تحترم المعلمين، الرحيل.
هذا ويذكر أن رئيس الوزراء عمر الرزاز، تقدم قبل الإعلان عن الاتفاق، باعتذار للمعلمين، عن أية تصرفات أو تصريحات مست كرامتهم بقصد أو غير قصد، ووعد في رسالة نشرها على حسابه الخاص في "فيسبوك" بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، بإجراء تحقيقات في الاعتداءات التي طالت المعلمين خلال إضرابهم.