اتفاقيه الطيران الأردنية الإسرائيلية وتأثيرها الجيوسياسي
اتفاقية الطيران الجديدة بين الاردن واسرائيل نوقشت على مدى سنوات سابقة ولم يتمكنا من الوصول الى اتفاق. لكن من الملاحظ ان توقيت توقيع الاتفاق الأردني الإسرائيلي جاء بعد شهر من توقيع الاتفاق الإبراهيمي. الاتفاق الذي وقعه الأردن يسمح باستخدام الأجواء الأردنية والأراضي المحتلة للطائرات المدنية المتجهة نحو الخليج اسيا اوروبا امريكا الشمالية والشرق الأقصى ولقد تم التوقيع بالتعاون والتنسيق مع وكالة المراقبة الجوية الأوروبية اوروكونترول ومقرها بروكسل. هذا الاتفاق سيعمل على تقليص المسافات وتخفيض اوقات الطيران والرحلات الجوية المختلفة.
ولنكن واقعين هذا لن يعجب الكثيرين من الاردن لكننا لا نستطيع ان نمنع اسرائيل من التحليق فوق اجواءنا بالمقابل ستمنع إسرائيل الأردن من التحليق ايضا فوق الاراضي المحتلة ويترتب على ذلك التكلفة الباهظة على الأردن وشركات الطيران الأردنية وخاصه في هذا الظرف العصيب الذي نمر فيه.
الملاحظ في مثل هذه القضايا يستخدم الأردن سياسة التجاوب المرن flexible response، التي لا تمس امنه الوطني ومصالحه التي تخضع للتقييم الدقيق والاعتبارات السياسيه الاقتصادية المختلفة. لكن المحزن بالأمر اننا لم نسمع أي تصريح رسمي من قبل المسؤولين الأردنيين عن هذا الاتفاق بل يجبرونا ان نلجأ الى المحطات الأجنبية ومنها اسرائيل لمعرفة ما يحدث وهذا غير مقبول لدوله لديها مؤسسات منذ قرن.
ثوابت الأردن واضحة من حل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية والضم المؤجل او المس بمستقبل الاماكن المقدسة الوصاية الهاشمية التاريخية جهودنا مميزه بهذا الخصوص فهذه هي عقيدتنا وايديولوجيتنا الأردنية. لكن بنفس الوقت هذه الاتفاقية تساعد إسرائيل لتحقيق رؤيتها بما تنادي به السلام الاقليمي المبني على الاقتصاد والقوة peace is function of power.
كما سيخدم أيضا الرؤيا الإسرائيلية تشدين اسرائيل فتح مطار رامون تمناع للرحلات الداخلية حاليا والمحاذي لمطار الملك حسين في العقبة والذي يخالف أنظمة الطيران العالمية وبوجه الخصوص امان الطيران وهو مخالف تماما لاتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية والمعايير الدولية واتفاقية شيكاغو ويمس السيادة الجوية الأردنية وبالرغم من الجهود الأردنية المضنية للتصدي لهذا المشروع ألا اننا لم تنجح بإيقافه لغاية هذا التاريخ وإذا ما تم تشغيله بشكل احادي للرحلات الدولية ستضرب السياحة الأردنية.
وخاصه ان إسرائيل بدأت للترويج بانها ستعفي هذه الشركات العالمية وخاصه شركات الأقل تكلفه من الرسوم والضرائب لمدة خمس سنوات. إسرائيل ستقوم بتشغيل هذا المطار بشكل احادي غير عابئة بالقوانين الدولية كعادتها وغير مكترثة وسوف يساعدها هذا لتحقيق رؤيتها بالسلام الإقليمي المبني على القوة.
* خبير عسكري/لواء طيار متقاعد