إقبال على البالة مع قرب العيد

الرابط المختصر

تشهد محلات بيع الملابس والاحذية الاوروبية المستعملة "البالة" مع قرب حلول عيد الفطر السعيد حركة قوية في البيع مقارنة بالسنوات الماضية ويعود السبب الى الحالة الاقتصادية السيئة وانخفاض مستوى المعيشة لدى المواطنين والسبب الاكبر حلول شهر رمضان الكريم مع موسم بدء العام الدراسي الجديد مما أدى الى مزيد من ضعف الحالة المادية لدى المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود ، حيث جاء هذا الاقبال الكبير على البالة بالرغم من غزو البضائع الصينية لاسواق البالة والتي تمتاز بمواكبتها الموديلات الحديثة وباسعار منخفضة .

 

وعزا تجار واصحاب محلات ومعارض لبيع الاحذية والالبسة الاوروبية"البالة"شراء المواطنين في موسم العيد من البالة الى تأثيرات الازمة العالمية والبورصات وتراجع القوة الشرائية للمواطنين والسبب الاكبر يعود الى تصادف حلول شهر رمضان الكريم مع موسم بدء العام الدراسي الجديد ، مشيرين الى ان الشراء يتم من قبل الطبقة الغنية والمتوسطة والفقيرة على حد سواء ، حيث بلغت نسبة الاقبال على شراء "البالة" من قبل المواطنين نحو %80 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

من جانبه قال صاحب محل ومعرض لبيع الالبسة والاحذية الاوروبية"البالة"أحمد عبد العال ان حركة الاقبال على الشراء من البالة مع قرب قدوم موسم العيد كبيرة جدا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي معللا السبب الرئيس لذلك تصادف حلول شهر رمضان الكريم مع موسم بدء العام الدراسي الجديد .

وأضاف عبد العال ان الملابس والاحذية الاوروبية "البالة" تتميز بانها مقبولة من مختلف الطبقات الاجتماعية كونها تحمل ماركات عالمية مشهورة اضافة الى اعتدال اسعارها وتوفر هامشا واسعا من الخيارات تناسب مختلف الاذواق والامكانيات من حيث الجودة والسعر ، موضحا انه يتم استيراد هذه الملابس من دول اوروبية وخاصة المانيا وتشتمل على نوعيات متعددة يتم فرزها بعد استلامها حسب جودتها ، مشيرا الى انه يتم تحديد السعر بعد احتساب كلفتها مضافا اليها اجور الشحن واحتساب قيمة التالف منها الذي لا يصلح للبيع.واشار الى ان مواسم الاعياد كانت لا تعد مواسم بيع جيدة لمحلات البالة لان للعيد هيبته حيث يتم شراء البضاعة الجديدة خاصة لفئة الاطفال ولكن العيد هذه المرة يختلف عن مواسم الاعياد لنفس الفترة من السنوات الماضية ، مؤكدا انه يبيع ماركة عالمية ومميزة بسعر 10 - 15 دينارا مقارنة بسعرها الباهظ في المحلات الاخرى ، منبها ان انتشار اسواق الملابس الاوروبية المستعملة في اماكن قريبة من المناطق السكنية في عمان لم يؤثر على عملية البيع قدر تأثير البضاعة الصينية لما تحظى به من موديلات حديثة لكنها ليست ذات جودة عالية.

وقال تاجر آخر شوقي عبد الحفيظ انه مع دخول فصل الشتاء يتسابق بعض التجار لاظهار ما لديهم من ملابس شتوية حيث تشهد سوق الملابس المستعملة حركة نشطة خاصة وطلبا متزايدا على الالبسة والاحذية ، معللا تراجع المبيعات وحالة الركود بإرتفاع الأسعار التي تحلق في مستويات لا يطيقها المواطن ، مضيفا انها تشهد اقبالا شديدا من ذوي الدخل المرتفع رغم ارتفاع الاسعار ، لكنه استدرك بالقول ان اسعار ملابس الاطفال والنساء اقل بكثير من الجديد .

واشار شوقي ان الكثيرين يبحثون عن سلع تحمل اسماء تجارية عالمية تتمتع بجودة عالية مثل بنطلونات الجينز والبدلات والمعاطف. غير مبالين بالاسعار ، نافيا مايشاع حول اسواق البالة بانها للفقراء ، موضحا ان هنالك متخصصين في بيع افضل البضائع المستعملة وتكون اسعارها مرتفعة نوعا ما ، لافتا الى المنافسة الحاده من قبل البضائع الصينية الجديدة .

واتفق صاحب محل اخر مع ما قاله أحمد عبد العال وشوقي مضيفا ان السوق توفر القطع الرديئة والجيدة وهنالك من يبحث عن الجودة بغض النظر عن السعر ، بينما اخرون لايهتمون بالتفاصيل والشكل ويبحثون عن اقل الاسعار.وأشار أنه و من خلال خبرته ، فان مرتادي البالة تغيروا فاصبح يشاهد كافة الفئات الاغنياء والفقراء نتيجة أن السوق توفر كافة الاصناف وبمختلف الاسعار.

ويقول وليد شقبوعة صاحب محل ملابس : ان زبائنه من جميع طبقات المجتمع وخاصة الاغنياء منهم وان لم يكونوا ظاهرين الذين يفضلون انواعا وماركات عالمية التي توفرها أسواق البالة ولا تتوفر في المحلات العادية وفي حال توفرت تكون اسعارها مرتفعة جدا.

وبيّن ان سعر البضاعة يوضع على اساس كلفتها من المصدر وعادة ما تكون البضاعة الامريكية ارخص من الاوروبية مبينا انه يمكن لاي شخص ايجاد ما يرغب فهو يطرح خيارات من حيث الجودة والسعر وهو يحل كثيرا من مشاكل المواطنين .

وقال شقبوعة ان مواسم الاعياد كانت في السابق لا تعد مواسم بيع جيدة لمحلات البالة لان للعيد هيبته حيث يتم شراء البضاعة الجديدة وخاصة لفئة الاطفال ولكن الظروف الاقتصادية جعلت المواطن يضطر الى الشراء من البالة .

و أضاف صاحب محل آخر انه ومع قرب حلول العيد و دخول فصل الشتاء يتسابق التجار لاظهار ما لديهم من ملابس شتوية مستعملة يتم تنظيفها وكيها ويعتبر فصل الشتاء بمثابة العيد حيث نشهد حركة نشطة فعندما يشعر الناس بالبرد يقبلون على شراء الملابس وبالنسبة للزبائن قال: انهم من جميع الفئات والطبقات الاجتماعية.

وقال بائع في معرض للاحذية انه يبيع ماركة عالمية ومميزة بسعر 10 - 15 دينارا بينما تباع نفس الماركة في المحلات العادية بسعر 85 دينارا فما فوق وهذا لا يناسب الوضع الاقتصادي لغالبية المجتمع ، لذلك يلجأ المواطن للشراء سواء في العيد او بغير العيد .

واختلفت اتجاهات المواطنين للموضوع فبعضهم يفضل الشراء من البالة بسبب الجودة العالية والبعض الاخر بسبب السعر المناسب والمعتدل ، فيما يتخوف اخرون من الاقبال على الشراء لاسباب شخصية لم يفصحوا عنها ، ولكن الظروف الاقتصادية وتدني المستوي المالي لدى المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود كل هذه الاسباب أدت الى اضطرار المواطنين الاقبال على الشراء من البالة .

اما هالة غسان وهي ربة اسرة فقد اوضحت انها تقبل على شراء الملابس الاوروبية المستعملة هي وزوجها واولادها بسبب تدني اسعارها مع تمتعها بالجودة وارتفاع اسعار البضاعة الجديدة مع انخفاض جودتها مشيرة انه يجب ان نتخلص من ثقافة العيب ونتأقلم مع الوضع الاقتصادي السائد .

اما احمد داود الزبون الدائم لمحلات البالة فقد بيّن انه توارث عملية الشراء من هذه المحلات ابا عن جد حتى ان العائلة باكملها تتردد على هذه المحلات نظرا لجودتها ونوعيتها وان كانت مستعملة مشيرا للغلاء الفاحش للبضاعة الجيدة ، الا انه ابدى ملاحظته من عدم توفر طلبه وقياسه بسهولة.