مندوبا عن الملك عبدالله الثاني اطلق رئيس الوزراء المهندس نادر الدهبي في منطقة المدورة مشروع " جر مياه الديسي الى عمان " والدي سيوفر مئة مليون متر مكعب من المياه .

وكلفة المشروع الذي ستنفده شركة غاما التركية على مدى ثلاث سنوات ونصف تبلغ مليار دولار .حيث يبدأ بعدها وصول المياه الى العاصمة عمان .

وقال وزير المياه والري رائد ابو السعود ان اطلاق هذا المشروع الحيوي ياتي انسجاما والتزاما مع ما ورد في كتاب التكليف السامي للحكومة ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لتوفير العيش الكريم ضمن المتاح من المصادر وعلى راسها المياه .
 
واضاف انه في هدا الاطار تولي الحكومة قطاع المياه اهتماما خاصا حيث دأبت على المتابعة الحثيثة وتوفير ما امكن من الدعم المالي المباشر وغير المباشر للنهوض بهدا القطاع الحيوي من خلال المفهوم الاستراتيجي لهذه السلعة ومصادرها واضعين نصب اعيننا ما ورد في خطاب جلالته بتاريخ 7 / 11 / 1999 .
 
مشيرا الى ان وضعنا المائي هو تحد استراتيجي لا يمكن تجاهله وعلينا ان نوازي بين حاجات الشرب وحاجات الصناعة والزراعة ويبقى موضوع مياه الشرب هو الاساس والأهم .
 
وتابع يقول ان هذا التحدي الاستراتيجي كان خطة العمل التي انتهجتها الحكومة بشكل عام وتقوم وزارة المياه والري بتنفيذها من اجل تحقيق التوازن المائي آخدين بعين الاعتبار شح المصادر على المستويين المائي والمالي الذي دفع الى تنفيذ هدا المشروع بطريقة التمويل والتنفيذ والتشغيل ( B.O.T ) .
 
ويمثل هدا المشروع والذي سيوفر ما يقارب 100 مليون متر مكعب من مياه الديسي الى عمان نقطة انطلاق على الطريق الصحيح لتوفير الامن المائي ضمن المنظور القريب المتوسط من خلال معالجة جزء من الاختلال الحاصل بين ما هو متاح وما هو مطلوب .
 
وبين انه على المدى الاستراتيجي فان مشروع قناة البحرين ( البحر الاحمر ـ البحر الميت ) سيوفر قاعدة الانطلاق الحقيقية لتحقيق هدا الامن اضافة الى الابعاد البيئية للمشروع من خلال اعادة مستوى المياه في البحر الميت الى منسوبها التاريخي الذي تراجع حوالي 20 مترا في العقود الماضية .
 
وقال ابو السعود ان تحقيق الامن المائي سينعكس بالضرورة ايجابيا على ديمومة الاستثمارات الرأسمالية التي تشهدها المملكة .
ويشار الى ان وزارة المياه والري وضعت خطوات عملية تنسجم مع استراتيجيتها للتعامل مع الشح المائي في الاردن نتيجة تراجع الهطول المطري في ظل ازدياد الطلب ومحدودية المصادر المائية نتيجة لزيادة الاستثمارات والتوسع السكني وتحسن المستوى المعيشي .
 
وسعت الوزارة الى وضع البدائل والحلول من خلال البحث عن مصادر مائية تقليدية وغير تقليدية لمواجهة الاحتياجات الآنية والمتوسطة وبعيدة المدى مما حدى بالقائمين على ادارة القطاع لوضع خطة استراتيجية هادفة لتنفيذ عدد من المشاريع الهامة والتي منها الديسي وقناة البحرين جنبا الى جنب مع تفعيل برامج الصيانة وتقليل الفاقد ورفع مستوى الاداء والخدمة المقدمة والمحافظة على نوعية مياه الشرب والمحافطة على المصادر المائية وخاصة الجوفية والسطحية وتوسيع قاعدة استخدام المياه العادمة واعادة هيكلة القطاع بما ينسجم مع هذه التطلعات .
 
ويعتبر مشروع الديسي من المشاريع الاستراتيجية التي ستساعد على الحد من العجز المائي وترفع كفاءة التزويد وزيادة كمية المياه لمنطقة عمان الكبرى وفق برامج زمنية تتناسب مع الزيادة في العجز وتحسين الظروف البيئية والصحية للمناطق التي تحصل على كميات اقل من المياه بما يضمن الحفاظ على الطبقات المائية المستعملة حاليا وتخفيف الضغط عليها حيث من المتوقع ان ينقل المشروع من منطقة الديسي / المدورة الى عمان ما مقداره 100 مليون متر مكعب / من المياه سنويا عبر خط انابيب ناقلة بطول 335 كيلومترا التي من المتوقع الاستفادة منها في نقل المياه من محطات التحلية مستقبلا .
 
وتقدر كلفة تنفيذ المشروع بحوالي مليار دولار امريكي ويشمل حفر ( 45 بئرا عاملا و9 أبار في وضع الاستعداد ) حيث سيتم تنفيذ المشروع من قبل شركة جاما التركية على طريقة ( B.O.T ) البناء والتشغيل وتحويل الملكية للحكومة حيث ستشغل الشركة المشروع لمدة 25 عاما ( باستثناء فترة التنفيذ ) والتي من المتوقع ان تستغرق ثلاث سنوات ونصف وبعدها تؤول الملكية للحكومة الاردنية حيث سيتم الانتهاء من التنفيذ بحلول العام 2012.