إضراب انترنتي خجول
نور العمد :كان العديد من الأردنيين اليوم الموافق الرابع من أيار وتحديدا الساعة الثامنة صباحا ولغاية الساعة الحادية عشر صباحا على موعد مع إضراب سلمي يندد بمجزرة ارتفاع الأسعار..
نور العمد :كان العديد من الأردنيين اليوم الموافق الرابع من أيار وتحديدا الساعة الثامنة صباحا ولغاية الساعة الحادية عشر صباحا على موعد مع إضراب سلمي يندد بمجزرة ارتفاع الأسعار..
أطلق القائمون عليه اسم "إضراب النشامى والرجالة".
منظمو الإضراب دعوا إلى عدم الخروج من المنزل والتوقف عن العمل ما يقارب 3 ساعات.. إلا أن المواطن الأردني لم يلمس أي مظهر من مظاهر الإضراب فحركة السير كالمعتاد والمحال التجارية فتحت أبوابها على مصرعيها مستقبلة الزبائن.
فضلا على أن الإعلام الأردنية فقط رفرفت على المباني الحكومية كالمعتاد وليس على أسطح بيوت المواطن الأردني، كما جاء في دعوة الإضراب للمواطنين للتعبير عن رفضهم للغلاء.
ولكن مجموعة من مستخدمي شبكة الانترنت وتحديدا المشاركين في موقع التعارف الشهير " الفيس بوك" شاركوا فعلاً في الإضراب وتغيبوا عن العمل لمدة ثلاثة ساعات كما جاء في دعوة الإضراب التي وصلت لما يقارب لاكثر من 5 آلاف مشترك، وجاء هذا الإضراب بالتزامن مع دعوة الإضراب في مصر احتجاجا على مسلسل الغلاء الذي لا تنتهي حلقاته.
بدون عمل 3 ساعات!
هذا ما أكده المعلم مأمون الصقور الذي تغيب عن عمله لمدة 3 ساعات لأجل المشاركة وأضاف:" عندما وصلت لي الدعوة عبر الفيس بوك استجابت على الفور لان الهدف واحد وقد خرجت من رحم مطالب المواطن الأردني ومن الوضع الشعبي السيئ وتوقفت عن العمل لمدة 3 ساعات، وتحديدا في منطقة الأغوار حيث اقطن، كانت ردة الفعل واضحة فالكل كان يتحدث عن الإضراب"
وتابع:" أتوقع كليا أن أتعرض للمسائلة من قبل إدارة المدرسة ولكن سأبرر سبب غيابي أنني استجبت لنداء الإضراب".
مهند موظف في فندق حياة عمان هو الآخر استجاب لدعوة الإضراب، معتبرا بان ما جاء في مطالب الإضراب تنبع من صميم قلب المواطن الأردني" تغيبت عن العمل ودعوت أصحابي إلى المشاركة، وأتوقع أن توجه لنا إدارة الفندق إنذارات وسوف نبرر لهم سبب إضرابنا كون هذا الإضراب يعتبر بمثابة الاستجابة لشعب كامل".
مهند، رأى أن الحركة لم تكن اعتيادية كما في الأيام الأخرى من الأسبوع" على سبيل المثال شارع الأردن من الشوارع المزدحمة كليا .. ولكن اليوم الازدحام لم يكن شديدا مقارنة بالأيام العادية".
أما مهدي الذي يعمل في بنك القاهرة الذي تغيب عن عمله تضامنا ورفع صوته عاليا لوقف مسلسل الغلاء وبيع الوطن، لاحظ تجاوب واضح للفكرة الإضراب، وقال:" الكثير من الإعلام الأردنية رفعت فضلا إلى أن بعض المحال التجارية قد أغلقت، وإجمالا كان هناك تجاوب عام وهذه أول محاولة في الأردن لذلك يمكن أن لا يكون لها ذات صدى مصر ولكن أتخيل في المرات القادمة أن يكون هناك تجاوب واسع من الشعب الأردني الذي لا يرضى الخضوع".
قفزة في الهوا...
محمد الطميزي عضو في حملة (لا) لرفع الأسعار، اعتبر أن هذا الإضراب ليس إلا مجرد قفزة في الهواء ومدعاة للإحباط، وأضاف:" الوضع الداخلي ما وصلت إلية التيارات السياسية الداخلية لم ينضج بما يكفي أن توسع عملها على نطاق إقليمي وهذا الإضراب قد سبب إحباطا للمواطن الأردني لأنه لم يرى أي اختلاف في حركة السير ولا حركة المواطنين في الشارع ولكن في ظل هذا الوقت والدعوة إلى هذا النشاط وربطة في منطقة إقليمية أخرى لم يجلب عمليا إلا الإحباط كون المواطن لم يرى أي تحرك ".
وتابع" المواطن الأردني حتى يلتحق خلف برنامج عام لا بد من تحضيره بعدد كبير من الجزئيات مثل ما حصل على سبيل المثال في اعتصام مركز الحسين للسرطان هذه الجزئيات والتحركات هي التي ستنتج البرنامج القادم التي سيسر على أساسها المواطن الأردني .. ممكن أن يضفي إلى إضراب أو اعتصام".
وبين الطميزي أن حملة (لا) مع أي تحرك يدافع عن حقوق المواطن الأردني لكن لا بد أن يكون مثمرا ويحقق شيء على ارض الواقع" لا بد أي عمل أن يشجع الناس على الاقتراب إلى العمل السياسي وتشحن عواطفهم وأحاسيسهم اتجاه حقوقهم المسلوبة".
الضجة تكفي...
ومن خلال مراسلاتنا عبر "الفيس بوك" مع منظم الحملة الذي يخفي هويته تحت اسم (نشمي– جدع) اعتبر أن الإضراب قد حقق نقلة نوعية من خلال الضجة التي أثارها، مشيرا إلى أن الإضراب سيحفز بالضرورة الأحزاب والحركات المختلفة للدفاع عن حقوق المواطن.
وأضاف النشمي:" ربما الإضراب لم يلق تجاوبا شعبيا لكنه ترك أثرا ملحوظا في بعض المناطق، وقد وردتني تقارير من الكرك والسلط وتلاع العلي ووسط البلد تفيد بتراجع حركة السير وتأخر فتح المحال التجارية".
وبين النشمي أن الكرة الآن في ملعب الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني كافة للوقوف في وجه الغلاء.
د. خالد الكلالدة من حركة اليسار الأردني-حزب تحت التأسيس- أوضح أن فكرة الإضراب تأتي في إطار الاحتجاج العلني على السياسات والبيع العلني للممتلكات الوطنية، وقال:" كافة السياسيات المتبعة أدت إلى إفقار الشعب وتحويل المئات إلى جوعى، وقطاع التكنولوجيا استقطب عدد كبيرا من الشباب والمعروف أن المحرك لكل الحركات الاجتماعية هم الشباب أنفسهم ولكن نتيجة ظروف عديدة خارج عن إرادتها وهي في حالة ضعف لا تستطيع أن تطرح لا أساليب عمل ولا برامج تستطيع الوقوف في ظل هذه الهجمة الشرسة البيرالية الجديدة الأمر الذي أدى الغالبية منهم إلى استخدام الشبكة العنكوبتيه لتعبير عن أرائهم".
وأكد الكلالدة إلى أن هناك استجابة واسعة من قبل المشتركين في الموقع التعارف الشهير" الفيس بوك".
مطالب ...
الإضراب هدف إلى جملة من المطالب التي تجلت بان تبذل الحكومة أولا جهودا حقيقية للحد من ارتفاع الأسعار، وثانيا تثبيت أسعار الغاز والكهرباء، وثالثا وقف بيع ممتلكات الوطن، ورابعا إنصاف موظفي القطاع الخاص ووضع ضوابط قانونية ملزمة للشركات لرفع رواتبهم، وخامسا ضبط أسعار العقارات وبدل الإيجارات، وسادسا تفعيل قانون مكافحة الفساد بشكل جدي، وسابعا الاهتمام بموارد المملكة التي لا حصر لها كالنفط والبوتاس والزراعة والسياحة وغيرها.
توقيف...
وعلى خلفية الإضراب فقط ذكرت حركة اليسار الاجتماعي الأردني المنبثقة عن أحزاب يسارية أن الأجهزة الأمنية قامت بتوقيف اثنين من أعضائها على خلفية الدعوة لإضراب عام.
ووصل لعمان نت نسخة من البيان الذي ضبط بحوزة الأشخاص الثلاثة وفيما يلي نص البيان:
إلى موقع عمان نت عرفناكم بجرأتكم، ونتمنى أن تستمروا فيها...تم توزيع البيان التالي باليد على الأحزاب والنقابات، ويبدو أنه "لم يتم استلامه" بسبب ظروف ما...نرجو أن تقوم عمان نت باختراق الطوق الإعلامي المفروض على الإضراب ونشر هذا البيان.
نداء عاجل
إلى كافة القوى الوطنية في الأردن،
إلى كافة الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني عموما،
نحن آلاف من الشباب المجتمعين عبر الإنترنت والداعين إلى القيام بإضراب عام في الأردن في الرابع من أيار للاحتجاج على السياسات الحكومية وتعاطيها مع الأزمة الاقتصادية الحالية، نتوجه إليكم ونناشدكم أن تقوموا بما يمليه عليكم الضمير الوطني تجاه هذه الدعوة. لم يعد من الممكن السكوت على الوضع الحالي ولم يعد المواطن يستطيع تحمل معيشته بالشكل التي هي عليه الآن. وبناء عليه نحملكم مسؤوليات مواقفكم، ونطالب بمواقف واضحة وقوية تنحاز إلى الأكثرية المسحوقة من شعبنا.
لم يعد للسكوت مكان.
الإضراب عبر الانترنت هو طريقة لتجاوز الصعوبات التي تقف أمام القيام بذات الفعل على ارض الواقع ...هذه حقيقة، ولكن هناك حقيقة أخرى على الرغم من أن الغلاء يطال كافة طبقات المجتمع، إلا أن الطبقات الفقيرة الأكثر تأثرا منه، وتلك ما يزال سهولة التواصل بينها وبين الانترنت طويلا!.