إسرائيل تستعد لمواجهة سفينتي "العلي" و"مريم" بالقوة
في الوقت الذي اجتمعت فيه الحكومة الإسرائيلية لبحث ما أسمته تخفيف الحصار على قطاع غزة، تتهيأ القوات الإسرائيلية لاحتمال انطلاق سفينتين من الشواطئ اللبنانية في غضون أسبوع.
وأفادت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن التوجيهات التي تلقاها أمس جيش الدفاع من المستوى السياسي تقضي بالتصدي للسفينتين اللبنانيتين وإيقافهما مع اللجوء إلى استخدام القوة إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
ولا تملك الدوائر الأمنية مرحليا، بحسب هآرتس، معلومات أكيدة عن موعد إبحار السفينتين اللبنانييتن "ناجي العلي" و"مريم" نظرا لورود معلومات منتاقضة من لبنان بهذا الشأن، ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها الليلة الماضية إن الافتراض الأرجح أن تنطلق السفينتان من لبنان بعد غد الأحد غير أن الأمور قد تتغير
.
وأوضحت هذه المصادر أنه في حال لاقى مغاوير البحر - أفراد الصاعقة البحرية مقاومة على ظهر السفينتين اللبنانيتين فإنهم سيلجؤون إلى طرق وأساليب مشابهة جدا لتلك التي كانوا استخدموها على ظهر سفينة "مرمرة" التركية نهاية الشهر الماضي.
ونقلت هآرتس عن المصادر الأمنية قولها: "حتى الآن – بعد كافة الأحاديث والأقوال والانتقادات – لم تتم بلورة طريقة بديلة لإيقاف السفن. وإذا كان هناك أحد لديه حل مغاير – فمن المستحسن أن يقوله الآن
."
وترى بعض المحافل في الدوائر الأمنية أنه مع الأخذ بالحسبان القرار المتبلور لدى المجلس الوزاري المصغر تخفيف الطوق حول غزة إلى حد كبير – فمن المفاجئ عدم قيام المستوى السياسي بإعادة النظر في جوهر القرار القاضي باللجوء إلى القوة لإيقاف السفن
.
المتحدثة باسم رحلة سفينة "مريم" النسائية ريما فرح صرحت لوكالة فرانس برس "أن رحلة السفينة مريم بدأت تحقق نتائجها وأهدافها حين أعرب قادة إسرائيل عن خوفهم منها وأطلقوا التهديدات، ثم حين أعلنوا تخفيف إجراءات الحصار على غزة
".
وأضافت أن "المشاركات في الرحلة مصرات على المضي قدما، وسلاحنا الإيمان بمريم العذراء والإنسانية"، مشيرة إلى أن السفينة ستنقل أدوية وأن "التحرك مستمر حتى فك الحصار عن غزة وفتح البحر"، مشيرة إلى أن هناك طلبات كثيرة من دول عدة للمشاركة في الرحلة، وأن هناك نساء من مصر وسوريا والكويت ومن دول أوروبية مختلفة وأربع من الولايات المتحدة الأميركية
.
وشكرت منسقة اللجنة التحضيرية للرحلة سمر الحاج "التهديدات الإسرائيلية لأنها ساهمت في إصرار السيدات على القيام بالرحلة"، مشيرة إلى أن السفينة "باتت جاهزة (...) ونحن لا نخشى الإسرائيليين"، وحذرت الإسرائيليين قائلة "لا تكرروا خطيئة السفينة التركية "مرمرة".
تخفيف الحصار عن القطاع
وفي محاولة وصفها عدد من المحللين بالحركة الالتفافية على الضغوطات الدولية والمطالبة التركية، تحديدا بإلغاء الحصار على قطاع غزة، عقدت الحكومة الأمنية المصغرة الإسرائيلية اجتماعا جديدا الخميس للبحث في تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات.ومن المفترض أن هذا التخفيف سيسمح بعبور عدد أكبر من البضائع إلى قطاع غزة، بدون رفع الحصار عنه.وكانت الحكومة الأمنية التي تضم نصف أعضاء الحكومة أجرت مناقشات مطولة الأربعاء، حول هذا الموضوع بدون اتخاذ قرار.
ويفترض أن تقضي الإجراءات الجديدة بوضع ما تسميه المصادر السياسية في تل أبيب بالقائمة السوداء التي تضم حوالي 120 نوعا من البضائع والمنتجات المحظورة لاحتمال استخدامها لأهداف عسكرية، فيما يصبح من الممكن إدخال كل البضائع غير المدرجة على اللائحة بحرية إلى القطاع.
كما يفترض أن تعطي إسرائيل الضوء الأخضر بعد أشهر من الانتظار لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) من أجل إطلاق مشاريع بناء أو ترميم مدارس ومبانٍ عامة، وجاء أيضا أن الحكومة الإسرائيلية تتوخى من المجتمع الدولي أن يلتف حول مطلبها القاضي بإطلاق سراح الجندي الأسير، غلعاد شليط.