إستياء في معان لاختيار الكرك مركزا لاقليم مؤتة
قال عدد من الشخصيات الوطنية في مدينة معان ان اختيار الحكومة مدينة الكرك مقرا لاقليم مؤتة الجنوبي جاء من دون دراسة مستفيضة أو معمقة للحالة الجغرافية والديمغرافية لاهالي الجنوب, مشيرين الى ان اختيار الكرك جاء وكأنه رضوخ لرأي المتنفذين وأصحاب المصالح الذاتية.
وأشار هؤلاء ان بعد مسافة مدينة الكرك - التي ستضم الدوائر الحكومية التابعة للاقليم - عن باقي مواقع الاقليم سيكلف أبناء محافظتي معان والطفيلة الكثير من الاعباء المادية والمعنوية, خاصة مع عدم توفر المواصلات الضرورية للمواطنين بين هذه المحافظات.
وذهب أبناء معان الى القول ان بقاء الدوائر الرسمية في عمان أسهل عليهم بكثير من مراجعة الدوائر حال استحداثها في مدينة الكرك.
واقترح بعض شخصيات معان الذين استطلعت اراءهم العرب اليوم وضع مقر أقليم الجنوب في بلدة الحسا كونها تتوسط الاقليم وتوجد فيها مقومات البنية التحتية اللازمة لانشاء مختلف الدوائر الرسمية الضرورية للاقليم.
د. اكرم علي كريشان
وكان الخبير الاقتصادي وعضو المنظمة الدولية لحقوق الانسان الدكتور اكرم علي كريشان مع ما ذهبت اليه اصوات رسمية من ان توزيع المملكه لاقاليم ثلاثة سيساعد على تنمية المنطقة والتخفيف على مواطنيها, ولكنه عاد واستدرك أن هذا الهدف سيتم افشاله باختيار الكرك موقعا لاقليم مؤتة.
واضاف ان من شأن القرار غير المدروس في حال جرى تطبيقه أن يزيد من معاناة المواطنين الذين يغلب عليهم انهم من اصحاب الدخول المتدنية.
وطالب د. كريشان أن يكون الاقليم في منطقة متوسطة مثل بلدة الحسا للتسهيل على المواطنين وللاسهام في تنمية المنطقة الواقعة في منتصف مناطق الاقليم المختلفة.
الشيخ محمد احمد أبو طه
ودعا الناشط الاجتماعي الشيخ محمد احمد أبو طه الى القيام بدراسات ميدانية على أرض الواقع لتحديد مواقع مراكز الاقاليم دون الرضوخ لرأي المتنفذين وأصحاب المصالح الذاتية.
وكان ابو طه مع رأيه د. كريشان بوضع مركز الاقليم في الحسا وقال: إن تجربة مديرية شرطة اقليم الجنوب في منطقة الحسا كانت تجربه ناجحة حيث استطاعت هذه المديرية التعامل مع مديريات الشرطة التابعة لها في محافظات الجنوب بسهولة ويسر.
خالد الشمري ال خطاب
وقال رئيس بلدية معان الكبرى خالد الشمري ال خطاب لـ العرب اليوم ان اي مواطن يتابع معاملة رسمية له في إحدى الدوائر من السهل عليه الذهاب الى منطقة الحسا لاتمام معاملته والعوده أثناء الدوام الرسمي, ولهذا فانه هو الاخر مع تحديد هذه المنطقة كمركز للاقليم.
واشار الى ان اختيار الكرك موقعا للدوائر الرسمية في اقليم مؤتة سيزيد من أعباء المواطنين المالية اضافة للجهد والوقت ولا يستفيد منه ابناء المنطقة كثيرا.
واستغرب ال خطاب القرار واصفا اياه بالمتسرع وانه اتخذ دون دراسة جدية وواقعية لطبيعة المنطقة الجغرافية وتباعد المسافات بين مدنها وبلداتها وقراها.
صالح محمود ابو طويله
الا ان الناشط في الشأن العام صالح محمود ابو طويله رفض فكرة الاقليم بالجملة وقال إن الاردن بلد صغير وليس لديه مقومات نجاح الاقاليم التنموية مشيرا الى ان ضعف الاقتصاد الاردني لا يحتمل اقامة مشاريع تنموية مجزأة.
واضافة الى ذلك وصف ابو طويلة اختيار الكرك موقعا لاقليم الجنوب بانه سيعيد الاوضاع في الجنوب الى مئة عام سابقة ابان العهد العثماني. وقال لقد كانت منطقتا الطفيلة ومعان حينذاك تتبعان للكرك, متسائلا كيف يذهب الجهد والبناء هدرا بالعودة الى الخلف. وقال اذا كان لا بد من ذلك فلا اقل من ان يكون موقع الاقليم حال تنفيذه في بلدة الحسا.
المهندسة مها العودات
ويبدو ان الشخصيات المعانية التي تتبنى موقفا لصالح الاقاليم تقف طويلا عند الاعلان بان مركز اقليم مؤتة سيكون في الكرك. وهو الموقف الذي تبنته رئيسة الاتحاد النسائي الاردني - فرع محافظة معان المهندسة مها العودات حيث اشارت الى ان اقامة الاقاليم ان تمت ستدعم فكرة التنمية والتسهيل على المواطنين, ولكن اين ذلك من ان يتم وضع المركز في الكرك, مطالبة هي الاخرى بان يكون موقع المقر في منطقة وسط للتسهيل على المواطنين وليس لاضافة اعباء جديدة عليهم.
وقالت: إن كان ولا بد فليبق المركز في العاصمة عمان.
عبد الله صلاح
ويرى رئيس غرفة صناعة وتجارة معان عبد الله صلاح إن معظم الشعب الاردني لا يعرف عن الاقاليم شيئا وأن كل ما يجري هو تفصيل لثوب يتم الباسه الشعب الاردني ويتحمل تبعاته دون اشراكه في اتخاذ القرار, مشيرا الى ان كل ما يجري هو سلق لمشروع من الممكن ان تكون ابعاده خارجية.
وحول اختيار مواقع الاقاليم اشار صلاح الى انها غير مدروسة ومتسرعة وجاءت ارضاء لبعض المتنفذين والمستفيدين لوجود هذه المراكز على حساب المواطن العادي.
محافظة معان
محافظة معان هي أكبر محافظات الأردن مساحة حيث تبلغ مساحتها الاجمالية 33163 كم. بدأت منها الثورة العربية الكبرى ودخل الامير فيصل إلى الأردن من خلالها, عاصمتها مدينة معان
عمر معان بني أمية وبنوا فيها لإبن السبيل مرفق وهي مدينة قوم شعيب وكانت كموقف للحجاج تقام بها سوق في غدوهم ورواحهم. وجعلها الهاشميون موئلاً لقدمهم فقد نزل الأمير عبد الله فيها يوم 11 تشرين الثاني عام 1920 حيث استقبله أشرافها وشيوخها مرحبين مهللين وكان وصوله بعد أربعة أشهر من اعتداء الفرنسيين على استقلال سوريا.
وتقع محافظة معان في الجزء الجنوبي للملكة الأردنية الهاشمية وتبعد مسافة 210 كلم عن العاصمة عمان, يحدها من الشمال محافظتا العاصمة والطفيلة ومن الجنوب والشرق السعودية ومن الغرب محافظة العقبة.
وتشكل الصحراء ما يقارب (95% ) من مجموع مساحة المحافظة ويغلب على صخورها الحجر الرملي.
ويبلغ عدد سكان المحافظة ما يزيد عن المائة الف نسمة. ووفق التقسيمات الإدارية تضم المحافظة لواء القصبة ومركز مدينة معان. ويتبع للواء قصبة معان الاقضية التالية: قضاء أيل, وقضاء الجفر, وقضاء المريغة, وقضاء اذرح, ولواء البتراء ومركزه وادي موسى, ولواء الحسينية ومركزه الحسينية, ولواء الشوبك ومركزه الشوبك.
اما الدوائر الانتخابية فتضم المحافظة الدائرة الاولى: لواء القصبة باستثناء بدو الجنوب وخصص لها نائبين مسلمين اما الدائرة الثانية فتضم لواء الشوبك باستثناء بدو الجنوب وخصص لها نائب مسلم. أما الدائرة الثالثة فتضم لواء البتراء باستثناء بدو الجنوب وخصص لها نائب مسلم.
وتضم المحافظة جامعة الحسين بن طلال التي تأسست سنة 1999م, وكليتين: معان الجامعية التي تأسست سنة 1989م, والشوبك الجامعية التي تأسست سنة 1980م.
وتقع في المحافة قلعه معان السرايا وهي من آثار الدولة العثمانية الباقية حتى الآن, وتم إنشائها عام 1566 م. زمن السلطان سليمان القانوني بأبعاد ( 24 * 22 ) مترا, ويتبع لها بركه كبيرة استغلت لتجميع المياه وجاء بناؤها لتلبي حاجة الحجاج ولاتخاذها مقراً للجنود العثمانيين .
وبركة الحمام: وهي خربه غسانية على بعد 2 كم شرقي معان وفيها يمكن مشاهدة بقايا أبنية تقع على تلة صغيرة تتناثر فوقها قطع الزجاج والفخار, بالقرب منها تقع بركه الحمام وهي بركة مربعة الشكل طول ضلعها 70 مترا بعمق 7 امتار استعملت لتجميع المياه القادمة من الشراة عبر قنوات لا تزال ماثله للعيان لري المناطق المزروعة حيث يروى ان المنطقة كانت مزروعة بأصناف كثيرة من الخضار والفواكه.
كما يقع فيها قصر الملك عبدالله على بعد 3 كم جنوب معان حيث يعد من أهم المواقع الاثرية بعد ان اتخذه الأمير عبدالله مقراً له خلال قدومه من الحجاز في 21/11/1920 م. وقد اتخذت فيه قرارات كانت الحجر الأساس في بناء الأردن الحديث, وقد حول الآن إلى متحف. وفي المحافظة ايضا القناطر إلى الجنوب من معان بنيت على شكل اقواس من الحجارة, وقصر البنت الذي يقع على بعد 3 كم إلى الشرق من معان وحسب المؤشرات فانه قصر اموي, تم بناؤه على شكل مربع واستعملت فيه بعض العقود يشغل مساحه 12 * 15 م. وبقي جاثماً إلى آواخر السبعينيات حيث هدم واخرجت الحجارة الكبيرة ويعود ذلك إلى ظن الناس بوجود ذهب فيه!.
وفي المدينة ينابيع وعيون وآبار اشهرها الطاحونة ونبعه الضواوي, وعين سويلم, والنجاصة, والغدير, وبئر المزراب, وبئر الخماسي.
ولكن أهم ما في المحافظة مدينة البتراء درة الأماكن التاريخية والسياحية في الأردن وكنزه, كما تضم المحافظة قلعة الشوبك التي تبعد حوالي ساعة عن مدينة البتراء على الطريق الصحراوي, التي يعتقد انها سكنت في الفترة الادومية ثم اعيد ترميمها في الفترة النبطية.











































