تكرر مصطلح الإستهداف وتشعبت مكامن تسريبات التشويه فهل نمتلك ترف الوقت لتجاذبات لا تقدم حلولاً لقضايا المواطنين، ولا تحصن وطناً منذ نشأة كيانه السياسي يعيش بدائرة إستهداف بقاءه وإستمراره .
إن التحديات الداخلية وإيجاد الحلول لها في دولة العقل والخلق، هي الرد العملي والحقيقي في تعزيز صمود جبهتنا الداخلية، والمراجعة الشاملة لأداء الدولة بسلطاتها ومؤسساتها لتكون في خدمة الشعب، هو الحصانة لقوة الدولة والثقة بهذه السلطات والمؤسسات، فالتجربة التاريخية الأردنية، علمتنا وفي كافة المراحل الحرجة، أن نتجه شعباً وقيادة إلى تحقيق الإنجازات وتعزيز البنى التحتية وبناء المؤسسات وإستيعاب أشكال المعارضة في إطار الدولة بهدف تحقيق الإنجاز، فالوطن يتسع لعطاء الجميع، والقيادة بمؤسسه العرش مظلة للجميع ولا تقبل القسمة على معارضة أو موالاة ، ما دام الجميع يؤدي دوره بهدف وطني بمظلة الدستور وسيادة القانون دون مزاودة أو إستقواء، أو تخوين وتشكيك ، فالأوطان لا تبنى على إتهامية وتشكيك أو تقسيم بنحن شعب وانتم شعب بالولاء والإنتماء ، فالأردن لكل أهله ومؤسسة العرش وسط حسابي للجميع، ولا تقبل القسمة على طرف دون طرف بالمعادلة الوطنية.
إن رؤى جلالة الملك الإصلاحية السياسية والإقتصادية والإدارية وتوجيهاته المستمرة والتي لا تتوقف في الجوانب المتعلقة بحياة الأردنيين اليومية والمعيشية، لنتساءل لماذا هذا التعثر حد العناد في التنفيذ وفي كافة مواقع المسؤولية وبمختلف مستويات القرار، ومن هي الجهات التي تقف سداً بين ترجمة الرؤى الملكية على أرض الواقع، وكأنه إستهداف يلتقي مع كل محاولات الإستهداف الخارجي لمملكة بقيت صلبة وصخرة صامدة رغم كل الحرائق على جدران محيطها من صراعات وتفتت وحروب بالوكالة بإمتداداتها الإقليمية والدولية، نعم مملكة شامخة بقيادتها ومكانتها الدولية بإحترام الجميع لها.
- لقد جاءت مخرجات لجنة ملكية بإرادة سياسية وطنية ملكية نحو نقلة نوعية وتاريخية لحياة سياسية وبرلمانية وصولا لحكومات حزبية برلمانية، ونتساءل، لماذا غابت استراتيجية الدولة عن هذه المخرجات لتكون مشروعاً شعبياً، وأنحصرت في دائرة الإتهام والتشكيك وحوار النخب ومحاولات التدوير لها، وكأنها مخرجات لنخب ، وعلى حساب الشعب صاحب المصلحة الحقيقية والمستفيد الحقيقي من هذا النموذج الديمقراطي الأردني المتجدد ليكون صاحب القرار في إدارة شؤون الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة . ولماذا غاب الحوار المؤسسي مع كافة أبناء الوطن وفي كافة مناطق الوطن ؟ ورغم تأكيدات الملك المتواصلة، اشرحو للناس وين رايحين .....
- توجيهات الملك في الجانب الإقتصادي وضرورة الإعتماد على الذات وعلى الإقتصاد الوطني الإنتاجي ، أين وصلت هذه الرؤية الملكية، وأين العقبات، نتساءل فقط ؟
- الأمن الغذائي والتصنيع الزراعي، وإنشاء قرى تعاونية زراعية، بخريطة جغرافية علمية ، أين وصلت ؟
- ضرورة توفير العلاج لكل اردني وبنوعية تحترم كرامة المواطن، وبما يتناسب مع التطور الطبي الذي وصلت إليه البلاد، أين وصلت ؟
- مراجعة ملف الطاقة وإعادة هيكلته بما يخفف على المواطنيين وقطاع الصناعة والسياحة والزراعة، أين وصلت ؟
- النقل الحضاري لكافة محافظات المملكة، أين وصل هذا المشروع الملكي ؟
- الإصلاح الإداري للقطاع العام، وهو العامود الفقري لكل إصلاح في الدولة، وعلى أرض الواقع تعمل الواسطة والمحسوبية ليل نهار بهذا الجهاز ، حتى جرى تحطيمه لماذا ؟
- الإستثمار وجلب الإستثمار وهو حديث وتوجيه ملكي شبه يومي، ولكن على أرض الواقع، يغادر البلاد حتى المستثمر الأردني إلى اقطار عربية ! ماذا يجري ؟
- مراجعة نظام الضريبة لتحقيق العدالة بين الاغنياء والفقراء، أين وصل وطالما يؤكد عليه الملك ؟
- البطالة كتحدي اول في البلاد ، والملك يقول ابقى مستيقظاً بالليل ليس لتهديدات داعش والقاعدة، وإنما حجم البطالة بين الشباب، هل تم تقديم مشاريع وطنية كبرى لإيجاد الحلول لها بغير عقول التقليد والتبريرات ؟
- اللامركزية، ورؤية الملك لها، كنموذج ديمقراطي بمشاركة المواطنين في رسم السياسات على مستوى المناطق، لتكون بمثابة برلمانات للخدمات، ونقل القرار من السلطة المركزية للمحافظات، ماذا جرى لها ، وهل هي الآن رؤية الملك على أرض الواقع ؟
كل ما تقدم وعديد المجالات، أليست هذه رؤى الملك وتوجيهاته في كتب التكليف للحكومات المتعاقبة ؟ أليست توجيهات الملك في كل لقاءاته ومحاور حديثه ؟
- الإستهداف الخارجي، ندرك سهامه الموجهه، لتشويه مكانة دولية حققتها القيادة، فأزعجت قوى تريد إعادة صياغة المنطقة وفق مصالحها، وازعجتها ثبات القيادة على مواقفها القومية تجاه قضية فلسطينية مصيرية والتمسك بحل الدولتين، والرعاية الهاشمية بشرعيتها الدينة والتاريخية على المقدسات ، وازعجت هذه القوى، تحرك القيادة الأردنية ودورها بإستعادة تكامل الشرق العربي الجديد لخدمة الشعوب العربية ومنظومة الأمن القومي العربي ، وإحداث التوازن عربي- إقليمي لمستقبل الإقليم
- إن مواقف الملك التاريخية بالثوابت القومية، ومكانته الدولية ونسجه لعلاقات عالمية متوازنة، وتأثيره في المجتمع الدولي بقضايا الإقليم والمنطقة، ودوره الإقليمي الفاعل، وخطابه ووضوح رؤيته القائمة على العدل والسلام وعدم التدخل بشؤون الغير، ورفضه لصراع المذهب والعرق والطائفة، كعناصر تفتييت للمجتمعات وإسقاط للدولة الوطنية العربية، وإيمانه بالحلول السياسية وإحترام مكونات كل قطر عربي، ومحاربته للإرهاب، مؤكدا بهذه المواقف وهذه الرؤية، أن تضع جلالته في دائرة الإستهداف .
ولكن يبقى تساؤل مشروع، من يقف حجر عثرة حد إستهداف الرؤى الملكية بالداخل الأردني عن التطبيق والتنفيذ ؟
وهل من خيط باطني بين إستهداف الخارج العلني بمكامن الشر لمواقف ورؤية جلالة القائد، وإستهداف داخلي لرؤية الملك الإصلاحية نحو شعبه ؟
إستهداف الملك، هو إستهداف مملكة بخيوط علنية مكشوفة وباطنية بين ظهرانينا بحض دولتنا، إستهداف مملكة ازعجت بصمودها مشروع التفتت والهيمنة لمسرح الشرق العربي الذي لم تكتمل فصول شكله الجديد !!!