إربد: سهرة على السطوح
إربد ، عروس الشمال ، عطشت هذا الصيف كما لم تعطش من قبل ، الشكاوى الكثيرة التي وصلت عن مشكلة شح المياه في المحافظة ، كلها تتحدث عن العطش بألم ومعاناة ، مشكلة مياه منشية بني حسن ألقت بظلالها السوداء على إربد والشمال عموما ، نتفهم حرص المسؤولين في قطاع المياه على صحة المواطن عبر التأكد من خلو المياه التي تصله من اي ملوثات ، لكننا لا نتفهم كيف يترك نحو ثلث سكان الممكلة تقريبا يعانون ضنكا غير مسبوق في الحصول على حصتهم من المياه،.
أسابيع كثيرة وأشهر لم يحصل عدد كبير من سكان إربد على حاجتهم من المياه ، وهو ما يؤكده مسؤولو مديرية مياه اربد باعتبار أن مشكلة نقص المياه في فصل الصيف هي مشكلة تعاني منها مختلف مناطق المملكة بسبب الفارق بين العرض والطلب ، والذي يصل بشكل عام الى %20 فيما يزيد بمحافظة اربد ليصل الى 25%. ولكن لماذا إربد؟ واين الدور في توزيع المياه؟ وهل حقا هناك مشكلة في وصول المياه إلى الأدوار العليا؟ ويأتي الجواب: نعم ، المناطق التي تعاني ضعف الضخ تكون مرتفعة ، والحل؟ شراء صهاريج أرضية ، والاستعانة "بمضخات" كهربائية لضخ المياه الى الطوابق المرتفعة ، لأن المياه تصل الى جميع المناطق والخزانات التي لا يزيد ارتفاعها عن طابقين فقط (،) أما المنازل ذات ارتفاع 4 طوابق ، فتكون قوة وصول المياه إليها ضعيفة ولأسباب فنية لا علاقة لها بقوة أو ضعف الضخ ، ولدينا قصص كثيرة عن مشاحنات ومشكلات وصراعات بين سكان البنايات العالية على كيفية استخدام المضخات الأرضية ، ومدى جور البعض على البعض الآخر،،.
عطش اربد مزمن ، وهذه المرة ليست الأولى التي نثيرها هنا ، فقد فعلنا قبل سنوات ، ولم تزل المشكلة تراوح مكانها ، وتتوحش أكثر حين يحل الصيف،.
أخونا عصام الجراح من سكان منطقة الروضة بعث لي بالأمس بمداخلة فيها دعوة لزيارة المنطقة يوم السبت بعد العاشرة مساء وهو الموعد الذي يوزعون فيه الماء لنرى العجب العجاب ، حيث ان الموعد العاشرة ولكن ترى ساعات الماء تلف ولكن ليس لوجود الماء ولمدة ثلاث ساعات متواصلة تضخ هواء نعم هواء وليس ماء ، وبعدها تبدأ بضخ الماء ولكن لمدة خمس ساعات لا تكفي لتعبئة خزان ماء سعة متر مربع واحد ، ويقول عصام.. لقد قرأت في جريدتكم الغراء على لسان بعض المسؤولين ان مشكلة الماء في اربد قد حلت ، وسبب دعوتنا لكم لزيارتنا هو ان تروا كيف ان جميع القاطنين بالمنطقة يتواجدون على سطوح منازلهم ليلا للتأكد من وصول الماء من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا وكل ما نطلبة فقط الماء وهو من ابسط الحقوق التي يفترض ان تتوفر للمواطن ، وكأننا يجب ان يكون لنا هم دائم على مدار العام الماء في الصيف والكاز في الشتاء.
عصام يرجو من السادة النواب ان يفكروا أولا بمصلحة المواطنين في شرب الماء وليس فقط بالراقصين والراقصات والمطربين والمطربات ، على حد تعبيره ، ثم يقول أن تنك الماء اصبح سعره 15 دينارا بسعة 3 متر اي ان المواطن يحتاج شهريا إلى سبعين دينارا ماء ولم يبقَ للموظف الا ان يسرق او يرتشي من اجل تأمين الماء والكاز لأطفاله ناهيك عن ضياع دوام يوم الاحد لسكان منطقتنا ، لأن الموظف يمشي وهو نائم بعد سهرة طويلة على السطوح ، بانتظار وصول الماء،،.











































