إذ لديك المال..هل تدعم مجتمعك؟
ينظر رجال الأعمال وأصحاب الاستثمار في الأردن إلى تجارب قليلة قام بها القطاع الخاص لخدمة مجتمعاتهم المحلية وتنميتها، "نريد الدعم ولكن لا نعلم ما هي الكيفية!".أن يشق القطاع الخاص طريقه لتنمية مجتمعه، هي خطوة كان يجب أن تكون في السابق، وما مشروع مؤسسة رواد التنمية في جبل النظيف إلا نموذجا مشجعا للمؤسسات الخاصة الأخرى لأجل العمل والمساهمة في تنمية المجتمع المحلي في مناطق مختلفة من المملكة..لكن إلى الآن لم تسجل أي محاولة.
هل يحتاج المجتمع إلى دعم القطاع الخاص؟ تقول رغدة بطرس مديرة مؤسسة رواد التنمية إن المجتمع المحلي بحاجة إلى دعم القطاع الخاص "وفي بدايتنا واجهنا أزمة ثقة عند الناس لكن وبعد سنتين ونصف يمكنني القول أن الناس أصبحوا يدركون ما نفعله وما نهدف إليه وتعزز عملنا".
التواصل الحقيقي بين الناس والقطاع الخاص، ذاب بعد أن تكشفت خبايا الأهداف "فبناء بيوت والتطوع للصالح العام وإيجاد أماكن خدمات ودعم الطلبة؛ جعل الناس يقتنعون بماهية ما يقام من قبل القطاع الخاص".
لينا التل، رئيسة اللجنة الثقافية في مجلس أمانة عمان، اعتبرت ان القطاع الخاص المساهم في التنمية المحلية موجود في دول العالم من زمان وكذلك في الأردن، "القطاع الخاص في الأردن يساهم في التنمية ولكنه بالخفاء".
الكاتب الصحفي باسم سكجها ورئيس تحرير مجلة "اللويبدة" الشهرية، عارض ما قالته التل "لا يوجد تجارب في الخفاء إنما هناك من يعمل ويكون عمله ظاهر للعيان كمشروع النظيف وإقامة مخفر في المنطقة كان من أحد مطالبات المشروع".
لينا ترى أن هناك شراكة تقوم بها الأمانة مع القطاع الخاص، "هناك مشروع في كافة المكتبات والحدائق التابعة لأمانة عمان وبكل المناطق في عمان..الثقافة والفنون في متناول الجميع..لأننا نؤمن بأن التغيير يبدأ من الإنسان وليس من المباني، وعن طريق تمكين الشباب وتعبئة أوقات فراغهم بالقراءة والاطلاع لكي يبتعدوا عن السلوك غير الإيجابي، وينشغلوا بالمسرح والفنون والتراث الشعبي والدبكة والأغاني الشعبية".
أبعد من عمان
"ما نحتاجه هو العمل بروح، وتلك روح أراها في شباب جبل النظيف وأتمنى ان تعمم التجربة في كافة مناطق المملكة". هذا ما قاله سكجها. أما رغدة بطرس ترى في مشروع النظيف "بداية لنتوسع بشكل دائري ليشمل المناطق المجاورة للنظيف مثل الجوفة والأشرفية وحي نزال..وننظر إلى أبعد من عمان لنذهب إلى الزرقاء ومدن أخرى".
هل القطاع العام ضعيف وغير قادر على العمل وتقديم الخدمات للمواطن؟
ترى لينا ان مساهمة القطاع الخاص هي أساس مساهم في كل المجتمعات، "فهناك ضغوطات هائلة على القطاع العام..وللحقيقة لا يقوى أن يقوم بواجبه على ما يرام..وما إشراك القطاع الخاص سوى دور تنموي وهو موجود في كل دول العالم، ومن المفروض أن يكون من السابق في دولنا، ومع التأكيد على حفظ الأدوار بالنهاية".
"الشراكة مواطنة" هي ما ينادي به مسؤولون في القطاعين العام والخاص..لكن الخوف هو ما يمنع القطاع الخاص من خوض الغمار، واقتصار مشاركته على مشاريع تسُمى بالشهرية وتحديدا في شهر رمضان من كل عام وتكون على شكل تبرعات أو هدايا وعروض ليست أكثر.
ملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي أقامته أمانة عمان الكبرى منتصف العام الماضي..شارك فيه مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في الأردن وبعض البلدان العربية.. حاولوا في المؤتمر أن يصلوا إلى اتفاق على مبدأ تكريس الشراكة بين القطاعين للمصلحة العامة فهل تتحرك توصيات المؤتمر في رمي الكرة في ملعب القطاع الخاص؟
عمان لا شرقية ولا غربية
قد يكون من شأن القطاع الخاص أن يقلل فجوة شرق عمان عن غربها، وهنا تبدي رغدة بطرس تفاؤلا من تعاون المؤسسات الخاصة فيما بينها لأجل القيام بالمشاريع الاجتماعية "وهي من شأنها أن لا تقلل من الفجوة لطالما انها متباينة في الخدمات"، ومشروعهم الذي تدعمه مجموعة أرامكس صاحبة الريادة في التنمية الاجتماعية دخلت معهم كل من عدة مؤسسات مصرفية وشركات استثمارية وقطاعات أخرى.
"للأسف هناك فجوة بين شرق عمان عن غربها، ونرى بأن مخطط عمان الشمولي وضع شرق عمان في مراحل نهائية من إعداد المخطط التنموي"..والحديث لسكجها، أما لينا التل فعارضته "لا أرى أن المخطط يفرق بين عمان الشرقية والغربية بدليل ان المرحلة الأولى تضمنت وسط البلد"..لكن سكجها قال: "قيام مشروع رواد التنمية كان في جبل النظيف لأجل تعزيز وتوفير الخدمات الواضحة عن غرب عمان، واختيارنا مجلة اللويبدة كعنوان وتكريس لشرق عمان".
وكان سياسيون ونواب قد انتقدوا أمين عمان عمر المعاني على سياسته في بناء عمان "فهي زادت من حجم التباين بين شرق وغرب عمان، فكل المشروعات الضخمة والجسور والأنفاق والإصلاح كانت من نصيب غرب عمان"..أما الأمين الذي مضى على توليه أمانة أكبر مؤسسة خدمية في المملكة سنتين ونصف، فقد دافع عن التُهم التي وجُهت إليه "لا نمّيز بين مناطق عمان، والمشروعات تطال جميع أنحاء العاصمة".
ما الدور المطلوب من الإعلام؟
للإعلام دور كبير في تشجيع القطاع الخاص لأجل الدخول في تنمية المجتمعات المحلية لذلك على الإعلام أن يسلط الضوء ويحث المؤسسات على كسر حاجز الخوف..والصحفي باسم سكجها يعتبر أن الإعلام الأردني مقصر جدا ويجب أن يكون متفاعلا.
إستمع الآن











































