إحذر منشطات مهربة قد تسبب الوفاة

الرابط المختصر

عندما اقدم خمسيني على شراء احد المنشطات خلسة من احد العطارين لم يكن يعلم انه سيستفيق على ذبحة صدرية كانت ستودي بحياته لولا العناية الالهية .

وعلى خلفية المقولة الشعبية " اذا ما نفع ما بيضر " اقدم هذا الخمسيني على شراء ذلك المنتج الذي تبين ولدى فحصه من قبل معنيين بسلامة الدواء بانه مخلوط باعشاب غريبة ومختلفة ومحتوية على حبوب مطحونة بجرعات غير علمية لاحدى ادوية المنشطات المعروفة باسم ( الفياجرا ) .

المنشطات الجنسية المهربة وغير المرخصة او المسجلة تؤول في معظم الاحيان ل (تجار الشنطة ) او لمحال بيع العطارة والعطور ويتم تداولها بين اشخاص بسرية تامة دون الالتفات لاي مخاطر او لآثار جانبية قد تحملها ادوية مجهولة المصدر والمحتوى وتباع باسعار زهيدة , او قد تسوّل نفس المروج لها بان يبيعها ايضا باسعار خيالية مستغلا حاجة البعض لها وفقا لمعنيين .

قصة الرجل الخمسيني ترويها مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء المكلّف الدكتورة ليلى جرار التي تقول انه تم سحب هذا المنشط الغريب والضار الذي يبيعه عطارون على انه مكمّل غذائي يحتوي على المحار , غير ان به مواد تشبه مادة ( الفياجرا ) ذائعة الصيت .

وتضيف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان تهريب المنشطات الجنسية والادوية بشكل عام هو عمل بالضرورة غير قانوني تعمل كل الاجهزة المعنية في المملكة على احباط عملياته والحد منها الى المستوى الذي يضمن سلامة الدواء في المملكة حفاظا على صحة المواطن .

وتشير الى ان فرق التفتيش التابعة للمؤسسة تعمل على مدار الساعة لتفتيش جميع صيدليات المملكة البالغ عددها الفي صيدلية والتي من الواجب عليها ووفقا لقانون الدواء والصيدلة عدم تعاملها بالادوية الا من قبل وكلاء يعملون في مؤسسات مرخصة ومعتمدين لدى الجهات المعنية ويتعاملون مع الدواء استيرادا وتوزيعا بالاطر القانونية الامر الذي يضمن سلامة الدواء في الصيدليات .

وتستدرك : غير ان ما كان يحصل على ارض الواقع ان بعض الصيادلة يقعون فريسة لاغراء انخفاض اسعار ادوية ومنشطات جنسية تباع من خلال باعة متجولين او ما يطلق عليهم ب ( تجار الشنطة ) , لكن اغلبهم لا يدركون ان تلك الادوية والمنشطات قد تكون مزورة ومقلدة وغير ذات فائدة صحية .

وتتابع انه وفي عام 2008 تضمّن قانون الصحة العامة الذي صدر آنذاك بندا مفصلا حول سلامة الدواء حيث تمكنت المؤسسة من خلاله من وضع عقوبات صارمة على المتداولين بالمنشطات الجنسية والادوية المهربة والمزورة والمقلدة طالت كل من وضع يده على التصنيع او التهريب او الترويج او الشراء .

اذ وصلت درجة الرقابة على الصيدليات وفقا لجرار الى انه وفي حال تم ضبط شريط واحد فقط من أي دواء او منشط جنسي مزور او مهرب فانه يتم اغلاق الصيدلية فورا وايداع اصحابها الى القضاء .

وتشير الى انه وبحكم المتابعة الصارمة والمستمرة من قبل المؤسسة في هذا المجال فان درجة السيطرة على عدم وجود أي دواء مزور او مخالف للتعليمات وصلت الى 5ر99 بالمئة .

وتحذر الذين يقدمون على شراء مثل هذه المنشطات من محال العطارة والعطور , اذ انها تكون غير مأمونة وتفتقد الى الفعالية العلمية ومجهولة المصدر الامر الذي يثير الريبة حول ماهيتها وطريقة صنعها والمواد المحتوية عليها والتي قد تكون سامة موضحة ان المملكة ليست مقرا لتصنيع ادوية او منشطات خارجة عن اطار الرقابة .

وتؤكد الدكتورة جرار ان سلسلة استيراد الادوية بما فيها المنشطات واضحة المعالم وان اي شرخ في تلك السلسلة يمكن رصده حال وجوده معتمدين في ذلك على الدور الرقابي للمؤسسة , وعلى وعي المواطن وحرصه على اطلاعنا على معلومات قيمة تحد من التداول بالمنشطات غير الآمنة منوهة الى ان هنالك الكثير من الضبطيات لادوية ومنشطات مهربة وقف خلفها مواطنون يشعرون بمسؤوليتهم تجاه سلامة الدواء في وطنهم .

وفي هذا السياق تحذر وسائل الاعلام وبخاصة الصحف منها من الانجرار وراء الاعلان عن منشطات غير مرخصة والتي تسبب بدورها اضرارا بالغة على جهاز القلب الوعائي مشيرة الى ان المعلن وصاحب الاعلان عرضة للاحالة على القضاء وان المنشطات الجنسية لا تصرف من الصيدليات الا بوصفة طبية .

وتوضح ان بعض محال العطارة تبيع المنشط غير المرخص على انه مكمل غذائي , اذ يتكون من مستحضرات عشبية تحتوي على حبوب منشطة ومطحونة لتبدو وكانها اعشاب مجففة او ما شابه ليقبل على شرائها اشخاص يعتقدون ان المقولة الشعبية التي تقول " اذا ما نفع ما بيضر " صحيحة , غير ان واقع الحال يشي بان حالات كثيرة تضررت نتيجة تناول هذه المنشطات من عطارين على اساس انها مقويات او مكملات غذائية .

وفي هذا الصدد تقول ان رجالا يعانون من الضعف , وربما تحت بند الخجل من مراجعة متخصص يقدمون على شراء منشطات مهربة او من عطارين لا يدركون انها ربما تكون قاتلة كما حدث مع الكثير منهم .

واذا كانت المشكلة كما تضيف مع رجال في اقبالهم على شراء منشطات لا يعرفون كم هي ضارة فان نساء يقدمن على شراء اعشاب او ادوية لانقاص الوزن غير معلومة المصدر او المكونات وربما تكون قاتلة ايضا ومنها الدواء الذي يتم شراؤه من احدى الدول العربية والذي يلاقي رواجا غير مسبوق بين السيدات رغم انه غير مسجل في المملكة ولم يتم التحقق من جودته .

وتتساءل : لماذا لا يقدم الاشخاص على شراء منتجاتهم من المنشطات من الصيدليات فقط وبموجب وصفة طبية حتى يكونوا بمعزل عن أي مضاعفات ولا سيما اذا ما علمنا ان الدواء الاردني يعد مصدر فخر للمملكة حين يصدر الى 65 دولة في العالم , وحتى تصبح عملية مساءلة الشخص الذي تم الشراء منه مضمونة في حال تعرض مستهلك المنشطات الى مضاعفات صحية .

ولا يخفي احد الصيادلة ان اقبال رجال على شراء منشطات جنسية مرخصة بالضرورة وليست مهربة يكاد يكون الابرز بين ما يسأل عليه من ادوية , ولا تقتصر اعمارهم على فئة محددة بل تبدأ من الثلاثينيات فما فوق مشيرا الى انهم يطلبون نوعين من المنشطات المباشرة منها مثل ( الفياجرا ) , وغير المباشرة كالادوية المنشطة للجسم بشكل عام ومحتوية على مواد واعشاب مقوية للجنس كالمحار و( الجنسنغ) ورحيق الورد وغيرها .

ويؤكد ان مثل تلك الادوية يتم الاقبال عليها بلا وصفات طبية واصبح كل شخص يعرف ماذا يريد منها , غير ان دور الصيدلي المسؤول ان يحذر الاشخاص من بعض المنشطات القوية مثل الفياجرا وخاصة الاشخاص الذين يعانون من امراض القلب والضغط والسكري والربو .

وعدا عن تأثير هذه المنشطات على من يعانون من امراض فان ذات الصيدلي يحذر من التفاعل الدوائي بين الفياجرا وادوية اخرى مثل الدواء الذي يسمى ب( النايت ريت ) والمخصص لمعالجة عضلة القلب مؤكدا ان تفاعلهما معا يؤدي قطعا الى الوفاة المباشرة الامر الذي يجعل الصيدلاني امام مسؤولية سؤال الاشخاص عما يتناولونه من ادوية .

يقول مدير مديرية مكافحة التهريب في دائرة الجمارك العقيد جمارك ضامن الفواز ان الدائرة تكافح التهريب بجميع اشكاله وتمنع الاتجار غير المشروع تحقيقا لاهدافها ورؤيتها .

ويضيف انه ومن خلال احباط عمليات التهريب فقد تم ضبط كميات من الادوية والمنشطات الجنسية المختلفة والتي تكون في معظم الاحيان مقلدة وذات آثار خطيرة على صحة الانسان حيث يتم تهريبها بواسطة طرق مختلفة من التحايل .

اذ تضبط وفقا لقوله عبر وسائط نقل او داخل محال تجارية حيث وصلت كمية هذه المنشطات المهربة اما بواسطة العلب (الباكيتات ) او على شكل حبوب منفردة الى 12 الفا و915 حبة منشط خلال الفترة بين شهري كانون الثاني ونيسان الماضيين .

ولا يخفى على احد ان الاسباب الرئيسة التي تقف وراء التهريب تتلخص بتحقيق المكاسب المادية والثراء السريع وفقا للعقيد الفواز الذي يشير الى ان معظم من يتم ضبطهم في قضايا التهريب هم من فئة غير متعلمة ولا تدرك مخاطر اعمالها على المجتمع .

أضف تعليقك