أهالي المنشية: عار عليكم!؟

الرابط المختصر

على سكان قرية منشية بني حسن في محافظة المفرق –حوالي التسعة آلاف مواطن- تحمل واجباتهم تجاه الوطن والاعتراف بمسؤوليتهم عن حالات التسمم في قريتهم......والتي قاربت أن تصل إلى ألف حالة، والكف عن ترويع المواطنين الأردنيين والترويج بشكل غير مسؤول عن تلوث مياهنا في الأردن-هذا يبدو انه آخر ما ستتوصل إليه حكومتنا الرشيدة في تبرير ما حصل-!!.
فنحن كما يقول رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت مقبلون على موسم سياحي واعد ولا يجوز التهويل في قضية تسمم 703 شخص غالبيتهم من الأطفال!!.
لا استطيع تفسير ما ذهب إليه رئيس الوزراء في ظل غاب المشهد الإنساني عن القصة، وغياب التقصير الحكومي، وغياب تبادل الاتهامات بين وزارتي الصحة والمياه حول مسؤوليتهما عن الحادث، وبروز حقيقة أن هناك طفيليات لا يستطيع الكلور في المياه القضاء عليها، وأن الحكومة لم تستطع تحديد أسباب هذا الحادث حتى الآن، ولكن خط المياه تم تغييره وتم تنظيف الخزان الرئيسي في البلدة لأول مرة منذ العام 1979!!.
وفي الأثناء، ما زال وزير المياه محمد ظافر العالم مستمراً في عناده ووضع رجليه بالحيط" ويعيد التأكيد مراراً أن وزارته غير مسؤله، أما وزير الصحة سعد الخرابشة رئيس لجنة الطوارئ التي شكلتها الحكومة لمتابعة القضية التي لم تخرج بأي نتيجة حتى الآن فيما يتعلق بالسبب أو العلاج: يناشد أهالي المنشية بغلي المياه قبل استخدامها، في إعادة أردنية مذهلة لمشهد "كلو بسكوت"
فالمسؤول إذاً أهالي المنشية! وعليهم تحمل الكلفة المادية بإحضار مياههم عبر الصهاريج والكلفة النفسية بضياع "لحاهم" بين حانا و مانا الحكومية، التي لم تفكر حتى بتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب على الأقل ولم نطلب "المفلترة".
ولعل أكثر التصريحات التي خرجت عبر الإعلام غرابة حتى الآن، جاءت على لسان محمد ابوطه رئيس لجنة المياه بنقابة المهندسين الذي قال في تعليق لجريدة الدستور الصادرة اليوم على موضوع تلوث المياه " أنا أضع اللوم الكبير على سكان المنطقة، السبب الحقيقي وراء انتشار ظاهرة تلوث المياه في هذه المنطقة يعود إلى التصرف الخاطئ من قبل البعض، توقعاتي الشخصية أن ممارسات بعض المواطنين بإطلاق الرصاص باتجاه الأنابيب لتشرب المواشي ومثل هذا التصرف يؤدي إلى تلوث المياه ، وأعود وأكرر لابد من ابتعاد السكان عن التصرفات الخاطئة"
هذه التصريحات أثارت استغراب وحفيظة السيد عارف الحسبان مواطن من أهالي المنشية ومقيم فيها، وعمل في سلطة المياه في المفرق الذي قال " هذا القول غير واقعي وأتحدى أن يكون هناك مواطن في المنشية يملك ما يتجاوز عن 150 رأس غنم، وجميعها متواجدة في أماكن بعيدة جداً عن خطوط المياه وجميع أصحاب الأغنام يتزودون بالمياه لغايات سقيها من خزانات أرضية بجانب بيوتهم، وأنا أقيم في البلدة منذ العام 1967 وهو نفس العام التي أنشئت محطة أم اللولو التي تزود المنطقة بالمياه، بل وعملت فيها، وخطوط المياه بمحاذاة الشارع العام ولا يقترب منها مربي الماشية ولا يمارسون أي أمر مخالف للقانون لأنهم على مرأى من الجميع"
وحمّل الحسبان سلطة المياه مسؤولية ما حدث من إهمال أدى إلى هذه المشكلة"إذ أن الخط الرئيسي تالف منذ أربع سنوات وعندما أصلحت السلطة الكسر فيه شكلت حفرة كبيرة لم يتم ردمها تجمعت فيها المياه التي أصبحت مرتعاً للحيوانات الضالة وأصبحت المياه فيها آسنة عادت إلى الأنابيب واختلطت بالمياه النظيفة"
ولا يستبعد الحسبان أنه وبسبب تلف وقدم الخطوط الناقلة للمياه أن يكون تسرب إليها مياه عادمة ملوثة بماء الحفر الامتصاصية في البلدة الغير مزودة بشبكة الصرف الصحي"
ويبقى توجيه نداء إلى أهالي المنشية الكرام الذين ينتظرون -كما الجميع- نتائج الفحوصات المخبرية لحالات التسمم والتي سيعلنها رئيس الوزراء مساء اليوم: عليكم بعدم التفاؤل الكبير لأن القضية على الأغلب ستقيد ضد مجهول، وسيبقى المواطنون في كل مكان حطب الحكومات يحترقون بأخطائها وما من مغيث ولم تزيدهم ثلوج الجنوب إلا احتراقاً.

أضف تعليقك