أهالي الأسرى في المعبر..يربون الأمل

الرابط المختصر

كما ينبت
العشب بين مفاصل وردة ولدنا غريبين معاً..وهي ليست إلا أغنية لمارسيل خليفة ولم
تختلف ظروفها بظروف أهالي الأسرى الأردنيين في إسرائيل وأولادهم البعدين عنهم كيلوات
أمتار معدودة عن الضفة الأخرى..ورحلة أهالي
الأسرى الأردنيين بدأت من المفرق صوب المعبر الشمالي..منذ صباحات هذا
اليوم..والأمهات وصلنا يومهن الماضي بهذا اليوم فرحا بلقاء أولادهن الأسرى بعد
حرمان دام سبعة عشر عاما..


شمس الأغوار
الحارقة ودرجات الحرارة المتصاعدة، والظروف الأمنية المشددة..لم تثقل كاهل أهالي
المعتقلين الأردنيين..سلطان العجلوني، سالم وخالد أبو غليون، وأمين الصانع.. عن
الوقوف ليوم كامل تحت هذه الظروف لأجل اللقاء..والذين زاد عددهم عن الستين فردا..

وأجمل
الأمهات..هي التي زينت لباسها صورا لابنها الأسير..ولكنه لم يعد هذه المرة من معبر
الشيخ حسين.."إنما تقرر تأجيله إلى وقت غير معروف".. بالتالي عادت إلى
بيتها وهي تحمل وردة ودمعة..ولم تقف عند هذا الجدار الحزين..


وعادوا أهالي
الأسرى الأردنيين في إسرائيل خائبين ليس من "الطرف الإسرائيلي" كما في
كل مرة وليس من محكمة إسرائيلية أخرت مناقشة قضية "نقل الأردنيين الأربعة إلى
سجن أردني" وإنما "من حكومة دعت المسنين والأطفال والنساء إلى التوافد
إلى المعبر الشمالي لاستقبال أبنائهم، وأعادتهم إلى بيوتهم خائبين".


"الجهات
الأمنية في المعبر زادت من مرارتنا، ساعتين وأكثر ونحن ننتظر على باب المعبر لدخول
جميعنا..هم منعوا عددا منا"..كما يقول صالح العجلوني رئيس لجنة أهالي الأسرى
والمفقودين الأردنيين في إسرائيل، وشقيق عميد الأسرى الأردنيين سلطان العجلوني.


وبعد الساعتين
من الدخول، الانتظار زاد من وطأ لوعتهم حيث عّدوا الدقائق والساعات..هل سأرى ولدي؟
هل سنراهم في بلدنا؟.. هل سينقلون إلى الأردن؟..تساؤلات الأمهات والأطفال
والآباء..,فعلا عادوا خائبين هذه المرة..


"شعورنا
كما هو في السابق..فأمر الإفراج عنهم بيد إسرائيل..وأتوقع الإفراج عنهم بعد عشرة
أيام للأسف".. كما قال أحد أقرباء الأسيرين أبو غليون..


ووالدة
سلطان..السبعينية لم تكن الحرارة حاجزا أمام فيضان أملها..كانت مع البقية تربي
الأمل طوال 17 عاما..وتساءلت بعفوية.."صبرت سنوات، ألا أصبر سويعات"..وإن
اضطرها الأمر ستنصب خيمة في المعبر..لتنتظر ابنها العريس..وتحضر له قائمة من
"العرايس" لأجل لاحتفال به عريسا حقيقا هذه المرة.


والعرسان
الأربعة..كانوا على موعد مع أهاليهم لأجل اللقاء بهم اليوم الأربعاء في لقاء منتظر
أعلنت عنه الحكومة الأردنية بالاتفاق مع نظيرتها الإسرائيلية..ولكن شرط الإفراج
تأخر "إلى حين بت المحكمة الإسرائيلية بقضيتهم وبإجراءات ترحيلهم"..وفق ما
أكدته الناطقة الإعلامية في وزارة الخارجة صباح الرافعي للإعلاميين المتواجدين
لتغطية الحدث..والتي كانت على اتصال مع السفير الأردني في تل أبيب علي العايد
والذي كان متواجدا داخل المحكمة الإسرائيلية ومزودا الخارجية بآخر المستجدات.


أما أطفال
الأهالي وأبناء الأسرى فكانوا يلعبون في المعبر تحت حرارة الشمس الملتهبة..ينتظرون
آباءهم بطفولة لا تعرف معنى الاعتقال ..فرحتهم لم تكن مكتملة لأنهم كانوا يشعرون بأن
رؤيتهم صعبة هذا اليوم..


والصحفيون
الأردنيون والذي زاد عددهم عن العشرين..كانوا يمثلون وسائل الإعلام المحلية والعربية..عادوا إلى مؤسساتهم لا
يحلمون في أوراقهم وأجهزتهم التسجيلية سوى خبر "تأجيل دخول الأسرى الأردنيين
الأربعة إلى المعبر"..حيث منعت الأجهزة الأمنية الصحفيين لقاء الأهالي..وهذا
الأمر "لإجراءات أمنية فحسب"..

.

أضف تعليقك