أهالي الأسرى الأربعة: أين الوعود يا حكومة؟

الرابط المختصر

أصدرت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية بيانا تناولت فيه ظروف اعتقال الأسرى الأربعة في سجن قفقفا، بحضور أهالي الأسرى المحررين الأربعة.وقال ميسرة ملص مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين في المعتقلات الإسرائيلية خلال مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم في مقر النقابات المهنية "أن اللجنة الوطنية للأسرى ترى بأن الوعود التي كالها رئيس الوزراء والسفير الأردني لدى الكيان الإسرائيلي قد تبخرت على ارض الواقع وبحسب الوقائع التي يرويها أهالي الأسرى".

وعن الكيفية التي تتعامل معها إدارة السجون مع الأسرى والتي يفترض ان تكون "كضيوف"، قال ملص بأنه تم تطبيق الإجراءات المتتبعة في دخول أي نزيل عليهم، وتمثلت الإجراءات بحسبه "بالتبصيم والتصوير والتفتيش ومصادرة أغراضهم الشخصية والصور ومنع زيارة انسبائهم وأصدقائهم، وأيضا منع وفد اللجنة الوطنية للأسرى قبل أسبوعين من زيارتهم اعتماد على تعليمات مراكز الإصلاح والتأهيل المخالفة لقانون هذه المراكز".
 
وأشار البيان إلى العديد من الفرص التي إضاعتها الحكومات المتعاقبة لإطلاق سراح الأسرى الأردنيين عند توقيع معاهدة وادي عربة أو عند حزب الله من ضم الأسرى الأردنيين لصفقة تبادل الأسرى اللبنانيين وغيرها من الفرص، وطالب البيان الحكومة بوضع خطة للإفراج عن الأسرى الأردنيين والبحث عن المفقودين.
 
10 مطالب لتنفيذها!
واقترح البيان عشرة بنود على الحكومة لدراستها وتنفيذها وتلخصت المطالب كما بينها ملص" بالإفراج الفوري عن الأسرى الأربعة الرابضين في سجن قفقفا، ولحين صدور هذا القرار فإننا نرى ضرورة نقلهم إلى خارج السجون التي تحكمها قوانين وأنظمة وتعليمات لا يمكن لمسؤوليها التغاضي عنها، بالإضافة إلى حصر جميع المعلومات المتعلقة بالأسرى والمفقودين الأردنيين والتواصل مع أهاليهم ووضع قاعدة معلومات موثقة، وبذل الجهود وجميع أوراق الضغط التي تملكها الحكومة مع الكيان الصهيوني من خلال علاقاتها الواسعة للإفراج عن بقية الأسرى والبحث عن المفقودين".
 
والى جانب ذلك طالب البيان "ضرورة الاهتمام بالجانب الإنساني للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وذلك بالضغط على هذا الكيان لتامين زيارات كريمة لأهاليهم والإشراف الطبي عليهم وتامين الاتصالات الهاتفية وتبادل الرسائل وتحسين ظروف اعتقالهم، فضلا عن دراسة الأوضاع المالية لأهالي الأسرى ودعم المحتاجين منهم وتخصيص رواتب شهرية لهم ، وتأهيل الأسرى المفرج عنهم مهنيا وتامين وظائف لهم، وفتح محطة الإذاعة والتلفزيون رسميا أمام قضية الأسرى".
 
وأضاف ملص" يجب إقامة حفل رسمي سنوي في يوم الأسير الأردني الذي يصادف في 20/10 من كل عام، لتكريم الأسرى وأهاليهم ومشاركة أهالي الأسرى في الاحتفالات الرسمية، وتسمية ميدان رئيسي في مراكز المحافظة والعاصمة باسم الأسير الأردني، بإضافة إلى عدم التدخل بصورة سلبية لمنع قوى المقاومة العربية (حزب الله والفصائل الفلسطينية ومنها حماس) لضم الأسرى الأردنيين إلى الأسرى العرب ضمن صفقات التبادل مع الكيان الصهيوني".
 
من جهة ثانية، أكد رئيس لجنة أهالي الأسرى والمفقودين في سجون الاحتلال د. صالح العجلوني أن الأسرى الأربعة سينفذون إضرابا عن الطعام لمدة يوم واحد كرسالة تذكيرية لتنفيذ وعودها التي قطعتها الحكومة لهم قبل ترحيلهم.
 
وعن مطالبهم أوضح العجلوني بأنها "تتلخص في السماح لهم بمواصلة تعليمهم الجامعي وخصوصا أنهم حصلوا على هذا الوعد من قبل السفير الأردني في إسرائيل، إضافة إلى مشاهدة القنوات الفضائية كما كان يسمح لهم في سجون الاحتلال، أيضا عدم توفير العناية الطبية، ومنع أجهزة الراديو والاتصال بالأهل إلا ضمن شروط تعجيزية واختصارها على الأقارب من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى منع منظمات المجتمع المدني من الزيارة".
 
وبين العجلوني أن الأسرى الأربعة بعثوا برسالة إلى رئيس الوزراء لنظر في مطالبهم، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الرد عليهم.
 
الأهالي.. أين الوعود!
الدعاء والبسملة لم يقارفا شفاها، والمسبحة صديقتها تواسيها يوميا ... وكل ما تنطق به من كلمات "الصبر لله... الصبر لله"...هي والدة الأسير المحرر سلطان العجلوني، وكل ما تطلبه بعد مضي سنوات من حرمان اللقاء أن يفي رئيس الوزراء بوعده الذي قطعه حينما تم الإفراج عن الأسرى الأربعة سلطان العجلوني وأمين الصانع وسالم وخالد أبو غليون.
   
فأطلقت نداء إغاثة خلال حضورها المؤتمر..وقالت بكلماتها البسيطة: " الله يوفقك يا رئيس الحكومة وأنت وعدتنا وأتمنى أن تفي به أنا مظلومة بزيارة سلطان وعند دخولي لرؤيته أعاني كثيرا من إجراءات التفتيش الصارمة بحقنا وبسؤل مستمر إذا كنت اعمل أما لا ، ووعدت أن أجالس ابني لمدة شهر وهو يتلقي العلاج في المستشفى ولكن ذلك لم يحصل أبدا".
 
"كل ما أريده أن يتذوق طعم فواكه، فلدي شجرات نضج ثمرها، ويوميا ادعي أن يكون لسلطان نصيب وان يتذوق ثمرها ولكن لم أتمكن حتى من إدخالها له، ونحن لم نصدق أن نتخلص من حكم اليهود فلماذا هكذا يتم معاملتنا".
 
والده الأسير خالد أبو غليون .. هي الأخرى قطعت مسافة طويلة لحضور المؤتمر وكلها أمل أن يتحقق لقاء ابنها بكل أريحية بعيدا عن المصاعب التي فرضتها الجهات الأردنية الأمنية وقالت: "الوعود لم تفيدنا كما قالوا وعدنا أن يسمح لنا بالجلوس معهم ولم يتم تنفيذ طلبتنا، وحينما نذهب لزيارتهم نخضع لإجراءات تفتيشية صارمة حتى الطعام لا يسمح لنا بإدخاله لهم، وكلمة ممنوع لا تفارق أفواه المسؤولين، نتمى أن يفرج عنهم في القريب، فنحن نشعر كأنهم قابعين في سجون الإسرائيلية وليس الأردنية".
 
أما زوجة الأسير سالم أبو غليون فقالت:" كل الوعود التي قطعتها الجهات على نفسها لم تنفذ، زوجي مريض وسيخضع لعملية جراحية دون أي مرافق له في مستشفى جرش تكاليف العملية على نفقتي الخاصة، وأنا حاليا لا ازور زوجي لسوء المعاملة التي أتعرض لها، وتساءلت عن الضيافة الأردنية بقولها "ما هي هذه الضيافة وأنا اعرف أن الشعب الأردني مضياف ولكنني لم أرى ذلك بأم عيني".