أهالي أسرى السجون الإسرائيلية يطالبون بترتيب زيارات لذويهم

الرابط المختصر

جددت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية مطالبتها الحكومة ووزارة الخارجية ترتيب زيارات لأهالي الأسرى إلى أبنائهم في المعتقلات الإسرائيلية، وذلك على غرار زيارات جماعية تمت في سنوات سابقة.
ويأتي ذلك مع تزايد صعوبة تأمين أهالي المعتقلين بالقدرة على زيارة أبنائهم الأسرى مباشرة، بحسب ما ذكر عدد من ذوي الأسرى لـ"الغد"، إذ اعتبروا أن فرصة لقائهم بأبنائهم في المعتقلات الإسرائيلية باتت "شبه مستحيلة"، بالرغم من "الوعود" المتكررة باتخاذ الحكومة الأردنية آليات تيسر عملية زيارتهم لذويهم الأسرى.
وبحسب اللجنة، فإن عدد الأسرى 28 أسيرا، فيما يبلغ عدد المفقودين 29 مفقودا.
"لا خبر ولا تلفون عن ابني منذ العام 2006"، تقول والدة الأسير الأردني صالح عارف صلاح، والذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية في العام 2003 وحكمت عليه 14 عاما.
وصالح، الذي يقبع في أحد المعتقلات الإسرائيلية، لم تسنح لأهله فرصة زيارته إلا في العام 2006 (خلال زيارة جماعية نظمتها وزارة الخارجية الأردنية لأهالي الأسرى)، بحسب ما أشارت إليه والدته.
"معرفتي بأحوال ابني تقتصر على ما ينقله لي ذوو معتقلين فلسطينيين في الضفة الغربية، ممن تتوفر لهم فرصة زيارة ذويهم باستمرار، وفرصة السؤال عن صالح، لطمأنتي وتبريد نارنا"، بحسب ما تصف أم صالح.
تؤكد أم صالح أنها خاطبت الخارجية الأردنية أكثر من مرة طلبا لتنظيم زيارة لأهالي الأسرى الأردنيين، لافتة إلى أن آخر محاولة كانت قبل حوالي أربعة أسابيع، عندما ذهبت بنفسها إلى مقر وزارة الخارجية، وشرحت لهم كيف هو "شعور الأم الذي يحترق قلبها شوقا لرؤية ابنها، وهو في سجن بعيد".
أما الأسير منير مرعي، والذي اعتقل في العام 2003 بحكم تصل مدته إلى خمسة أحكام بالمؤبد، فلم يزره أهله إلا العام 2007، وهو العام الذي سبق وفاة والدته بعام واحد، بحسب ما قاله شاهين مرعي وهو شقيق الأسير.
يضيف شاهين أن أهالي الأسرى الأردنيين طالما طالبوا الحكومة بترتيب زيارات لذويهم في المعتقلات الإسرائيلية، بل ونفذوا اعتصاما لهذه الغاية سابقا.
يقول إن "المسؤولين وعدونا خلال اعتصام نفذ العام 2009 بتنظيم زيارة قريبة لأبنائنا الاسرى، على أن تكون في عيد الفطر، الذي تلا الاعتصام، إلا أن ذلك لم يحدث حتى اليوم".
"هناك حالة تنكيل بالأسير الأردني" يقول شاهين، مجددا مطالبته الحكومة بتنفيذ وعدها الذي قطعته في العام 2009.
يضيف أنه "وبجهده الشخصي قدم أخيراً ثبوتات طبية تكشف الوضع الصحي لوالده المصاب بالسرطان والذي يتمنى رؤية ابنه الأسير منير وقدمها للسفارة الإسرائيلية في عمان التي أجابت بالرفض".
أما زوجة الأسير محمد الفقها، والذي اعتقلته إسرائيل في العام 2001 وحكمت عليه 14 عاما، فتؤكد أنها لم تزر زوجها منذ اعتقاله، كما أن والديه "اللذين يحترقان قهرا" لم تسنح لهما تلك الفرصة أيضا.
وتضيف زوجة الفقها إلى أن اطلاعها على أخبار زوجها تقتصر على المكالمات الهاتفية، والتي تتاح كل فترة وأخرى، ذاهبة إلى أن العيش في هكذا ظرف هو "صعب جدا" ولا يخففه إلا الأمل بقرب اللقاء أو زيارة.
"نتمنى من الحكومة الأردنية أن تنظر بعين الرأفة الى وضع أهالي الأسرى الأردنيين"، حسبما تقول زوجة الفقها، "متحسرة" على وضع ابنتها، التي لا تعرف أباها إلا عبر صوره المعلقة في المنزل.
وقال عضو اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية فادي فرح "لا شك أن مطالبة الأهالي بزيارة ذويهم الأسرى هو مطلب ملح، خصوصا عندما يكون هناك انقطاع في الأخبار عنهم وهو أمر ليس بالبسيط ويجب النظر إليه بعين الاعتبار".
يتوقف فرح عند حال الأسير نفسه، عندما يحرم من زيارة أهله له، خصوصا أولئك الأسرى المسؤولين عن عائلة وأطفال، والذين يعيشون معظم وقتهم خلف جدران المعتقل في حالة نفسية سيئة واشتياق لا يوصف.
يطالب فرح الحكومة الأردنية أن "تستثمر" علاقاتها الخارجية من أجل ترتيب زيارات لأهالي الأسرى لذويهم، وأن تنظر بعين الاعتبار أن ذلك المطلب هو مطلب إنساني بحت.
في المقابل، يقول الناطق الإعلامي باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد لـ"الغد" إن "السفارة الأردنية في تل أبيب تقوم بمجهود كبير في مخاطبة السلطات الإسرائيلية لإتمام زيارة أهالي المعتقلين الأردنيين جميعا من دون استثناء، وما تزال السفارة في انتظار الرد".
وحول آخر مخاطبة قامت بها السفارة الأردنية للسلطات الإسرائيلية بهذا الخصوص أكد الكايد أن آخر مخاطبة كانت قبل حوالي ثلاثة أشهر.
وسبق لوزارة الخارجية أن نظمت ثلاثة زيارات جماعية لأهالي الأسرى الأردنيين في إسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل العام 1994.

أضف تعليقك