أنتِ عانس!

الرابط المختصر

بعد أن كان الزواج المبكر للفتيات مشكلة في الأردن، تراجعت إلى حد ما تحت ضغط مؤسسات المجتمع المدني، وناشطون، واقر مجلس النواب قانون يمنع زواج الفتيات أقل من ثمانية عشر عاما.وتبدلت الحالة عما كانت في السابق، وتغير سن الزواج من سبعة عشرة عاما إلى ثلاثين فأكثر.. والظروف المحيطة بنا اقتصاديا واجتماعيا لعبت دورا كبيرا في تغير سن الزواج لكلا الجنسين.

وأصبح العديد من المواطنين يتداولون عبارات "فاتها قطار الزواج"،"عنست"،" مين برضى فيها بعد هل العمر"، واصفين الفتاة التي تقدمت بالعمر ولم يتقدم عريس أحلامها لخطبتها.

وبعد أن اعتادت الفتيات في مقتبل عمرهن، وضع شروط في مخيلتهن لفارس الأحلام، بدأن في الغالب التنازل عن بعض أو جميع هذه الشروط عند سن الثلاثين فالمهم أصبح أقل أهمية والتعجيزي أصبح مرناً فجأة .

ونظراً لأن مجتمعنا ما زال ذكورياً فالحال لدى الشاب مختلف سواء كان في سن الثلاثين أو أكثر فبإمكانه أن يختار عروسه حتى لو كانت تصغره عشر سنوات، وبالمواصفات التي يطلبها.


87 ألف "عانس"!
أجرت جمعية العفاف الخيرية دراسة لإحصاء عدد النساء اللواتي فاتهن قطار الزواج حيث كشفت الدراسة عن وجود 87 ألف فتاة تجاوزن سن الثلاثين ولم يسبق لهم الزواج.

الدراسة أوضحت كذلك أن متوسط العمر المتزوجين للمرة الأولى من الذكور في الأردن ارتفع من 20 عاما في عام 1961 إلى 29 عاما سنة 2006 وللإناث من 17 عام 1961 إلى 27 عاما سنة 2006.

أسباب... العنوسة!
أرجعت الدراسة أن ارتفاع متوسط عمر الزواج يعود إلى تدني مستوى الدخل وارتفاع تكاليف إيجار المساكن وانتشار التعليم العالي بين الشباب من كلا الجنسين وعمل المرأة لساعات طويلة سببا من أسباب تأخر سن الزواج.

وأضافت أن تحمل الزوج للديون بسبب الزواج، أدى إلى تفاقم المشكلات في السنوات الأولى من الحياة الزوجية، واثر علي الاستقرار الأسري، وقاد إلى الطلاق في كثير من الأحيان، خصوصاً خلال السنوات الثلاث الأولى من الزواج.

بالإضافة إلى أن حالات الطلاق التي تسجلها المحاكم الشرعية، تعتبر سببا لعزوف كلا الجنسين من خوض تجربة الزواج خوفا من فشلها.

المال..سبب!
اجمع مواطنون استفتتهم عمان نت على أن الأوضاع المعيشة الصعبة التي يعيش بها المجتمع سببا رئيسا أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج وتأخير سن الزواج إلى حين توفير متطلبات الحياة الأسرية.

"تكاليف الزواج عالية فضلا عن تدني الدخل" ذلك ما يقوله ضياء 25 عاما "وطموح الزواج لدى مخيلة الشعب الأردني عالية، أي يسعون وراء الكماليات وهذا الأمر يؤدي إلى تأخر الشاب في زواج وبالتالي تأخر عمر الفتاة من اجل توفير المتطلبات الزوجية".

ويضيف أن عمل المرأة "ممكن أن يساهم في تأخر سن الزواج لان الأمر في هذه الحالة يعتمد على طموحها إلى أين يقف أي تعارض بين الرغبة وواقع حياتها".

و رانيا 23 عاما تشاطر ضياء الرأي، وتقول: "الناحية الاقتصادية تلعب دورا كبيرا حيث أن دخل الفرد لا يساعد على تحمل تكاليف الزواج، بالإضافة إلى خروج المرأة إلى العمل فانه يقلل من فكرة الارتباط".

فيما علياء 27 تؤكد ما جاء به ضياء ورانيا وتزيد:"غلاء المهور هذه الأيام تمنع الشاب المقبل على الزواج، بالإضافة إلى أن عمل الفتاة يدفعها لتصبح مستقلة في شخصيتها وبالتالي تختلف مطالبها".

إطلاق لقب عانس.. شتيمة!
نادية شمروخ، نائبة رئيس اتحاد المرأة الأردنية، اعتبرت أن لقب عانس يرتبط بشتيمة المرأة.."هذا اللقب يتصف بالسلبية وخصوصا أن المرأة غير متزوجة وتواجه العديد من المشكلات أولا نظرة المجتمع باعتبارها فتاة غير متزوجة أي لا يحق لها كما يحق للفتاة المتزوجة".

وتتابع شمروخ: "الفتاة التي لم تتزوج تبقى أمورها الاجتماعية والشخصية تحت وصاية أفراد عائلتها، فالزواج يعتبر للمرأة نوعا من الاستقلالية في كافة الأمور كالسفر على سبيل المثال".

ماذا تقول شمروخ عن أسباب العنوسة؟ وما هي العوامل التي ساعدت على انتشارها؟

"من المشكلات الاسياسية التي تواجهها الفتاة أنها لا تتعرض للنفس التربية التي يتعرض لها الشاب ولا تنفذ نفس القرارات التي ينفذها الشاب، على سبيل المثال أن الفتاة ليس لها الحق بالزواج من أجنبي لكن الشاب من حقه الزواج بأجنبية، بالإضافة أن مهما تأخر عمر الشاب فانه يستطيع الزواج بأي فتاة تصغره بالعمر ولا ينظر إلى الفتاة التي تقاربه بالعمر، ناهيك عن المشكلات الاقتصادية".

رأي اجتماعي!
د. علم الاجتماع عزمي منصور، أوضح أن القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع قد تغيرت عن ما هو سائد حاليا، وقال:" في البداية تتأثر معدلات الخصوبة بشكل عام بكل القيم السائدة كما تتأثر بالأسلوب الذي يحدد مركز الأطفال في بناء الأسرة أي في السابق الأسرة الممددة كانت أسرة منتجة حيث كان الإنجاب كثير والعنوسة اقل، ولكن التغيرات الاجتماعية في المجتمع تحولت من أسرة ممددة إلى أسرة نوة واختلفت الثقافة التي كانت سائدة في السابق وتحولت الأسرة إلى أسرة مستهلكة".

وأوضح أن لقب عانس كان في السابق يقال للفتاة التي بلغت عمر 17 عاما ولم تتزوج في حين الآن يقال للفتاة التي تجاوزت سن الثلاثين ولم يسبق لها الزواج عانس.

مصائب قوما عن قوم فوائد، حيث ابتكر البعض طرقا جديدة لاستغلال حاجة الفتيات اللواتي لم يتزوجن للحصول على شريك العمر وقاموا بإصدار كتب ومطبوعات تحت عناوين مختلفة أبرزها كيف تصطادين عريسا! وصولا للحلم الابتعاد عن شبح العنوسة.

أضف تعليقك