أنباء عن ترحيل أبو قتادة إلى الأردن

أنباء عن ترحيل أبو قتادة إلى الأردن
الرابط المختصر

يتوقع أن تقوم السلطات البريطانية بتسليم الإسلامي المتشدد أبو قتادة للحكومة الأردنية بعد أن ردت محكمة بريطانية الطعن الذي تقدم به في قرار ترحيله إلى الأردن.

وترددت أنباء عن قيام بريطانيا بتسليم أبو قتادة الفلسطيني الأصل، والذي يوصف بأنه الذراع اليمنى لأسامة بن لادن في أوروبا، لعمان خلال الأيام القادمة، إلا إن رئيس مركز عدالة لحقوق الإنسان عاصم ربابعة - وهي الجهة المخولة من قبل السلطات البريطانية مراقبة التسليم نفى أن يكون قد حدد موعد للتسليم ويقول لعمان نت " حتى هذه اللحظة لم نبلغ رسميا بأي موعد يتعلق بتسليم أبو قتادة للسلطات الأردنية حيث للمركز بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين حق مرافقة أي شخص يتم ترحيله من بريطانيا إلى الأردن",

ويتابع المحامي ربابعة لهذه الغاية قمنا بتدريب منذ ما يزيد عن تسعة أشهر فريق وطني للقيام بمهمة الرقابة على أوضاع حقوق الإنسان أثناء ترحيل أشخاص كهؤلاء، فقد لا تكون حالة أبو قتادة أول حالة في سياق تطبيق هذه الاتفاقية بين البلدين إلا إنها قد تمتد لتشمل أشخاص آخرين، لذا لدينا فريق مدرب مكون من محامين ومختصين في حقوق الإنسان والقانون الدولي وأخصائيين نفسيين لأنه المهمة الملقاة على عاتق المركز التأكد من عدم تعرضهم للمعاملة القاسية من قبل الدول التي ترحل لهم ولذلك نحن ملزمون حسب الاتفاقية برفع تقرير عن ظروف النقل".
,و رحب وزير الداخلية البريطاني بقرار المحكمة، وقال "اتخذت العدالة مجراها".
وقال الوزير البريطاني "هذه أول تجربة للعدالة حيث هناك شروط أهمها أن لا يتعرض الذين يتم تسليمهم إلى التعذيب في البلدان التي يتم تسليمهم إليها
وكان ابو قتادة امضى حوالي خمس سنوات متنقلا بين سجون بريطانية حيث كان مطاردا للاجهزة البريطانية والاوروبية بتهمة التخطيط لمؤامرات إرهابية،، وتقول الاستخبارات الغربية أنه كان يؤدي دور السفير في اوروبا لزعيم شبكة (القاعدة) أسامة بن لادن.
وأبو "قتادة الفلسطيني" هو عمر محمود عثمان أبو عمر، مواليد عام 1961، سكان منطقة رأس العين9 وسط عمان، حدث لديه انقلاب نفسي كبير في المرحلة الثانوية، فأقبل على جماعة الدعوة والتبليغ المسالمة والتزم معها، ثمّ دخل الجامعة الأردنية وأنهى دراسة البكالوريوس في الشريعة عام 1984، حاول إكمال الدراسات العليا إلاّ أنه لم يستمر فيها، ثمّ دخل الجيش الأردني وعمل بالإفتاء برتبة " وكيل "، مدة أربع سنوات، وتزوج خلال هذه الفترة، وقد أفاده عمله مفتيا في السجن العسكري في التعرف على أفكار التيارات الإسلامية المختلفة.
وطالب الأردن لسنوات من حكومة لندن بتسليمها ابو قتادة (45 عاما) لتورطه في أعمال إرهابية على أراضيه.
وكانت محكمة امن الدولة الأردنية قد أصدرت حكما غيابيا عام 1998 بحق ابوقتادة بالسجن لمدة خمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة المؤقتة لاشتراكه في تنظيم إرهابي (الإصلاح والتحدي) بعد توجيه (12) تهمة لأعضاء التنظيم منها المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية ضد الأميركيين واليهود على الأرض الأردنية وإنشاء جمعية غير مشروعة والانتساب إليها وحيازة مواد مفرقعة وسلاح أوتوماتيكي بدون ترخيص بقصد استعمالها على وجه غير مشروع وضلوعه في سلسلة من التفجيرات وقعت في فندق القدس والدوريات الخارجية والاعتداء على عدد من ضباط المخابرات العامة .
كما اشترك ابوقتادة بتنظيم القاعدة مع عصام طاهر البرقاوي الشهير بأبو محمد المقدسي وهو المرشد الروحي لـ "ابو مصعب الزرقاوي" حيث ضمت المجموعة 28 شخصا وأسندت إليهم عدة تهم منها (المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحيازة سلاح اتوماتيكي، وبيع وتصنيع أسلحة اتوماتيكية ومواد مفرقعة وحيازتها والاتفاق الجنائي ).
وأسس أبو قتادة ورفاقه حركة "أهل السنة والجماعة" التي كانت تعكس الاتجاه اليساري في التيار السلفي الأردني. عندما فشل في إدامة الحركة، غادر أبو قتادة "محبطا" إلى ماليزيا عام 1991 إلا أن الحياة لم ترق له هناك فانتقل إلى باكستان التي "خاض فيها صراعات فكرية مع عدة تيارات داخل الحركات الإسلامية"، بحسب الخبراء في التيار السلفي.
وغادر أبو قتادة إلى بريطانيا عام 1994 طالبا اللجوء السياسي. لمع نجمه هناك كمنظر سياسي إسلامي للجماعات "السلفية المقاتلة" وتحول إلى "مفتي ومفكر لهذه الحركات خاصة الفاعلة في شمال إفريقيا كالجماعة الإسلامية في الجزائر وفي ليبيا".
وأشرف المنظر الإسلامي على إصدار عدة مجلات منها "الفجر" و "المنهاج". كما أصدر كتابا ينظر فيه ويؤسس للحركة السلفية الجهادية وهو يصنف ضمن "أقوى ما كتب في التعريف بالحركة السلفية الجهادية وفي تفسير وتبرير أفكارها ورؤاها".
في العام 1998، اتهم أبو قتادة بتمويل جماعة الإصلاح والتحدي، وهي واحدة من حركات قليلة تمكنت من تنفيذ بعض مخططاتها الدموية.و في العام التالي حكمت أمن الدولة عليه غيابيا بالسجن 15 عاما مع الأشغال في حين تلقى 12 متهما آخر أحكاما متفاوتة.
وحصل ابوقتادة على اللجوء السياسي في بريطانيا عام 1994 بعد ان دخل إليها بأوراق مزورة وتحول الى مرشد روحي للجماعات الإسلامية المتطرفة وخصوصا تلك الموجودة في شمال أفريقيا.
ويأتي ترحيل أبي قتادة إلى الأردن بناء على توقيع مذكرة تفاهم حول تبادل المطلوبين بين الأردن وبريطانيا وقعت حديثا بعد التفجيرات الأخيرة التي حصلت في لندن، ويرى البعض أن هذه المذكرة وقعت بين البلدين خصيصا لتسليم أبي قتادة وغيره من المطلوبين.
وتعرضت مذكرة التفاهم لانتقادات نيابية وقانونية إذ لوّح نواب بإجهاضها معتبرين أنها غير دستورية لأن الحكومة تجاهلت مجلس الأمة لدى إقرارها، من جانبها أكدت الحكومة أن لا حاجة لمرور المذكرة عبر القنوات التشريعية لأنها لا تمس ممتلكات أو حقوق أردنيين.