أنا من الناس

الرابط المختصر

"أنا إنسان ومن حقي أن أكون مثلهم، لي حقوق وواجبات"..يقولها سائق، وفي عينه لوم لمجتمعه
وهذا المجتمع الذي وإن كان في قمة إيجابيته للسائق، فستكون وبطريق ما يقولها "نعم، هذا رأي سائق" على اعتبار أن السائق من طبقة أخرى ولا علاقة له بالشعب..
 
وعمل السائق في الأردن ليس عاديا، إنما يتطلب جهدا وعملا يتجاوز 16 ساعة، ومع ذلك فالداخلين إلى هذه المهنة كثيرين، ولا توجد أرقاما ثابتة، وهو ما أضحى "بفوضى ما بعدها فوضى"..والعنوان الأبرز "تغيب عنا أبسط حقوق المواطن من ضمان اجتماعي وتأمين صحي"..ومع ذلك فهي مهنة تجتذب آلاف الشباب والذين وإن أرادوا العمل كسائقين..لكونهم يستسهلونها..
 
"عملي مهم، وضروري في مجتمعي، ولا تحاسبوني على شيء لم ارتكبته..أنا من الشعب ولا شو رأيكم..".
 
هل يخدم السائق المجتمع؟ هل أخذ حقوقه؟ أم أن الركاب جنوا عليه وسلوكه ردا عليهم؟   
 
على المستوى الحقوقي، فنقابة السائقين العموميين، تطالب وعلى لسان نقيبها إبراهيم القيسي غير مرة بتفعيل قانون العمل والعمال وقانون السير، "لأن صاحب السيارة يتحكم بالسائق، وبالمقابل لا يوجد قانون يحمي صاحب السيارة من السائق"...إذاً الطرفين لهم حقوق وعليهم لوم.
 
الناشطة الاجتماعية، هيفاء حيدر، ترى أن النظرة الاجتماعية للسائق نابعة "من النظرة الدونية للمشتغلين في المهن الحرفية في بلدنا، مثل السكرتيرة والتي لا تقل النظرة الدونية لها عن السائق وكذلك عامل النظافة".
 
ويرى رسام الكاريكاتير، جلال الرفاعي أن "المجتمع الأردني يعمم سلوكا ما على الآخرين، وإذا كان أحد الأشخاص لصاً، تصبح كل عائلته لصوص، وهذا كحال المجتمعات العربية الأخرى".
 
مقللا الرفاعي من مساهمة الكاريكاتير في تكريس الصورة السلبية عن السائقين، وقال: "نحن نساهم في تصحيح ومعالجة السلبيات عبر انتقادها في رسوماتنا، ومع الإشارة إلى أننا لا نرسم الايجابيات".

 
اعترافات سائق أردني!  
عايد يعمل سائق  تكسي منذ 10 أعوام، لم يود الحديث عن الصورة السلبية، ولكنه يقول: "اعتدنا هذه النظرة، ولا تهمني لأني تأقلمت معها، ولكن ما أريد قوله للناس أن أصابع يديك ليست واحدة".
 
وأحمد سائق سرفيس منذ 15 عاما، لديه عقده كما يقول من السلوك السلبي الذي يؤثر عليهم جميعا "واحد أزعر أثر على مجتمع السائقين، وللأسف هذا ما يعمل عليه رجال السير الذين يتعاملون مع جميع السائقين بسوية واحدة".
 
ومحمد 25 عاما سائق تكسي، يرى أن عدم وجود ضوابط لمهنة السواقة "مهنة لا مهن له"..أما السائق سمير  فلا يوجد لديه مشاكل من نظرة الناس إليه بدونية.."لأني أعرف حدودي وبالتالي حدود غيري" وما أراد الحديث عنه "هناك صنفين من السائقين، الأول يعمل في النهار، والثاني في الليل، وسائق الليل في غالب الأحيان يؤثر سلبا على البقية".
 
"أعطيني حقوقي كاملة، لن ترى من بعدها سلوكيات سلبية"..كما يقول السائق محمد أبو صفية "والسائق يعمل تحت رحمة مكتب التكسي والذي يتحكم به وممكن أن يخرجه من العمل بلحظة، وبدون حسيب أو رقيب وكذلك لا يوجد ضمان اجتماعي أو تأمين صحي يكفل له حقوقه، فالسائق من الناس مثل البقية لا يختلف عنهم بشيء".
 
وفوزي المطالقة، سائق سرفيس، ليس لديه موقف سوى "لا الحكومة تحترمنا، ولا الشعب يقدرنا، والجميع يعتبرنا عبارة عن حثالة".
 
 
السائق عام
الكاتب الصحفي، يوسف غيشان، يرفض تماما الحديث عن السائق "بوصفه من كوكب آخر" ويقول: "السائق جزء من تركيبة المجتمع ولكنه ولأنه عام وأمام الناس فهناك تسليط كبير على سلوكه".   
 
وأمام هذه السلوكيات، أين دور إدارة السير ونقابة السائقين في تثقيف السائقين؟ تتساءل هيفاء..
 
"نقابة السائقين العموميين مقصرة في إقامة دورات، وتقتصر دوراتها على السائقين المخالفين الذين يتم تحويلهم من قبل إدارة السير إلى مركز تأهيلي في النقابة فقط"..أما هيئة تنظيم قطاع النقل العام "فهي تعمل على العديد من المشاريع والخدمات التي من شأنها تحسين بنية قطاع النقل وبالتالي على السائق".
 
الركاب، لديهم آراء متباينة حول السائقين..وبشير يعتبر السائق "أساس الحوادث في البلد" والحل "ردعهم بمخالفات مضاعفة".."والصورة السلبية نابعة من تصرفاتهم السلبية".
 
والشاب أمجد، يقول "سلوك بعض السائقين نابع من سلوكنا السلبي معهم، فأرى أن بعض الركاب يصعدون السرفيس ولا يلقون السلام وكأن السائق يعمل عبدا عند الناس..هو إنسان مثلنا مثله لا يفرق عنا بشيء".

أضف تعليقك