أمسية استثنائية لزليخة وابنتها في البحر الميت

الرابط المختصر

في ليلة استثنائية، احتفى بيت تايكي بالشاعرة الأردنية زليخة أبو ريشة بمناسبة صدور ديوانها الشعري الخامس "للمزاج العالي" الصادر مؤخرا عن دار الوراقات، وصاحبتها ابنتها الشابة ربى صقر بالعزف على أوتار جيتارها.أقيمت الأمسية في البحر الميت بمنتجع عمان السياحي التابع لأمانة العاصمة، بحضور عدد من الأدباء المصريين الذين جاؤوا الى الأردن للمشاركة في الأسبوع الثقافي المصري في عمان، بالإضافة إلى عدد من الكتاب والإعلاميين الأردنيين.



وجاءت القصائد الشعرية التي اختارتها أبو ريشة مجاورة للعزف الجيتاري لابنتها التي فاجأت الحضور بغنائها الرائع المتوافق وكلمات نصوص الشاعرة زليخة، فكأنما اتفقت الام وابنتها على بث الفرح والحزن والموسيقى البحرية الى أرواح الحضور.



الأمسية جاءت بطريقة فاجأت الجمهور الذي كان يتوقع قراءات روتينية كعادة الامسيات الشعرية، يرافقها بعض المفاجآت النصية على اوتار موسيقى هادئة، لكن تميز الإلقاء وانسجام الشعر المقروء مع الغناء والعزف على الجيتارة.



بدأت الشاعرة قراءاتها الشعرية بقصيدة "عسى" التي جاء من كلماتها:

عساه اختلط في الماء والأفعال

عساه طاف وطف وراغ عن الصفات

عساه لم يكتمل

ذاك الذي ورد ونهل واعتل

وصاح في ضوء الفكرة

كقديس

ثم سلا وتسنى

وتعلى ... وغاب

هواء معلق.



وردت عليها ربى لتعزف أغنية "عساك بخير" بصوت رقيق متمكن وقادر على تطويع الكلمات والالحان، وكيف لا والكلمات والالحان والعزف كله لربى صقر نفسها.



وتتابعت القصائد والأغنيات الجيتارية من الأم وابنتها تتابعا مميزا مضيفتين أجواء جديدة وجميلة لم يعهدها جمهور الثقافة في الأردن، إذ لو كانت الشاعرة قد قرأت نصوصها بدون مرافقة الغناء والجيتار لها، لبدت الامسية عادية بدون أي تميز أو استثناء.



ومن القصائد التي قرأتها الشاعرة قصيدة "ليته يمر" التي قالت فيها :

أيها النهر

الفاتح نهاره

على شهوة عابرة

والمتحقق

على خرائط الخيال

سأجمع ماءك قطرة قطرة

سأبني جسورك من حجارة المعبد المنسية

وسأنبت أشجارك التي

طويلا تهدل عليها الحمائم

أما المقاعد التي ستختلي عليها

النساء بعشاقهن

فمن شجر صفصاف كم أخفى تحت أغصانه الباكية

وجد الجدات

أيها النهر الذي

ليته يمر يوما في وديان عمان.



وقصيدة "تهديد" :

أنا عزلاء كتنهيدة

كضحكة جود في الممرات

كفرح مباغت

أنا ولا تشبه نظراتي سهاما

ولا أحمل مسدسا في الأفراح

عزلاء عزلاء بإرادتي

كشجرة

كخطوة الى حب



وختمت الشاعرة زليخة والعازفة ربى صقر أمسيتهما بـ "نشيد المتصوفة"، الذي جمع التصوف القريب من الموشحات الأندلسية بالشعر الحديث، فغنتا :

لقد أنا شيء عجيب، لمن رآني

أنا المحب والحبيب، ما ثمة ثاني

يا قاصدا عين الخبر، غطاه غيمك

انظر لذاتك واعتبر، ما ثم غيرك

الخبر فيك والخبر، والسر عندك

وأنت مرآة النظر، عين العيان.



وفي الختام، قدم عدد من الشعراء المصريين والأردنيين قراءات شعرية، حيث قرأ الشاعر المصري د. حسن طلب مجموعة من قصائده القصيرة، فيما قرأ الشاعر يوسف عبد العزيز قصيدة "وجه الرجل المرأة".



لمتابعة الامسية استماعا، والمزيد من التفاصيل تابعوا صفحة برنامج برائحة القهوة.