أكثر من 69 ألف طفل أردني عامل
أظهرت نتائج المسح الوطني لعمل الأطفال في الأردن للعام 2016 أن 1.89 بالمئة من الأطفال للفئة العمرية (5 – 17) عاما عاملون، فيما بلغت نسبة الأطفال الذكور 3.24 بالمئة والإناث 0.45 المئة فقط، لتماثل النسبة العامة للأطفال العاملين نتائج الدراسة التي أجريت عام 2007.
ووفق نتائج الدراسة، التي أعلنها الثلاثاء مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى شتيوي خلال حفل أقيم بالجامعة تحت رعاية وزير العمل علي الغزاوي، حل الأطفال السوريون بالمرتبة الأولى من بين الأطفال العاملين بالأردن، والأطفال من جنسيات أخرى في المرتبة الثانية، بينما جاء الأطفال الأردنيون بالمرتبة الأخيرة.
ونفذ المسح "الدراسات الاستراتيجية" بالتعاون مع وزارة العمل ودائرة الإحصاءات العامة بدعم من منظمة العمل الدولية من خلال مشروع "نحو أردن خال من عمل الأطفال"، وبتمويل من وزارة العمل الأميركية.
وحسب الدراسة، حل الأطفال الذكور من محافظة الكرك بالمرتبة الأولى، فيما حلت إناث محافظة مادبا أولاً من بين الأطفال العاملين بالأردن.
وأوضح شتيوي أن المسح يوفر تقديرات دقيقة عن عمل الأطفال في الأردن، تشمل جميع السكان المقيمين داخل المملكة، بما في ذلك المهاجرون وأسر اللاجئين والسكان المستهدفون بالمسح.
وأشار إلى أن الوضع في الأردن خلال الأعوام القليلة الماضية تغير كثيراً في ضوء تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، مؤكداً أنه نتيجة لهذه التحسينات المنهجية في المسح الوطني لعمل الأطفال في الأردن 2016، فإنه ليس من الدقة مقارنة نتائج هذا التقرير بالتقديرات الواردة في تقرير مسح عمل الأطفال 2007 (باستثناء نسبة الأطفال العاملين).
وبالوقت الذي استقرت فيه نسبة الأطفال العاملين، في المسح الأخير مقارنة بالمسح الذي أجري قبل 9 أعوام، إلا أن عدد الأطفال العاملين "قد تضاعف ليتجاوز 69 ألف طفل، 44 ألف منهم يعملون في أعمال خطرة".
وتهدف نتائج المسح، التي استندت إلى عينة مكونة من أكثر من 20 ألف أسرة من شتى أرجاء المملكة، إلى التوصل لتقديرات في كل المحافظات الاثني عشر، ومنها مخيم الزعتري، أكبر مخيمات اللاجئين السوريين بالمملكة.
وبين المسح أن معظم الأطفال يعملون في تجارة الجملة والتجزئة، فضلاً عن الزراعة والحراج وصيد السمك، مشيراً إلى أن معظم الأطفال "يعملون أكثر من 33 ساعة أسبوعياً".
كما كشف المسح، الذي قاس فقط العمل الخطر ضمن أسوأ أشكال عمل الأطفال، عن أن الأطفال معرضين لعدد من المخاطر كالغبار والدخان، بالإضافة لتعرضهم للإساءة الجسدية والنفسية.
ويبلغ عدد الأطفال ضمن الفئة العمرية (5 – 17) عاماً 4030384، العاملون منهم 75982 طفلا، فيما "بلغ عدد العاملين بأعمال خطرة 44917 طفلاً، بنسبة 71 بالمئة من مجموع الأطفال العاملين"، حسب الدراسة.
في حين "بلغت نسبة الأطفال العاملين بأعمال خطرة للفئة العمرية (12 – 14) عاماً، نحو 20 بالمئة من الأطفال العاملين، بينما بلغت نسبة الأطفال الأردنيين بالمدرسة 95%، لكنها لم تتجاوز نسبة الأطفال السوريين بالمدرسة 72.5 بالمئة".
وذكر المسح أن 27 بالمئة من الأطفال يعملون في الزراعة والحراج، و29 بالمئة بتجارة الجملة والتجزئة.
وأظهر المسح أن نسبة العمال إلى السكان هي "الأعلى" بين الأطفال السوريين، إذ تبلغ 3.22 بالمئة، تليها الجنسيات الأخرى بنسبة 1.98 بالمئة، والأردنيين بنسبة 1.75 بالمئة.
يذكر أن الهدف الرئيس لهذا المسح هو توفير قاعدة بيانات محدثة وشاملة عن عمل الأطفال في الأردن، لدعم خلق بيئة تمكينية لمكافحة عمل الأطفال، من خلال البناء على الإنجازات المتحققة بالفعل في البلاد، ومواصلة استكمال مبادرات أخرى من الحكومة الأردنية والمجتمع المدني، الهادفة إلى الحد من تسرّب الطلبة من التعليم الأساسي، وتحسين ظروف العمل للشباب، والقضاء تدريجيا على عمل الأطفال.