تقطع الافاعي مسافات طويلة لتتربص بفريستها البشرية منقضة عليها, وفي الاونة الاخيرة اخذت اخبار قتل الافعى تثير تساؤلا مفاده من اين وصلتنا ? الا ان المعنيين يرجحون ان العمران وامتداده اخرجها من جحورها واخذت تبحث لها عن مسكن جديد لها, وهناك من يرجح ان رائحة الفئران الذي اخذت ايضا بالانتشار عامل جذب لهذه الافاعي.

ومؤخرا قامت كوادر الدفاع المدني خلال النصف الاول من العام الجاري بقتل اكثر من 22 أفعى عثر على بعضها داخل المنازل, وفي احياء سكنية الا ان المعنيين لا يعرفون من اين وصلت هذه الافاعي.

في حادثة طريفة وقعت قبل اسبوعين تفاجأ احد المواطنين الذي اراد قراءة عداد ساعة الكهرباء عند فتح صندوق الساعة الخاصة بمنزله في طلوع الصايغ بالعبدلي بوجود افعى بداخلها, قام على الفور بابلاغ الدفاع المدني والذي قام بقتلها خلال دقائق.

ربما يعد الامر غريبا خاصة ان اماكن العثور على الافاعي كان في بيوت ضمن احياء سكنية بعيدة عن الاماكن الصحراوية حتى ان طول الافعى يثير تساؤلا كيف وصلت الى هذه المناطق الماهولة وهل هناك جحور يفترض تفتيشها من قبل جهات معنية مختصة, و يلاحظ ان ارتفاع درجات الحرارة رفع معدلات العثور على افاع داخل منازل المواطنين.

والاغرب من ذلك قتل افعى بطول متر ونصف بالقرب من مركز امن الشميساني شاهدها احد المواطنين وابلغ رجال الامن الذين اخذوا اجراءاتهم الاحترازية.

مثل هذا النوع من الحوادث لا بد ان يتعامل معه محترفون من رجال الدفاع المدني والملازم ثاني فؤاد الرحاحلة من مرتب دفاع مدني شميساني احدهم حيث تمكن خلال فترة وجيزة من قتل 3 افاع بطول متر ونصف وتعلم اصطياد الافاعي من خلال تعامله اليومي مع الحوادث كرجل انقاذ.

ويقول "لم يكن لدي الخبرة باصطياد الافاعي الا ان بلاغات المواطنين لغرفة العمليات التي كنا نتحرك اليها كطاقم دفاع مدني مؤلف من سيارة اسعاف وانقاذ واطفاء دفعتني الى تعلم اصطياد الافاعي..وقد تمكنت من اصطياد 3 افاع خلال العام الجاري ".

ويستخدم الرحاحلة الخطاف وغاز  CO2 عند قتله الافعى التي يقوم برشها بالغاز ليعمل على خنقها وتجميدها ويمسكها بالخطاف ومن ثم يقتلها بضربة على الراس.

الملازم الرحاحلة لا يعرف انواع الافاعي التي اصطادها ولا يعرف كيف وصلت الى هذه المنازل.

إحصائيات الدفاع المدني للنصف الأول من العام الجاري تشير الى ان كوادره تعاملت مع (227) حادث لسعات عقارب ولدغات افاع نتج عنها(229) إصابة مختلفة ولم تقع أي حالات وفاة.

وبالمقارنة مع العام الماضي فقد تعاملت المديرية من خلال مراكزها كافة المنتشرة في جميع أنحاء المملكة مع (813) حادث لسعات عقارب ولدغات أفاع نتج عنه (832) إصابة مختلفة في حين لم تسجل أي حالات وفاة. كما شهدت المديرية خلال النصف الاول من الفترة المذكورة تزايدا في حوادث انقاذ الحيوانات وسجلت انقاذ 13 الفا و334 حيوانا مختلفا في حين نفق 12الفا و847 حيوانا, علما بان معظم هذه الحيوانات كانت من الدواجن والماشية وذلك بسبب تعرض احدى مزارع الدواجن للحرق خلال هذا العام في منطقة الكرك.

فيما تمكنت العام الماضي من إنقاذ 900 حيوان (الماعز, البقر, الدجاج, القطط وغيرها)من مناطق مختلفة كالآبار والحفر وسفوح الجبال والأماكن الوعرة المختلفة في حين نفق (791) حيوانا مختلفا بسبب تعرضها للحوادث كالدهس ومداهمة السيول لها وغيرها.

وفي الاطار ذاته فان دائرة مكافحة القوارض ورعاية الحيوان في امانة عمان الكبرى يقع عليها جانبا من عملية مكافحة الافاعي وتقول عنه مديرته شتورة العدوان ان آلية توزيع المصائد (طعوم الافاعي) تتم بناءً على الشكاوى ففي الغالب توضع بعد ورود الشكوى للدائرة تتم زيارة الموقع ويتم توزيع الطعوم هناك وعلى مسافات في (الحقل, البستان. السلسلة الحجرية.....) ويكون ذلك حسب مكان الشكوى.

فالشكاوى حسب العدوان تتم متابعتها وتعطى اولوية مطلقة, ولكن في الحالات التي يتم فيها تقديم شكوى عن افاع داخل المنزل تتوجه كوادرنا الى الموقع مباشرة مع ضرورة الطلب من متلقي الخدمة بمهاتفة الدفاع المدني حيث ان كوادره مؤهلة ومدربة وتحمل التقنيات الضرورية واللازمة للقضاء على الافاعي داخل المنزل.

وتشير ان عمل الامانة يقتصر على الحالات التي يتم فيها توزيع الطعوم في المواقع التي اشتكى اصحابها من وجود افاع او الاشتباه بوجودها, وفي بعض الحالات قد يتم ارسال اجهزة تدخين الى المنازل المشتكي اصحابها من وجود افاع مبينة انها ليست الطرق المثلى للتعامل مع الوضع, حيث ان الطرق المثلى هي عند كوادر الدفاع المدني ولكن نتعامل مع ذلك كإجراء سريع للتعامل مع الحدث.

وتؤكد العدوان "نعطي اولوية فورية ومطلقة عند ورود الشكوى و لدينا اشخاص مدربون لزرع طعوم الافاعي في المواقع ولكن ليس للتعامل مع الافاعي حيث ان هذا اصلاً من اختصاص الدفاع المدني "

وتشير العداون الى وجود ترتيب وتعاون اثناء تلقي الشكاوى وليس مذكرة تفاهم (هو ترتيب آني بهدف المصلحة العامة وسلامة متلقي الخدمة) عند ورود الشكوى في حين يجرى عمل مسوحات ميدانية عن وجود اماكن يشتبه بوجود افاع فيها وذلك بالتعاون مع مديريات المناطق.

ويقول ثابت الشرع من فريق الدراسات الحيوانية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة "ان الافاعي منتشرة بانحاء المملكة كافة في شبه الغابات والمناطق الصحراوية مشيرا الى قيام الفريق باجراء دراسات مسحية حسب طبيعة المشاريع للتعرف على انواع الافاعي اضافة الى متابعتها "

ويضيف "في الاردن يوجد 37 نوعا من الافاعي منها الافاعي الفلسطينية وافعي السجادة الشرقية والافعى المقرنة بالصحراء والافعى الحمراء, العربيد, الحفار, الكوبرا المصرية "

وتم تسجيل 7 انواع سامة بالاضافة الى 8 انواع قليلة السمية والتي لا تشكل خطرا على الانسان انما تؤثر على فريستها, ليبقى 22 نوعا من الحيات غير السامة.

ويبين الشرع ان الافاعي السامة تنتمي الى ثلاث عائلات هي الافاعي الحقيقية, الصل (الكوبرا) وعائلة الافاعي الحفارة. علماً ان هناك بعض الصفات الشكلية المشتركة بين هذه الافاعي والتي قد تضع الشخص في منطقة الخطر, فيجب الحذر من التعامل مع اي افعى وعدم الاقتراب منها.

وقال انه "توجد صفات عامة يمكن من خلالها تمييز الافعى السامة التي تتبع لعائلة الافاعي الحقيقية وهي: العنق واضح ومميز عن الراس, الذيل قصير, الحراشف على الراس صغيرة وبؤبؤ العين اهليلجي الشكل مثل عين القط. اما بالنسبة للعائلتين الاخيرتين فاللون بشكل عام اسود وعليه ينصح بالابتعاد عن اي افعى خصوصاً ان كانت باللون الاسود."

وبين الشرع ان "ما يتم العثور عليه في المناطق السكنية عادة تكون من انواع مختلفة من الافاعي كالفلسطينية, الحمراء والتي يكثر تواجدها في منطقة اليرموك - شمال الاردن, عجلون, دبين -جرش وفي عمان ويرجح الشرع سبب وصولها الى المنازل الى انتشار المباني السكنية وامتدادها للاماكن البعيدة.وتأتي الافاعي عادة الى الاماكن المهجورة وحاويات القمامة والمناطق غير النظيفة ولوجود الفئران فهي جاذبة للافاعي."

ويستعرض الشرع انواع الافاعي واضرارها بالتفصيل...

الافعى الفلسطينية

للأفعى الفلسطينية بعض الميزات والتي جعلتها من اخطر الافاعي في الاردن, حيث عرف ان سمها يعمل على تجلط الدم داخل العروق مما يؤدي الى حدوث جلطه ومن ثم الوفاه, يمكن تمييز الافعى الفلسطينية بسهولة فهي ذات طول متوسط يصل الى 140  سم كاقصى طول وتكون ذات لون مموه ويخطها خط بني مسود على طول جسمها بشكل متعرج ويعتبر حرف (ء) المقلوب على الراس من اكثر العلامات وضوحا لتميز هذه الافعى التي تنتشر في المناطق الشمالية الغربية من الاردن وهي تحب تسلق الاشجار للتغذي على الطيور والقوارض وبعض الزواحف الصغيره كما يكثر تواجدها في المزارع وخصوصا مزارع تربية الدجاج و تضع الانثى من 7-22 بيضة.

افعى السجاد الشرقية

تعتبر افعى السجاد الشرقية من اسرع الافاعي في الاردن ومن هنا تكمن خطورتها, تنتشر على طول الخط الغربي من المملكة وصولا الى العقبة جنوبا والى اليرموك شمالا, يمكن تمييزها بوجود بقع بيضاء واضحة موزعة على طول الجسم, يصل اقصى طول لها الى 85 سم, وتفضل الاماكن الصخرية والشجرية, كما يؤثر سمها على الدورة الدموية كما هو الحال في الفلسطينية.

الكوبرا المصرية

تعتبر الافعى المصرية من الافاعي الخطيرة وذلك يعود لأن سمها عصبي يؤثر على الحجاب الحاجز مؤديا الى الوفاة, تتميز الكوبرا المصرية بأن لونها اسود (تشبه العربيد و الصل) ويصعب التفرقة بينها وبين الحنيش او العربيد وانياب الكوبرا المصرية قصيرة و ثابتة لا تتحرك مما يقلل من نسبة الاصابة الدقيقة كما هو الحال في افعى السجاد الشرقية, تنتشر الكوبرا المصرية في مناطق مختلفة من الاردن فقد وجدت في الجنوب الغربي والشمال الشرقي والغربي ويحتمل وجودها في الجنوب الشرقي.

افعى المقرنة (افعى القرون العربية)

تمتاز الافعى المقرنة بعنقها الدقيق الواضح والفكين البارزين كما تمتاز ايضا بقرون غضروفية نامية على الرأس تزيد مع العمر, تنتشر الافعى المقرنة في المناطق الصحراوية الصخرية لذلك يكثر تواجدها في المناطق الجنوبية الشرقية وقد سجل تواجد لها بالقرب من منطقة الازرق, تكمن خطورة هذه الافعى باختبائها تحت الرمال حيث تغطي جميع جسمها ويبقى الرأس فقط ظاهرا, تعتبر الافعى المقرنة كسولة نسبة الى قريناتها, ولونها اصفر رملي مع خطوط رمادية على الراس ممتدة بمناطق مختلف على الجسم ولكن يصعب تمييزها على الرمال.

الافعى الشامية

تعتبر الافعى الشامية من الافاعي قليلة الانتشار حيث توجد في المناطق الجنوبيه المتوسطة فقط, فقد تم تسجيلها في الكرك والطفيله, لونها بين الابيض والبني وتوجد بقع رمادية متوزعة على الجسم بشكل متعرج.

الافعى المقرنة الكاذبة (ام الجنايب)

تنتشر ام الجنايب في بعض المناطق مثل الجفر والقطرانة وبئر جاوه والشومري, تمتاز ام الجنايب بظهور نتوءات حرشفية على منطقه الرأس ولذلك سميت بالمقرنة الكاذبة وسميت بأم الجنايب ايضا وذلك لطريقة زحفها بشكل جانبي, يصل طولها ال¯ 90سم ولها رقبة تشبه الانبوب لونها بين الاصفر في منطقة البطن الى رمادي غامق مائل الى سواد في منطقة الظهر.

افعى الحفار(الصل)

تعتبر الحفار من اخطر الافاعي سما حيث ان له تأثيرعصبي تنفسي, وما يعطي هذا الافعى خطورتها الحقيقة هو قدرتها على تحريك نابها 180 درجة, حيث يستحيل امساكها من الراس كما ان طول الناب يمكنها من العض بسماكات يمكن ان تتجاوز الحذاء, حيث يصل طول الناب ما يقارب 5 سم, تنتشر افعى الحفار في مناطق قليلة حيث تم تسجيلها جنوب البحر الميت في وادي عربة ووادي الموجب, يصل طولها الى 80 سم ولونها اسود قريب من الحنيش والكوبرا المصرية لذا يجب الحذر وقبل الامساك باي افعى سوداء اللون.