أسوشيتد برس: أميركا تنظر في وقف المساعدات للأردن بسبب التميمي

وزير التخطيط والتعاون الدولي: الولايات المتحدة وافقت على تسريع تحويل منحة شهر كانون اول القادم الى الشهر الحالي وتبلغ قيمة المنحة 845 مليون دولار.

 تدرس إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف المساعدات للأردن، أحد أبرز شركائها في الوطن العربي، في محاولة لإجباره على تسليم أحلام التميمي المدانة في إسرائيل بتفجير عام 2001 أودى بحياة 15 شخصا، بينهم مواطنان أميركيان، بحسب "أسوشيتد برس".



وأوضحت الإدارة أنها تدرس "كافة الخيارات" للضغط على الأردن لتسليم أحلام عارف أحمد التميمي، المطلوبة من قبل الولايات المتحدة بتهمة التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد مواطنين أميركيين، وتم توجيه التهمة رسميا في عام 2013، وأعلنت عنه وزارة العدل بعد ذلك بأربع سنوات.



ووضعت التميمي على قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي "للإرهابيين المطلوبين" لدورها في التخطيط لتنفيذ تفجير انتحاري في مطعم بيتزا مزدحم في القدس، والذي اعتبر واحدا من أعنف الهجمات خلال "الانتفاضة الفلسطينية الثانية".



وعاشت التميمي في الأردن منذ أن أطلقت إسرائيل سراحها في عملية تبادل أسرى عام 2011 مع حركة حماس، ورفضت السلطات الأردنية طلبات الولايات المتحدة بتسليمها، على الرغم من معاهدة تسليم المجرمين، ولم يتضح ما إذا كان التهديد بقطع المساعدات سيجبر الأردن على تغيير موقفه.

 تسريع المنحة

في وقت قال فيه قال وزير التخطيط والتعاون الدولي د. وسام الربضي إن الولايات المتحدة وافقت على تسريع تحويل منحة شهر كانون اول القادم الى الشهر الحالي والتي تبلغ قيمتها حوالي 845 مليون دولار، وتعتبر المنحة جزء من اجمالية المنحة الامريكية المتفق عليها مع واشنطن بقيمة لا تقل عن 1.25 مليار دولار سنوياً.

واضاف الوزير الربضي على هامش محاضرة مع نادي روتاري عمان كوزموبوليتن يوم الاربعاء وذلك عبر تقنية زوم إن الأردن يبحث مع الاتحاد الأوروبي الحصول على منحة طويلة الأمد بقيمة حوالي 700 مليون يورو كما ان هنالك تفاهمات مع البنك الدولي بمساعدات للأردن بقيمة 370 مليون دولار وسيتم تخصيصه لدعم الفئات الفقيرة في الأردن ومنها العاملين في مجالي السياحة والنقل.

التميمي ترد

قالت الأسيرة الأردنية المحررة أحلام التميمي، إن تجديد المطالبات الأمريكية للأردن بتسليمها، "محاولة لتسييس قضيتها" في توقيت "تسعى فيه سلطات الاحتلال لضم غور الأردن وتوسيع الاستيطان، وابتزاز الأردن ماليا من خلال استغلال الوضع الاقتصادي المتردي نتيجة انتشار جائحة كورونا".



وقالت التميمي لـ"لعمان نت" عقب تهديد 7 أعضاء في الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري بفرض عقوبات على الأردن، في حال عدم تسليمها، "رغم ثقتي الكبيرة في القانون والقضاء الأردني الذي أنصفني، وأبلغ السلطات الأمريكية بأنه لن يتم تسليمي وهذا طمأنني، لكن الخبر الأخير وما تضمنه بدأ يشعرني أن موضوعي بدأ يأخذ منحى سياسيا".



وأضافت: "الأمر يتعلق بدعم مالي إلى الأردن، والولايات المتحدة تحظر تسليم المخصصات لأي دولة تُبلغ وزارة الخارجية الأمريكية، أنها ترفض تسليم أي شخص متهم بارتكاب جريمة جنائية، تكون عقوبتها القصوى السجن مدى الحياة، دون إمكانية الإفراج المشروط، أو قتل ضابط إنفاذ القانون".



وتتساءل التميمي: "هل القانون فوق السياسة أم السياسة فوق القانون؟.. وهل نستخدم القانون المتغير لخدمة مصالحنا السياسية؟ وهنا تقع تخوفاتي رغم قناعاتي بالقانون الأردني وبالقضاء الأردني، وبالشعب الأردني الذي ناصرني، لكني أتخوف في ظل أزمة كورونا التي عصفت بالوضع الاقتصادي، والتخوف من وضع أحلام التميمي بكفة والمساعدات المالية بكفة، هنالك صمت سياسي يرعبني".



ولفتت إلى عدم وجود رد رسمي على هذه الرسالة التي وصلت السفيرة الأردنية بواشنطن.



وأرسل 7 من أعضاء الكونغرس الجمهوريون، يوم الأحد رسالة إلى السفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار حصلت "عربي21" على نسخة منها، يطالبون فيها بتسليم التميمي لاستكمال محاكمتها، مؤكدين أن القانون الأميركي يسمح بمعاقبة الأردن في حالة عدم تسليمها.

وكتب الرسالة غريغ ستيوب عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا، ووقع عليها 6 أعضاء مقربين من إدارة الرئيس دونالد ترامب، بهدف زيادة الضغط على عمّان لتسليم التميمي.



الضغط لضم الأغوار



وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر، قلل في حديث لـ"عمان نت" من تأثير هذه الرسالة على مستقبل المساعدات الأمريكية للأردن، والبالغة 1.525 مليار دولار.



وقال المعشر: "لا أعتقد أن حفنة من أعضاء الكونغرس، يستطيعون التأثير على قرار وقف المساعدات، الأردن والملك يحظيان بتأييد كبير جدا في الكونغرس من كلا الجانبين الجمهوريين والديمقراطيين، واستقرار الأردن مصلحة لهم، ولا أعتقد أن مثل هذا الموضوع، سيخرج من سياق الاستهلاك المحلي بالولايات المتحدة".



لكن المعشر حذر في المقابل مما أسماه "الفتور" العربي الشعبي والرسمي تجاه الخطوات الاسرائيلية "الجادة" لضم غور الأردن وتقسيم الضفة" وقال: "لم نر ردة فعل شعبية أو رسمية، ضم الأغوار يأتي ضد المصلحة الأردنية والفلسطينية ويجب أن يكون هناك تحرك يقوده الأردن، ورد الفعل مخيب للآمال، وهنالك تعاون إسرائيلي مع بعض الدول العربية في الملف الإيراني، ولا نشهد أي تحرك فعلي من جامعة الدول العربية لمواجهة الخطط الإسرائيلية لضم الأغوار".



وتابع: "هنالك تباين في مواقف الدول الخليجية، موضوع الضم جاء منذ زمن، وهذه المحاولة لضم الأراضي وقوننتها يقتل حل الدولتين نهائيا، والأردن يستطع التحرك دبلوماسيا على عدة أصعدة عربيا وأوروبيا، وداخل دوائر صنع القرار أمريكا لدينا أصدقاء هنالك، نستطيع فعل الكثير من خلال شرح كيف سيهدد هذا الضم مجمل عملية السلام".



كلمة للقضاء الأردني



بدوره قال النائب في البرلمان الأردني، خليل عطية  إن "القضاء الأردني قال كلمته في قضية تسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي، "وعلى الجميع داخليا وخارجيا احترام كلمة القضاء نقطة وآخر السطر".



وكانت محكمة التمييز أعلى هيئة قضائية في الأردن صادقت في 2017 على قرار صدر عن محكمة استئناف عمان يقضي برفض تسليم التميمي.



 من جانبه جدد مصدر الخارجية الأردنية  التأكيد على مسألة "عدم تسليم أحلام التميمي للسلطات الأمريكية امتثالا للقانون الأردني، الذي يمنع تسليم أي مواطن لأي دولة بدون أن تكون هناك اتفاقية بيننا وبين هذا الطرف تنص على ذلك".



وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه: "ليس بيننا وبين أمريكا أي اتفاق حول ذلك، ونحن ملتزمون بالقانون".



يشار إلى أن التميمي، اعتقلت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد مشاركتها في تنفيذ عملية تفجير لأحد المطاعم بمدينة القدس المحتلة، قتل فيها 15 شخصا بينهم أمريكيان، وحكم عليها بالسجن بالمؤبد 16 مرة.



وأفرج عن التميمي ضمن صفقة تبادل الأسرى، التي أبرمتها حماس مع الاحتلال بوساطة مصرية عام 2011، وعادت لعمّان كونها تحمل الجنسية الأردنية.

أضف تعليقك