أسواق القدس في البلدة القديمة ... تاريخ وحضارة
ما أن تدخل أعتاب البلدة القديمة في القدس حتى تمتلئ عيناك بالمحال التجارية والباعة المتجولين والبسطات, فأسواق القدس قديمة قدم المدينة، وتتنوع محلات القدس بتنوع المنتج، فمنها ما خصص لبيع اللحوم فقط وسمي بسوق اللحامين، ومنها للعطارة كسوق العطارين وهكذا, فابن القدس يأخذ حاجته من جميع ما يطلب ولا يضطر للذهاب مسافات طويلة لشراء حاجياته، فأسواق القدس لها منافذ عديدة يستطيع الوصول اليها دون اللجوء لأي وسيلة تنقل.
والان نذهب واياكم بجولة لأسواق القدس بالبلدة القديمة، حيث الروائح العطرة والمناظر الخلابة لشتى أنواع البضائع، التي تزين واجهات المحال التجارية.
سوق باب خان الزيت
وهو من الأسواق العامرة فهو وجه المدينة وأول أسواقها، و يعتبر المدخل الرئيسي لأسواق البلدة القديمة في القدس, وفيه كثير من المحلات القديمة.
وعرف بهذا الاسم نسبة الى وجود خان أثري يعرف باسم "خان الزيت"، و يمتد هذا السوق من اول درجات باب العامود، الى نهاية طريق كنيسة القيامة وهو امتداد لسوق العطارين.
وفي وسط السوق يوجد المرحلة السادسة لطريق الآلآم عند النصارى، وكذلك كنيسة الأحباش، ويوجد ايضا مصلى سيدنا أبا بكر الصديق - رضي الله عنه.
سوق العطارين
وهو من الأسواق الجميلة في مدينة القدس، و يشتهر ببيع جميع أنواع العطارة والأعشاب والزعتر، فما أن تقترب لسوق العطارين حتى تبدأ بشم الروائح العطرة والمشهية، وتأخذك الى عالم من السحر والجمال.
سوق اللحامين
عرف بهذا الاسم لوجود محلات خصصت لبيع اللحوم الطازجة والأسماك ، وهو موازي لسوق العطارين.
سوق الدباغة
كان هذا السوق يمتاز عن غيره من الأسواق في القدس القديمة، لوجود كثير من الحرفيين الذين كانوا يعملون في مجال دباغة وتصنيع الجلود، وكان هذا في العهد العثماني ،أما اليوم فالسوق يمتاز بمحلات لبيع البضائع التقليدية والتراثية للأجانب.
ويقع هذا السوق قرب كنيسة القيامة، ويوجد في وسطه آثار وتماثيل جميلة تعود لعصور سابقة.
سوق الحصر
سمي بهذا الاسم لكثرة بائعي الحصر و السجاد، حيث كان مرتعاً لتجار الحصر و السجاد ، ويقع هذا السوق مقابل سوق البازار.
سوق البازار
كان السوق من جملة أوقاف المدرستين الأفضلية والكريمية، ثم أصبحت مرافقه من جملة أوقاف عائلتي الحسيني وجار الله ،وهو الآن يختص ببيع السلع السياحية، و كان في الماضي سوقا للخضار، يأتي اليه القرويون من ضواحي القدس لبيع بضائعهم.
سوق الباشورة
وهو من الأسواق القديمة التي يعود تاريخها للعصر الروماني, وقد كشفت الحفريات عن السوق الروماني الذي هو امتداد لسوق الباشورة، حيث الأعمده الرخاميه التي تزيد السوق جمالاً و رونقاً، وقد قام الاحتلال الاسرائيلي بتهويد هذا السوق وسماه سوق الكاردو، وهو الان مهدد من قبل اليهود.
سوق باب السلسلة
سمي بهذا الاسم نسبة الى باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وهو امتداد لهذا الباب ويوجد بهذا السوق بعض من الاثار الاسلامية القديمة مثل: المكتبة الخالدية، و بعض قبور الصالحين، و سبيل باب السلسلة ، ويمتاز اليوم بمحاله الجميلة التي تقوم ببيع التحف التقليدية للسواح الأجانب.
سويقة علون
وهي من الأسواق المزدهرة بالسياح الأجانب، حيث أنها تقع في حي النصارى قرب باب الخليل، وهي الطريق المؤدية الى كنيسة القيامة و المسجد الاقصى المبارك و حائط البراق، ويمتاز هذا السوق ببيع التحف والآثار القديمة التي تظهر عروبة المدينة المقدسة.
سوق الخواجات
وهو من الأسواق القديمة التي تمتاز ببيع الحرائر و الأقمشة، وهو موازي لسوق العطارين.
سوق حارة الواد
وهو الطريق الرئيسي للمسجد الأقصى المبارك ويبدأ من جنوب باب العامود، وينتهي عند حائط البراق، وفيه بعض المعالم المهمة لدى المسيحين مثل طريق الآلآم.
سوق حارة النصارى
ويقع في قلب الحي المسيحي في البلدة القديمة وبه كثير من الأديرة والكنائس المسيحية، وكذلك جامع سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الموقع الذي صلى به عند زيارة كنيسة القيامة.
وتمتاز محلات هذا السوق ببيع البخور للكنائس، وكذلك الشمع المقدس، وكثير من التحف السياحية.
سوق القطانين
سمي بهذا الاسم نسبة لباب القطانين أحد أبواب الحرم في المسجد الأقصى المبارك، ويعود تاريخ هذا السوق الى العصر الفاطمي، حيث تجد العمارة الفاطمية تضفي جمالاً ورونقاً له ، ويوجد به حمامات قديمة يعود تاريخها للعصر المملوكي.
و تمتاز محالّه ببيع الهدايا والروائح لزوار المسجد الاقصى المبارك، حيث تنبعث منه الروائح العطرية.
فكما هو حال المدينة المقدسة مهدد بالتهويد والخطر، كذلك هي أسواق البلدة القديمة بالقدس مهددة بالخطر والهدم من قبل الاحتلال, فيعاني اليوم أصحاب المحال التجارية بالقدس، التهديد اليومي من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وذلك برفع أسعار ضريبة الأرنونا، ومنعهم من ادخال البضائع والتضييق عليهم بتسكير واغلاق محالهم التجارية.
المصدر: شبكة هنا القدس للإعلام المجتمعي