أسواق الظل في وسط البلد وقصص من باع واشترى

أسواق الظل في وسط البلد وقصص من باع واشترى
الرابط المختصر

p style=text-align: justify;فقط بدينار واحد، جملة محمد المفضلة والوحيدة التي لا ينفك دائما من دعوة الجمهور للوقوف عند بسطته في وسط البلد لبيع القمصان الرجالية المستعملة./p
p style=text-align: justify;البيع متقلب. أمس كان الإقبال جيدا وقد جمعت مبلغ ٥٠ دينارا أما اليوم وحتى ساعات العصر لم أجمع سوى ٧ دنانير؛ الإقبال تحت المتوسط بقليل، يقول العشريني محمد الذي يبيع على البسطة الملابس منذ سنتين في وسط البلد./p
p style=text-align: justify;التخفيض على سعر القطعة قد يصل إلى نصف دينار، ويعزي محمد ذلك إلى مراعاة أوضاع المواطنين الصعبة. تخفيض محمد البيع على الزبائن المثقلين بالطفر كما يقول يعوضه في أيام الخميس والجمعة حيث البيع على أشده ما يعني تعويضا لركود الأيام الفائتة./p
p style=text-align: justify;يستقر محمد على بسطته المكونة من أعمدة حديد معلقة عليها الملابس في شارع سقف السيل المحاذي لما تعرف بمنطقة سوق الجورة، كل العالم تمر من هنا. هل تعلم أن هذا السوق هو سوقهم ومكانهم المفضل من حيث الأسعار نار، أنا لم يتغير مكاني أبدا./p
p style=text-align: justify;محمد لا يملك بسطته التي يبيع عليها إنما يعمل لحساب مالكها بأجرة يومية يتقاضها منه بمبلغ ١٠ دنانير يوميا بمعدل ٣٠٠ دينار بالشهر وهذا المبلغ يراه محمد بالعادل لمصاريفه وحده فقط./p
p style=text-align: justify;بجانب بسطة ملابس محمد، توجهنا إلى الستيني أبو علي الذي افترش جزءً من الرصيف مستعرضا على قطع قماش بيضاء أدوات منزل مستعملة من مقابض أبواب وصنابر مياه وأداوت تصليح بالية وطقم فناجين مستعمل. بدا منهمكا في تصليح مقبض باب ولا يود الحديث لنا./p
p style=text-align: justify;وبعد حوار أحادي معه، بدا معلقا على سؤالي: كم تجمع في آخر النهار، ليجيب دون التفات إلي تقصد مصاري. اردف بسرعة قائلا: على باب الله، ما في شغل خلينا بالتعاسة./p
p style=text-align: justify;وتابع أبو علي أنا بائع جديد على البسطة. كنت نجارا وتركت المهنة، بسبب قلة الشغل، ولم يتمالك نفسه بلحظة في قوله أتمنى الموت ثم استدرك “أتمنى السلامة على الدول العربية لكون الاستقرار لديها سيحسن من أوضعنا هنا”. ولم يود إكمال حديثه معنا./p
p style=text-align: justify;بقيت في ذات الشارع باتجاه موقع سبيل الحريات الأثري. لفت انتباهي ما يقوم به بائع بسطة ابيت لقاؤه والاكتفاء بالنظر لما يقوم به. هو ببساطة يقيم مزادا علنيا على ١١ قطعة ملابس أمام جمهور من الرجال الذي بدأ أحدهم يعرض مبلغ ١٧ دينارا وآخر ١٨ وآخر ١٩ حتى يستقر السعر على مبلغ ٢٠ دينارا ثم ٢٢ دينارا، ثم يعيد العرض مرة أخرى حتى يرسي على أحدهم./p
p style=text-align: justify;المزاد طريقه لجذب الجمهور وليبيعه الملابس الجديدة، متحايلا على باقي بائعي البسطات بالأسلوب الذي بدا جاذبا لكثير من الفضوليين الذين تجمهروا أمام بسطته لمشاهدته وهو منطلقا في الحديث./p
p style=text-align: justify;ذلك المشهد فيما يسمى بأسواق الظل يكشف لنا واقعا قد لا يكون مرئيا لدى أصحاب القرار لكنه قد يكون أكثر من مرئي بالنسبة لأي زائر لوسط البلد وتحديدا سقف السيل. صورة واضحة لأسواق وباعة وزبائن مثقلين بديونهم والتزامتهم اليومية غير مكترثين بأحوال بلدهم السياسية أو حتى ما بلغته خطوط الفقر فيه إلى ١٣.٣٪ ./p
p style=text-align: justify;في وقت يتندر العديد منهم بمجرد اطلاعهم على خط الفقر العام للفرد سنويا الذي ارتفع إلى مبلغ ٨٠٠ دينار اعتمادا على نتائج بيانات مسح نفقات ودخل الأسرة لعام ٢٠١٠. بعد أن كان هذا الخط هند حدود ٦٨٠ دينارا حسب نتائج بيانات مسح نفقات ودخل الأسرة لعام ٢٠٠٨./p
p style=text-align: justify;/p

أضف تعليقك