أسعار النفط تتجه نحو الانخفاض

الرابط المختصر

قال بيت الاستثمار العالمي   جلوبل   في تقريره الشهري عن أسواق النفط لشهر تشرين
أول أن أسعار النفط واصلت السير في اتجاه تنازلي، حيث تراجع سعر النفط الخام
الأمريكي بنسبة 3ر31 في المائة خلال الفترة قيد الدرس (من 17 تشرين أول إلى 19
أيلول 2008) ليستقر عند مستوى 85ر71 دولار أمريكي للبرميل،فيما يعد أدنى مستوى له منذ شهر أغسطس من العام 2007. وانخفض سعر النفط الخامّ
الأمريكي بنسبة 5ر50 في المائة منذ 14 يوليو 2008 عندما بلغ أعلى مستوى له على
الإطلاق بتسجيله 16ر145 دولار أمريكي للبرميل. أثار تفاقم الأزمة المالية التي
اضطرت الحكومة الأمريكية إلى وضع خطة إنقاذ مالي بقيمة 750 مليون دولار وأدّت إلى
قيام الاقتصادات الكبرى بخفض أسعار الفائدة بالتنسيق فيما بينها حالة من التشاؤم
بشأن صحة الاقتصاد العالمي ومن ثم الطلب على النفط. وزاد الأمر تعقيدا استمرار
ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي أمام اليورو حيث عزف المستثمرون عن شراء السلع
المقوّمة بالدولار. واتّبع سلة خامات نفط الأوبك والنفط الخام الكويتي الخاص
بالتصدير النمط ذاته بانخفاضهما بنسبة 4ر30 في المائة و2ر33 في المائة خلال الفترة
قيد الدرس ليستقرا عند مستوى 82ر63 و 23ر61 دولار أمريكي على التوالي
للبرميل.
تراجع سعر النفط الخامّ الأمريكي بواقع 48ر10 دولار أو 8ر9 في المائة
في التاسع والعشرين من سبتمبر العام 2008 بعد ما رفض صانعو القرار في الولايات
المتّحدة خطة لإنقاذ النظام المالي تقدّر بمليارات الدولارات والتي أقرّوها في
نهاية المطاف في أسبوع لاحق عقب إدخال بعض التعديلات عليها. وكان الشهر الذي شهد
تسجيل جميع أسواق الأسهم في كافة أنحاء العالم أدنى انخفاض لها منذ عقود شهراً
استثنائيا مما يعكس حالة عدم التيّقن فيما يتعلق بصحة الاقتصاد العالمي. وبرزت
الأزمة المالية العالمية والضائقة الائتمانية التي أعقبتها في المقدّمة حيث تدخلت
الحكومات والبنوك المركزية لإنْقاذ الشركات المتعثرة وضخّ السيولة اللازمة في
النظام المالي بغية استمرار دوران عجلة النمو الاقتصادي العالمي.
اتجاهات
الأسعار اليومية للنفط لشهري أيلول وتشرين أول 2008 :- وفي الثاني والعشرين من شهر
سبتمبر، قفزت أسعار النفط الخامّ الأمريكي إلى 06ر18 دولار أمريكي للبرميل محققة
أعلى قفزة سعرية لها في خلال يوم واحد، وهو ما يعزى إلى حد كبير إلى العوامل الفنية
الناتجة عن تسوية العقود المستقبلية. وعقب هذا الارتفاع القياسي، تراجعت أسعار
النفط بنسبة 9ر12 في المائة حيث طغت الأزمة المالية والمخاوف من حدوث ركود وشيك على
القلق بشأن بدء موسم الأعاصير في خليج المكسيك لتغلق خلال الأسبوع الأول من فترة
الدرس على سعر 77ر106 دولار للبرميل.
وهبطت أسعار النفط الخامّ الأمريكي بنسبة
0ر12 في المائة لتصل إلى 91ر93 دولار للبرميل خلال الأسبوع الثاني حيث أضاف الجدل
المستّمر حول خطة الإنقاذ المالي الأمريكية المزيد من عدم التيقن. أما الأسبوع
الثالث فقد شهد انخفاض أسعار النفط بنسبة 5ر17 في المائة لتصل إلى 44ر77 دولار
للبرميل لتتراجع بعد ذلك إلى أدنى مستوى لها في العاشر من شهر أكتوبر بالغة 06ر9
دولار بانخفاض نسبته 5ر10 في المائة وذلك بعد الهبوط الحاد الذي شهدته أسواق
الأسهم. و استمرّ الاتجاه النزولي لأسعار النفط في الأسبوع الأخير من فترة الدرس
مسجلة تراجعا بنسبة 5ر11 في المائة حيث ازدادت حدّة التباطؤ الاقتصادي جراء انخفاض
الإنتاج الصناعي الأمريكي، مع ذلك تَعافتْ أسعار النفط في اليوم الأخير من الأسبوع
بواقع دولارين للبرميل وسط توقّعات بأن تتخذ منظمة الأوبك قرارا بخفض الإنتاج
النفطي.
تتوقع منظمة الأوبك أن يرتفع متوسط الطلب العالمي على النفط بمعدّل 55ر0
مليون برميل يوميا ليصل إلى 5ر86 مليون برميل يوميا في العام 2008. وساهم تباطؤ نمو
الطلب على النفط في الولايات المتحدة الناجم عن ارتفاع أسعار مبيعات التجزئة، و
تباطؤ النمو الاقتصادي نتيجة لانخفاض الإنتاج الصناعي الأمريكي بنسبة 8ر2 في
المائة، و تعطّل الإنتاج بسبب الأعاصير في خفض الطلب لدى بلدان منظمة التعاون
والتنمية الاقتصادي بأكثر من 0ر1 مليون برميل يوميا وصولا إلى 3ر48 مليون برميل
يوميا. و يعزى الارتفاع في الطلب على النفط إلى حد كبير إلى زيادة الطلب من الصين،
و الهند، و البرازيل والشرق الأوسط مما أدّى إلى ارتفاع الطلب العالمي إلى أكثر من
0ر1 مليون برميل يوميا. و تخضع تقديرات الطلب العالمي على النفط لعدّة تعديلات حيث
أن الأزمة المالية التي بدأت جذورها في الولايات المتحدة قد تحوّلت إلى مشكلة
عالمية. و قد تحركت الحكومات والبنوك المركزية في كافة أنحاء العالم لضخّ السيولة
في الأسواق المالية من أجل الحفاظ على دوران عجلة النمو الاقتصادي العالمي.
بلغ
متوسط الإمدادات النفطية العالمية 1ر85 مليون برميل يوميا في شهر سبتمبر بانخفاض
نسبته 9ر0 مليون برميل يوميا عن متوسط الإمدادات لشهر أغسطس. ويتوّقع أن يسهم النفط
الخام لمنظمة الأوبك بنسبة 8ر37 في المائة من حجم الإمدادات العالمية. ودفع الهبوط
الحادّ في أسعار النفط الخامِّ منظمة الأوبك إلى تغيير موعد اجتماعها الاستثنائي
الذي كان مقررا انعقاده في 18 نوفمبر إلى 24 أكتوبر. و سوف تقوم الأوبك بدراسة
الوضع الراهن ومن المتوقّع أن تعلن عن خفض الإنتاج النفطي من أجل تثبيت أسعار النفط
عند المستويات المستهدفة.
ساهم هبوط أسعار النفط الخامّ و تعطّل الإنتاج بسبب
الأعاصير في زيادة هامش أرباح تكرير النفط بشكل ملحوظ حيث ارتفعت هوامش أرباح تكرير
النفط الخام لغرب تكساس الوسيط في الخليج الأمريكي بمقدار 74ر16 دولار للبرميل
مقارنة مع الشهر السابق لتصل إلى 9ر22 دولار للبرميل. وبالنظر إلى ارتفاع هوامش
أرباح تكرير النفط في المصافي الأمريكية، ارتفعت هوامش أرباح تكرير مزيج برنت في
مصافي روتردام إلى 04ر8 دولار للبرميل في شهر سبتمبر من 13ر4 دولار للبرميل في شهر
أغسطس. وساعدت التطوّرات الإيجابية التي شهدتها أمريكا وأوروبا على رفع هوامشَ
أرباح التكرير في مصافي آسيا حيث ارتفع هامش ربح تكرير نفط خام دبي في سنغافورة إلى
64ر5 دولار للبرميل في شهر سبتمبر من 25ر0 دولار للبرميل في شهر أغسطس.
بلغ
إجمالي المخزون التجاري النفطي 3ر959 مليون برميل في نهاية شهر سبتمبر بالمقارنة مع
3ر983 مليون برميل في نهاية شهر أغسطس مع انخفاض مخزون البنزين بأكثر من 8ر14 مليون
برميل خلال شهر سبتمبر ليصل إلى 9ر176 مليون برميل مقارنة بالمستوى المسجل في شهر
أغسطس. في حين شهد إجمالي المخزون النفطي لدول غرب أوروبا انخفاضا بمقدار 4ر4 مليون
برميل خلال شهر سبتمبر ليصل إلى 6ر118ر1 مليون برميل مقارنة بالمستوى المسجل في شهر
أغسطس بسبب انخفاض مخزون نواتج التقطير بواقع 5ر7 مليون برميل ليصل إلى 4ر369 مليون
برميل خلال الفترة ذاتها.