أسعار الزيت!

الرابط المختصر

اسعار زيت الزيتون البلدي تشهد تذبذبا واضحا في هذه الايام, يميل الى الارتفاع وعدم الاستقرار حتى خلال اليوم الواحد, وهذا ما يجعل المستهلك في حيرة من امره, لدى اعتزامه شراء احتياجاته السنوية من هذه المادة الغذائية المهمة, بعد ان بدأ الانتاج الفعلي منها لهذا الموسم, حيث كانت معاصر الزيتون التي يبلغ عددها 106 معاصر, قد بدأت فتح ابوابها امام المزارعين والمواطنين على السواء, اعتبارا من منتصف شهر تشرين الاول الماضي, الذي يعتبر ملائما لاكتمال نضج الثمار وقابليتها لانتاج الزيت بمواصفات جيدة.!




سعر صفيحة الزيت التي يبلغ وزنها في العادة حوالي 16 كيلوغراما وتنقص عن
ذلك بكثير في بعض الاحيان, يختلف تماما بين معصرة واخرى من دون معرفة
مستوى جودته الذي يتدرج وفقا للمختصين في هذا الشأن الى اربعة اصناف هي
"بكر ممتاز" و"بكر" و"بكر عادي" وبكر غير صالح للاستهلاك البشري, هذا غير
ان المعاصر بحد ذاتها هي الاخرى ليست جميعا في سوية واحدة, فبعضها حديث
جدا والبعض الآخر قديم جدا, وهذا ما ينعكس حتما على مستوى جودة انتاجها
ونقاوة وصفاء الزيت بمواصفاته المحددة.!



المتوسط العام لاسعار صفيحة الزيت يتجاوز لغاية الان السبعين وربما
الثمانين دينارا في احيان اخرى, مع ان سعرها لموسم الزيت الماضي كان لا
يتجاوز الستين دينارا ان لم يقل عن ذلك, والسبب الذي يتم اشهاره امام من
يتساءلون عن اسباب هذا الارتفاع بنسبة عالية, ان انتاج الزيت والزيتون
خلال العام الحالي, يعتبر منخفضا قياسا على مواسم اخرى, نظرا لبعض الظروف
المناخية التي سادت في الشتاء الماضي, وان اجمالي الانتاج الحالي المتوقع
تبعا لذلك من زيت الزيتون لن يزيد على 17 الف طن, في حين تجاوز 22 طنا عام
2007م.!



ان بقاء اسعار الزيت على هذا الارتفاع الذي يوصف بانه غير مبرر على
الاطلاق, سيعني في نهاية المطاف توجه المستهلكين عموما الى شراء
احتياجاتهم من زيت الزيتون المستورد الذي يتوفر باسعار منخفضة جدا قياسا
على الانتاج المحلي, وهذا ما يضر ايضا بتنافسية صادراتنا منه في الاسواق
الاقليمية والعالمية, لان المعدلات الدولية في هذه الايام لاسعار زيت
الزيتون لا تزيد على 2.5 دينار للكيلوغرام الواحد اي حوالي اربعين دينارا
للصفيحة الواحدة, وهذا ما يجعل اسعار الزيت لدينا مضاعفة تماما عن غيرها
في اسواق العالم.!



ما يجدر ذكره في هذا الشأن ان الاردن سيتسلم اعتبارا من نهاية الشهر
الحالي ولمدة عام كامل رئاسة مجلس الزيتون العالمي, وهذا ما سيجعله في وضع
محرج اذا ما استمرت اسعار زيت الزيتون البلدي في ارتفاعها غير المنضبط
لغاية الان, في الوقت الذي نتطلع فيه الى رفع نسبة الكميات التي نصدرها
الى الاسواق الخارجية, وايضا زيادة حصة المواطن الاردني من زيت الزيتون
التي تعتبر متدنية جدا ولا تزيد على 4 كغم سنويا, في حين انها تزيد على 12
كيلوغراما في بعض دول البحر الابيض المتوسط الشهيرة بزراعة الزيتون وانتاج
زيته.!



شجرة الزيتون المباركة تحتل مكانه خاصة في نفوسنا لاعتبارات دينية
وتاريخية, وهي لا تزال في مقدمة ثرواتنا من الاشجار المثمرة, حيث يزيد
عددها حاليا على 17 مليون شجرة وفي طريقها الى الزيادة باستمرار, وتقدر
المساحات المزروعة فيها بحوالي مليون و280 الف دونم, ونسبتها 72% من
مساحات الاشجار المثمرة, ولهذا فانه من غير المنصف ان نعرض مثل هذه
الانجازات, لمعوقات الارتفاع الكبير في اسعار زيت الزيتون هذه الايام,
وانعكاساته السلبية على الاستهلاك المحلي والتصدير الخارجي, في وقت تم
الاعلان فيه عن ان العام المقبل سيكون مخصصا لزراعة الزيتون وغيره.!



المثل الشعبي بهذه المناسبة يقول "ايام الزيت .. اصبحت امسيت" وهذا ما
ينطبق على اسعاره التي تتذبذب بين الصباح والمساء في اليوم الواحد رغم
قصره المعهود.!0