قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر ماضي إن تصريحات الملك عبدالله الثاني في قمة الدوحة الطارئة، التي أكد فيها أنّ "أمن قطر من أمن الأردن"، تحمل دلالات سياسية وإقليمية عميقة، مشيرًا إلى أنّها قد تُترجم بتوتر إضافي في العلاقات الأردنية – الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.
وأوضح ماضي خلال مقابلة مع راديو البلد أنّ كلمة الملك عكست قناعة راسخة بأن أي اعتداء على دولة عربية هو اعتداء مباشر على الأمن الوطني الأردني، مؤكدًا أنّ الأردن لطالما تبنى رؤية قومية في مقاربته السياسية تقوم على اعتبار الاستقرار العربي جزءًا من أمنه القومي. وأضاف أن الرسالة التي حملها خطاب الملك موجهة بشكل واضح إلى إسرائيل والمجتمع الدولي للتأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم القبول بالاعتداءات المتكررة.
وأشار ماضي إلى أنّ البيان الختامي للقمة، الذي دعا إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لا يمكن ترجمته فعليًا على الأرض إلا بقرار عربي جماعي، لافتًا إلى أن الأردن بمفرده لا يستطيع اتخاذ خطوة من هذا النوع دون دعم إقليمي، حتى لا يتحمل وحده كلفة القطيعة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الأردنية – القطرية، اعتبر ماضي أنّها مرشحة للانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر قوة بعد مواقف عمّان المتضامنة مع الدوحة عقب الهجوم الإسرائيلي، موضحًا أنّ قطر قدّرت هذا الموقف وستسعى لتعزيزه في المستقبل القريب.
أما على صعيد العلاقة مع إسرائيل، فرأى ماضي أنّها وصلت إلى مستوى غير مسبوق من البرود منذ السابع من أكتوبر، وأنه لا يمكن الحديث عن إعادة تقييمها في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي وصفها باليمينية المتطرفة. وختم بالإشارة إلى أنّ إسرائيل لن تتراجع عن سياساتها إلا بضغط أمريكي مباشر، وهو ما يضع العالمين العربي والدولي أمام معضلة استراتيجية متفاقمة.











































