أزمات السير هاجس في رمضان

الرابط المختصر

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتزايد أزمات السير في العاصمة عمان، والتي تعاني أصلا من "اكتظاظ سكاني" خصوصا في أوقات الذروة، وهو ما تؤكد عليه أمانة عمان الكبرى وبأنها ستعمل على معالجته.

ولذلك، تسعى الأمانة إلى معالجة هذه "الأزمات" بإجراء تحويلات مرورية وإنشاء جسور وأنفاق جديدة بديلاً للإشارات الضوئية، فضلا عن فتحات وتحويلات مرورية وأعمال توسعية.

وتشير أرقام رسمية إلى أن عدد المركبات المسجلة العام الماضي، وصلت إلى 755 ألف مركبة، في حين بلغ عددها العام قبل الماضي 680 ألف مركبة.

وبجانب ذلك، يتذمر مواطنون من "تزايد الازدحامات المرورية" في فصل الصيف الذي يتزامن مع الشهر الفضيل، ما يسبب إرباكات مرورية وحوادث سير، بنسب مرتفعة.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه "وتيرة مطالبهم" باتخاذ إجراءات للحد من هذه المشكلة، التي تسببها عودة المغتربين وقدوم السياح إلى المملكة، تؤكد الأمانة على انها تقوم بالإجراءات اللازمة.

يقول محمد عودة، الذي يقطن منطقة الهاشمي الشمالي، "مع كل عام تتزايد الازدحامات المرورية من دون أن نرى إجراءات فعالة وناجعة، واننا ننخاف من تزايدها في رمضان".

ويضيف "لا بد للأمانة من اتخاذ حلول تختلف عن كل عام"، وهو ما اتفقت معه فيه المواطنة ناهدة هليل، التي اعتبرت أن "الأمانة لم تتمكن من حل مشكلة أزمات السير خلال الأعوام الماضية"، معربة عن أملها في حلها خلال الشهر الفضيل لتفادي الحوادث المرورية.

وبلغ مجموع الخسائر المالية للمملكة نتيجة الحوادث المرورية في الأعوام العشر الماضية زهاء 1580 مليون دينار، وفق دراسات المعهد المروري.

ووفق الدراسات ذاتها، فإن قرابة 92.7% من إجمالي الحوادث تقع في فصل الصيف، خلافا لكل التوقعات التي كانت تشير إلى أن حوادث السير تقع في فصل الشتاء، نتيجة الانزلاقات وعدم وضوح الرؤيا.

وحملت الدراسات العنصر البشري 99.4% من أسباب الحوادث، في وقت شكلت فيه عيوب الطريق 0.2%، وعيوب المركبة 0.4% من هذه الحوادث.

وعزت الدراسات ازدياد الحوادث إلى ارتفاع أعداد السكان والمركبات في المملكة على نحو كبير، والاستيعاب المحدود للشوارع للازدياد في الأحجام المرورية وخصوصا القديمة منها في العاصمة.

بالإضافة الى أسلوب القيادة العشوائي وعدم تقيد السائقين بأنظمة وقواعد المرور، وسوء استخدام ممرات المشاة وعدم تجهيزها بالشكل الصحيح لتحقيق الفائدة المتوخاة.

وأرجعت الدراسات ازدياد الحوادث إلى عدم كفاية الوعي المروري لدى المواطنين حول كيفية استخدام مرافق الطرق المختلفة، وزيادة الطلب على خدمات النقل العام الذي لم يعد يتلاءم مع ما يشهده الأردن من تطور.

وكان مدير سير المحافظات في إدارة السير المركزية العقيد موسى العبادي كشف أن "المؤشر الزمني للحوادث المرورية في الأردن يبين وقوع حادث سير كل 5 دقائق، وإصابة شخص كل 38 دقيقة، فيما يذهب شخص ضحية كل 12 ساعة".

وبين أنه "يقع 277 حادث سير كل 24 ساعة"، لافتا إلى أن "حوادث الصدم شكلت أكبر نسبة من الإصابات البسيطة، بينما شكلت حوادث المشاة (الدهس) أكبر نسبة وفيات، بينما شكل التجاوز الخاطئ والتتابع القريب ومخالفات المسارب ما نسبته 56.1% من مجموع أخطاء السائقين المشتركين في الحوادث".

وبين العقيد العبادي سابقا أن "عدد حوادث المرور في الأردن لعام 2008 بلغ 101066 حادثا نتج عنها 740 وفاة و13903 إصابات، مشيرا إلى أن التكلفة المادية لهذه الحوادث بلغت أكثر من 250 مليون دينار".

وبين أن "المؤشرات العالمية تظهر وفاة مليون و20 ألف شخص سنويا وإصابة 50 مليونا، بينما تقدر الكلفة المالية لها 518 مليون دينار، كما تظهر الإحصائيات أن 35% من الحوادث تقع في إقليم جنوب شرق آسيا الذي نحن جزء منه، وهي أعلى نسبة عالميا".

إلى جانب ذلك، تؤكد الأمانة على لسان مدير دائرة عمليات النقل فيها عبد الرحيم وريكات ان الامانة اتخذت اجراءات لتسهيل حركة الركاب في  رمضان.

وأوضح ان هذه الإجراءات ستكون ضمن اختصاص الامانة، وعبر اعادة توزيع وانتشار المفتشين والمراقبين التابعين لدائرة عمليات النقل على كافة مراكز الانطلاق والتجمعات الرئيسية للركاب على محاور النقل العام والتي تم تحديدها بناء على تجربة الامانة في رمضان العام الماضي.

وأكد وريكات، في تصريحات صحافية، ان دائرة عمليات النقل في الامانة ستركز خلال رمضان على الفترات المسائية ولغاية بعد ساعات الافطار، مع تعزيز مناطق التسوق بوسائط نقل عام، وبخاصة في النصف الثاني من الشهر الفضيل.

وأشار الى انه لن يتم السماح باستخدام وسائط النقل الواقعة ضمن اختصاص الامانة لغايات تسيير رحلات العمرة.

وجدد المهندس الوريكات التاكيد على التنسيق المستمر مع مديرية الامن العام، وبخاصة ادارة السير عبر مكتب الادارة المشتركة لضبط المخالفات التشغيلية الخاصة بوسائط النقل العام.

وأكد على جاهزية دائرة عمليات النقل العام في استقبال ملاحظات المواطنين من خلال الرقم المجاني (080022241).