أردوغان: القدس في قلب كل مواطن تركي
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن القدس في قلب كل مواطن تركي ، لانها مدينة التسامح والسلام والاخوة ، وقال إذا ضاعت القدس فلن تكون هناك ''قدس ثانية''.
وقال أردوغان خلال حفل تكريم منحه درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الانسانية من جامعة القدس مساء الجمعة إن المدينة تتعرض لمحاولات طمس خصوصيتها وهويتها الثقافية والدينية والتاريخية من خلال الحفريات ، وهذا ما تفعله إسرائيل الآن، مؤكدا أن جدار ''العار والخزي'' الذي تقيمه إسرائيل يقطع أوصال المدينة والروابط بين القدس والضفة الغربية وتخنق القدس الشرقية وهي تريد من وراء ذلك تقسيم سائر التراب الفلسطيني واقتلاع الفلسطينيين من أوطانهم وتغيير هوية المدينة وإرثها.
وأوضح أردوغان أن تركيا والشعب التركي يدعمون كافة الفلسطينيين وسيكونون بجانبهم دوما في أيامهم الصعبة، قائلا ''لن نتخلى عنكم وإذا لم نتمكن من المجئ إليكم فلن نترك مصابيح الفلسطينيين بدون زيت''.
وأضاف أن المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية داء ووباء ودعا لوقف الحصار الظالم على غزة، وقال ''إنني لا أثق في إسرائيل البتة ولا يمكن أن نرجو منهم أي خير أو حسن نية مهما أبدينا حسن النية ، فإسرائيل تنظر لفلسطين بأنها عبارة عن ''سجن مفتوح'' ، كما أن هناك أخواننا في السجون الاسرائيلية يتعرضون للظلم والقمع والاسر وقلوبنا تدمى عليهم ''.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تريد الاعتذار عن حادث اسطول الحرية ودفع التعويضات ورفع الحصار عن قطاع غزة ، مؤكدا أن هذه هي الرسالة التي أوصلتها للدول التي توسطت في الموضوع.
وأشار أردوغان إلى أن ''العهدة العمرية'' التي أمنت المسيحيين على كنائسهم وممتلكاتهم في مدينة القدس كانت صكا لاحترام الاديان ، مقابل ما نراه الآن من ''الاسلام فوبيا'' الذي يقوم على الاساءة للرسول الكريم (ص)عن طريق فيلم أو رسم كايكاتوري لا يمكن أن نقبل بها أبدا، داعيا جميع المسلمين إلى ''التحلي بالصبر متمسكين بأخلاق الرسول الكريم عندما شتمه المشركون ، رغم أن من يفعل ذلك الآن في الاساءة إلى رسول الله(ص) لايعرف التسامح ولا الصبر لانهم جهلة يقلبون الحق ولكن الحق سيتغلب في النهاية''.
من جانبه ، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ''أبو مازن'' في كلمته خلال الحفل عن امتنانه وتقديره للموقف التركي من تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية والفلسطينيين في المحافل الدولية ،مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينسى مواقف تركيا الداعمة له .
وقال الرئيس أبو مازن ''أنه لا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس عاصمة لها وأن بوابة السماء لن تغلق وإنما بوابة السلام تغلق إذا استمرت إسرائيل في مراوغاتها''.
وأكد الرئيس عباس أن القدس قضية مقدسة عربية وستبقى كذلك منذ الكنعانيين في الالف الثالثة قبل الميلاد وحتى الحكم الاسلامي والعهدة العمرية التي تعتبر من ''أقدم وثائق حقوق الانسان التي عرفها التاريخ'' وكذلك الحكم العثماني.
وكان الحفل قد بدأ بتلاوة أي الذكر الحكيم ثم عرض فيلم مصور أعده طلاب جامعة القدس عن جامعة القدس التي تصمد في وجه الاحتلال ، ثم قام رئيس الجامعة البروفيسور سري نسيبه بتقليد أردوغان درجة الدكتوراه في الانسانيات.
من جهة أخرى قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية فى تصريح خاص لوكالة انباء الشرق الاوسط إن هناك محاولات من جانب إسرائيل لنزع عروبة القدس التي تحاصر وتهدد ويعزل سكانها ، مؤكدا أن تركيا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف أبو ردينة أن الرئيس أبو مازن سيعرض في كلمته أمام الجمعية العامة يوم 27 سبتمبر الجاري ، الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه في اجتماع الجامعة العربية لوزراء الخارجية العرب قبل عشرة أيام ، وسنتقدم بطلب وسنتشاور للحصول على أعلى الاصوات للتصويت للاعتراف بفلسطين. ولدينا ثقة في أن دول العالم تقف بجوارنا ، مؤكدا أيضا أن قضية القدس هي قضية مركزية في هذه المرحلة وكل المراحل.
وفى تصريح مماثل ل (أ ش أ) قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بمنظمة التحرير الفلسطينية إنها لفتة كريمة ومستحقة من جامعة القدس تقديم هذا التكريم لرئيس الوزراء التركي أردوغان لوقوفه وبلاده بجانب الشعب الفلسطيني ، و مواقف تركيا الداعمة للفلسطينيين وكذلك للمساعدات المالية والاقتصادية التي تقدمها فضلا عن علاج الجرحى الفلسطينيين.