أردنيتان تسردان قصة تجريد أولادهما الجنسية

الرابط المختصر

لكل من انتصار الحمود وانتصار يوسف حكاية متشابهة في المعاناة
والألم، وبالأسماء حتى، وحالهما مثقله بالتعب...باختصار هي "معاناة يومية منذ
سنوات لعدم نيل أولادهما الجنسية الأردنية".
طرقوا أبواب جميع الجهات المسؤولة، لكن لا من مجيب
لمعاناتهما!


الرحمة!

لنبدأ الحكاية مع انتصار الحمود، والمتزوجة من رجل أردني
ولها أربع أولاد منه، فزوجها توفي قبل سنتين وأثقل كاهلها بتربية الأربعة، وكل ذلك
يهون أمام اثنين منهما لم يحصلا على الجنسية الأردنية، ولا على أي هوية تثبت
أصلهما.


"لا بد يكون هناك بٌعد إنساني لقصتي. لقد تعبت... نفسيتي
سيئة".


وتسرد معاناتها لعمان نت:" زوجي لديه جوازي سفر الأول
أردني والثاني فلسطيني، والفلسطيني حصل عليه عندما عمل في فلسطين لفترة، ومن بعدها
لم يكمل عمله هناك لحصوله على عقد عمل في السعودية كمهندس، فغادر فلسطين صوب السعودية
للعمل، أتى إلى الأردن لقضاء إجازته معنا وأراد أن يجدد جواز سفره الأردني فقد ذهب
إلى دائرة الأحوال المدنية والجوازات وهناك اخذ منه جواز السفر الأردني، والسبب
انه كان يحمل الجواز الفلسطيني".


"وبعد المحاولات الجاهدة فلم تجد بشيء، أخذ منه
جواز السفر الأردني وعاد للعمل بالسعودية وهناك وافته المنية ودفن في مكة المكرمة،
وتركني اربي أربع أولاد لوحدي في ظروف قاسية".


أبواب مقفلة!

لم تترك انتصار بابا إلا وطرقته ولكن حكايتها قوبلت
بالرفض التام ولم ينظر بها، وتتابع سرد معاناتها:" إذا أردت السفر إلى الشام،
فلا استطيع لان أولادي ليس لهم أي هوية تثبت أصلهما، لماذا لا ينظرون بالحالة الإنسانية
يكفي ... يكفي... في إحدى المرات نزلت إلى فلسطين مع أولادي الحاصلين على البطاقة
الفلسطينية المؤقتة وقررت السكن هناك، لكن لم استطيع فكيف لي أن اترك اثنين هنا من
أولادي بدون احد يوفر لهما الرعاية وبسكني هناك سيتشتت شمل العائلة".


ابنها الأكبر أنهى دراسته الجامعية بتخصص محاسبة وما زال
ينتظر فرصة عمل لمساعدة والدته وابنها الأوسط لا زال يدرس في الجامعة أما ابنيها الاثنين
لا يزال يدرسان في المدرسة، واحد منهم على أبواب التوجيهي.


تقول لأبنها: "أرجوك ادرس يا بني، أريدك أن تحصل
على معدل عال حتى تدخل الجامعة ". ولكن صديقة لها قالت باستذكار.."لن
يفيد كلامك له يا انتصار ما دام ابنك سيعامل معامل الأجنبي لأنه ليس لدية جنسية
أردنية ويحمل البطاقة الفلسطينية المؤقتة فلا داعي لهذا الكلام، هذا ما قالته لي
صديقتي رغم أن أولادي ولدوا هنا لكن لا يتمتعون بأي ميزه، فأين الإنسانية
أين؟!".


انتصار تعمل في مجال خدمة الاحتياجات الخاصة تجني في
الشهر ما يقارب 80 دينارا، لكن مصاريفها أكثر من ذلك في ظل الغلاء المعيشي الذي
نشهده في الشارع الأردني.


التحقت انتصار في إحدى الجامعة لتكمل دراستها الجامعية،
تضيف:" أردت أن أكمل تعليمي وبالفعل فقد سجلت في إحدى الجامعات وقطعت ما
يقارب 48 ساعة ولكن رأيت أن أولادي أبدى مني، فتوقفت ولم أتابع دراستي حتى يكملوا أولادي
تعليمهم".


حكاية أخرى!

أما انتصار يوسف في حكايتها فحالها لا يختلف عن انتصار
الحمود والتي تزوجت من سوداني وبعد ستة سنوات من زواجها هجرها وفي رقبتها طفلين
بعمر الورود وتسرد معاناتها: "لدي طفلين، أولادي غير حاصلين على أي هوية تثبت
أصلهم ومصيرهم مجهول لا يملكون سوى شهادة الميلاد، أما زوجي فلا اعرف أين هو وفي
بلد يعيش الآن؟".


ماذا تريد انتصار؟

تقول: "أريد أن أضم أولادي إلي ليحصلوا على الجنسية
الأردنية، ولكن لا من مجيب فقد طرقت كل الأبواب ولكن جهودي ذهبت سدى".


هما، حكاية واحدة من مئات الحكايات التي تعاني من ذات
القضية... وهي عدم حصول أولادهم على الجنسية الأردنية.


كلهما، سيسعيان في هذه الحياة وسيطرقون الأبواب مجددا
دون كلل وتعب، متوكلين على الله عل الرحمة تنزل على المسؤولين ويرفقوا بحالهم وحال
أبنائهم ليحصلوا على الجنسية الأردنية ويتمتعوا بميزات المواطن الأردني في هذا
البلد.

أضف تعليقك