رغم بلوغ اربعينية الشتاء نصفها

الا ان كمية الامطار الداخلة سدود المملكة العشرة لم تتجاوز مليوني متر مكعب, في الوقت الذي تعاني فيه المياه الجوفية من هبوط حاد في مناسيبها وارتفاع في نسب الملوحة.

وبحسب ارقام وزارة المياه فإن معدل الهطول المطري طويل الامد لم يتحاوز 8.3 مليار متر مكعب مع نسبة تبخر تتجاوز 92 بالمئة من هذه الامطار
 
وتشكل أمطار شهري كانون الثاني الحالي وشباط الحالي  أكثر من 50% من الموسم المطري السنوي, الا أن انتصاف أربعينية الشتاء, دون نسب أمطار جيدة سيؤدي الى بروز أزمة حادة في الصيف المقبل على حد وصف مسؤولين في وزارة المياه.
 
وتترافق هذا الارقام مع اختلالات خطيرة وجادة بين التزويد والطلب المائي وتدهور خطر في وضع المياه الجوفية في البلاد, على ما ذكرت الاستراتيجية الوطنية للمياه والتي أوصت ببناء إدارة فاعلة للمياه الجوفية والسطحية ونظم بيئية مائية صحية واستخدام مستدام للموارد المائية.
 
وتوصلت اللجنة إلى وجود قصور مؤسسي في أداء وزارة المياه وسلطتي المياه ووادي الاردن, وانعدام الفاعلية في مواجهة التحديات المائية الملحة.
 
وأدى هذا القصور إلى تفاقم الازمة المائية وارتفاع نسب الفاقد, وتجاوز في استخراج المياه الجوفية الحدود المقبولة, هذه التجاوزات  نتج عنها عجز في المياه الجوفية وصل إلى 151 مليون متر مكعب العام الماضي.
 
وبلغت السعة التخزينية لكافة السدود في المملكة حوالي 227 مليون متر مكعب باستثناء سد الوحدة الذي تبلغ سعته 110 ملايين متر مكعب حيث بلغت نسبة التخزين للسنوات الخمس الاخيرة اقل من خمسين بالمئة من السعة الكلية لهذه السدود.
 
وتمثلت المصادر المائية عام 2007 بمصادر المياه الجوفية, ويمثل المعدل السنوي للاستخراج الأمن من المياه الجوفية المتجددة ما يقارب 275 مليون متر مكعب, والمعدل السنوي للمياه الراجعة الى المياه الجوفية وتساوي 56 مليون متر مكعب, وكمية الاستخراج الفعلي من المياه الجوفية وتساوي 504 ملايين متر مكعب, منها 229 مليون متر مكعب مياه مستنزفة.
 
ويبلغ المعدل السنوي طويل الامد لمياه الجريان الدائم والفيضانات في مصادر المياه السطحية  713 مليون متر مكعب والمعدل السنوي القابل للاستغلال يساوي 535 مليون متر مكعب يستغل منه حاليا 395 مليون متر مكعب, في حين ما يمكن تخزينه في السدود الحالية يبلغ 360 مليون متر مكعب.
 
التزويد المائي في عام 2007 لجميع الاستعمالات (الشرب والسياحة والصناعة والزراعة ) حوالي 940 مليون متر مكعب في حين كانت الاحتياجات المائية تقدر بحوالي 1540 مليون متر مكعب حيث كان العجز المائي حوالي 600 مليون متر مكعب.
 
ويتوقع ازدياد الحاجة للمياه ومعدلات استهلاكها في العام الحالي لتصل لاكثر من 630 مليون متر مكعب رغم تنفيذ عدة مشاريع محلية  كحفر الابار وتحلية, وتحديث الشبكات,  وغيرها, وتقدر الاحتياجات المائية لغايات الشرب في المملكة عام 2009 بحوالي 355 مليون متر مكعب في حين ان كمية المياه الممكن ضخها من جميع مصادر المياه في المملكة لهذه الغاية لا تتجاوز 325 مليون متر مكعب.