أدوار تعيق مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل

الرابط المختصر

 

تتوقع ملاك في كل يوم عند عودتها من عملها أن يطلب منها زوجها ترك العمل، فهي تخرج الساعة الخامسة والنصف من منزلها في مأدبا الى عملها في الهاشمية منطقة الزرقاء، وتعود في السابعة مساءً، "أشعر بأني اعمل عملين منذ ان تزوجت" تقول ملاك.

 

لم تكمل ملاك العام من زواجها، ولكنها تشعر بالمسؤولية الكبيرة " أصبحت حامل ولا أتوقع أنني قادرة على تحمل مشقة الطريق والالتزامات الاسرية والاجتماعية الأخرى"، وتحدثت ملاك لعمان نت عن صعوبة القبول المجتمعي من قبل عائلتها وعائلة زوجها لعملها، فهم يروى ان الاولوية لبيتها في ظل الظروف السيئة التي تعاني منها بسبب عملها وعدم قدرتها على أداء الأدوار الأخرى الإنجابية والاسرية والاجتماعية.

 

أشار المجلس الأعلى للسكان في تقرير له، أن (52%) من النساء المنسحبات من سوق العمل تقع اعمارهن ضمن الفئة العمرية ما بين (25-34 سنة).، (78%) من النساء المنسحبات متزوجات، والثلث منهن متزوجات منذ فترة قصيرة (أقل من سنتين)، و (44%) من النساء المنسحبات لم يمض على وجودهن في سوق العمل سوى ثلاث سنوات أو أقل، والغالبية العظمى (82%) لم يمض عليهن سوى عشر سنوات أو أقل، و (86%) من النساء المنسحبات كن يعملن في القطاع الخاص مقابل (9%) في القطاع العام. 

 

أدوار نمطية إضافية

 

قالت بنان أبو زيد الدين المديرة التنفيذية لمؤسسة تقاطعات عبر برنامج "طلة صبح" على اثير راديو البلد، هناك أدوار تقوم بها المرأة تزيد العبء عليها، ومنها الدور الرعائي الذي تقوم به للحفاظ على سيرورة الأسرة "رغم أن هذا الدور ليس للنساء فقط وإنما تشاركي".

 

وأضافت أبو زيد الدين، المرأة تعمل 8 ساعات، وتعود لبيتها تقوم بالأدوار المطلوبة منها، ليحدث بعدها تراكمات من الممكن أن تنعكس على استمرارها في العمل أو على الصعيد الاجتماعي،" من المفترض توفير قوانين عمل مرنة تتناسب مع المهام والواجبات الموكلة للنساء" تقول بنان.

 

وأكدت بنان أبو زيد الدين، على ضرورة دعم وجود المرأة في سوق العمل، من خلال مراعاة احتياجات النساء للاستمرار في سوق العمل، وأهمها أن تتوافق ساعات العمل المرن مع وجود الأطفال في الحضانات او المدارس، ودعم القطاع الخاص وتحفيزه لتوفير بنية تحتية للعناية الاجتماعية للمرأة العاملة بجودة وتكلفة مناسبة (خدمات ومرافق، حضانات، مواصلات…) وتوفير الحماية الاجتماعية للعمل المنزلي والعمل عن بعد الذي تؤديه المرأة لصالح أصحاب العمل (الاشتراك في الضمان الاجتماعي، تراخيص الأمانة، تطوير قانون العمل).

 

وفي ذات السياق اشارت الى أهمية استمرار توعية المجتمع على مراعاة ودعم المرأة لاستمرارها في سوق العمل وأداء الأدوار الإنجابية والاسرية والاجتماعية بتشاركية، لأن هذه الأدوار تقوم بها المرأة بشكل متوازي مع كافة الأدوار المطلوبة منها في العمل لذلك بحاجة لدعم.

 

تتعدد الأسباب 

في حديث مع الخبير الاجتماعي حسام عايش، قال إن هناك أسباب أخرى تدفع المرأة لتفضيل القيام بدورها الانجابي والاجتماعي وترك العمل، تتمثل بفجوة الأجور، والامتيازات وطول ساعات العمل وبعض الحقوق الأخرى التي ينبغي توفيرها في بيئة العمل، جميعها تجعل المرأة تميل الى الانسحاب من سوق العمل والاهتمام بأدوارها الاجتماعية الأخرى.

 

وأضاف ان في دولنا العربية ومنها الأردن ينظر إلى عمل المرأة على أنه "فائض عن الحاجة" والأولوية عمل الرجل، وأشار خلال حديثه أن مدة بقاء المرأة في العمل له علاقة بالحالة الاجتماعية للمرأة (متزوجة أم لا ونوعية الأسرة ) الأمر الذي يؤثر على القيام بدورها الاجتماعي المنمط "يصبح هناك مسؤولية العمل بالإضافة الى مسؤولية عمل المنزل لتحدث التضحية بالعمل للحفاظ على الأسرة" يقول عايش.

 

واكد ان المجتمعات لا تزال تقليدية بتفكيرها تجاه عمل المرأة، لذلك يجب التوجه للعمل المرن والعمل عن بعد لبقاء المرأة في سوق العمل وضمان مشاركتها الاقتصادية، فالأمر يحتاج لبيئة اجتماعية تنسجم مع التغيرات التي تطرأ على المجتمع لتقبل عمل المرأة ومساعدتها على القيام بأدوار أخرى.

وأضاف أبو نجمة “أن الدور الاجتماعي للمرأة والأمومة ورعاية الأطفال والأعمال المنزلية التي تقوم بها يمثل إرهاقا وانتهاكا نفسيا وجسديا للمرأة العاملة، نتيجة اضطرارها لبذل جهود مضاعفة في الوظيفة وفي خدمة الأسرة في آن واحد، خاصة من يعمل منهن ساعات عمل طويلة؛ حيث إن 12.4 % من النساء يعملن أكثر من 48 ساعة أسبوعياً، الأمر الذي يتسبب لهم بمشاكل أسرية لعدم تمكنهن من الجمع بين واجبات الوظيفة والمسؤوليات العائلية، وعدم استمرارهن في الوظيفة أو في الاستفادة من فرص الترقي والتقدم فيها، والانسحاب المبكر من سوق العمل والاتجاه نحو التقاعد المبكر، فقد بلغت نسبة المتزوجات من النساء المنسحبات من سوق العمل.