أحزاب المعارضة تجدد رفضها للمفاوضات المباشرة "العبثية"

أحزاب المعارضة تجدد رفضها للمفاوضات المباشرة "العبثية"
الرابط المختصر

جددت أحزاب المعارضة رفضها لعودة المفاوضات المباشرة التي أعلن عن انطلاقها الخميس الماضي، بعد عدة شهور من المفاوضات غير المباشرة التي جرت تحت غطاء عربي، وصفتها الأحزاب بالعبثية.

وجاء في بيان أصدرته اللجنة التنسيقية العليا لأحزاب المعارضة، أن المفاوضات تأتي تلبية للطلب الأمريكي، وخدمة مجانية له لتوظيفها في الانتخابات المقبلة.

وعرض بيان اللجنة الأسباب التي أرجعت إليها فشل المفاوضات، حيث أشار البيان إلى اختلاف المرجعيات التي في ذهن كل طرف من أطراف المفاوضات، فالطرف الفلسطيني يتخذ من بيان اللجنة الرباعية مرجعية له، فيما ذهب الطرف الإسرائيلي على أساس الدعوة الأمريكية لمفاوضات بدون شروط مسبقة.

وأكد البيان على أن الوفد الإسرائيلي هو من يضع الشروط المسبقة، من الاعتراف بيهودية الدولة، وتحقيق الأمن الإسرائيلي.

وأشار البيان إلى إعلان وزير الخارجية الإسرائيلية ليبرمان بأنه لا يرى أفقاً للوصول إلى اتفاق، لا في نهاية العام، ولا حتى بعد الجيل القادم .

وتساءلت اللجنة في بيانها عن مدى شرعية المفاوض الفلسطيني، في ظل "انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووجود حكومة لم تحظ بموافقة المجلس التشريعي"، مشيرة في الوقت ذاته إلى رفض الأحزاب والفصائل الفلسطينية للعودة للمفاوضات وتشكيل بعضها لأجنحة عمليات مشتركة رفضا للمفاوضات.

 ودعا بيان اللجنة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية إلى المزيد من وحدة الموقف، ورص الصفوف على قاعدة المقاومة والتمسك بالثوابت الفلسطينية،  مطالبا الشعب العربي والشعوب الإسلامية تقديم المزيد من الدعم للمقاومة في فلسطين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

 وتاليا نص بيان اللجنة:

 قبل بضعة أشهر، وبتغطية سياسية من الدول العربية، دخلت السلطة الفلسطينية في مفاوضات غير مباشرة مع حكومة العدو الصهيوني، التي ما آمنت يوماً بالسلام لأنه يتناقض مع عقيدتها ومصالحها، وعلى الرغم من أن تلك المفاوضات كانت عبثية، ولم يترتب عليها أية نتائج باعتراف المفاوض باسم السلطة الفلسطينية، فقد التأمت قبل أيام في واشنطن مفاوضات مباشرة، وبطلب أمريكي، استجابت  له السلطة، وشجعه على ذلك بعض الدول العربية، مقدمين بذلك خدمة مجانية  للجانب الأمريكي يسعى لتوظيفها في الانتخابات القادمة .

اننا لا نكون عدميين وبعيدين عن الحقيقة حين نقول : أن هذه المفاوضات الجارية حالياً لن يكتب لها النجاح، ولن تحقق أياً من أهداف الشعب الفلسطيني وحقوقه الثانية للاسباب التالية :

  1. ذهب كل طرف وفي ذهنه مرجعية مختلفة للمفاوضات، ففي حين ذهب وفد السلطة الفلسطينية على أساس مرجعية الرباعية الدولية، ذهب الطرف الآخر على أساس دعوة الوزيرة كلنتون الى مفاوضات مباشرة، دون شروط مسبقة .
  2. ان الجانب الفلسطيني سيطرح قضايا الحل النهائي ( حسب اتفاقية أوسلو ) بينما يعتبرها الجانب الصهيوني شروطاً مسبقة ومرفوضة .
  3. ان الجانب الصهيوني هو الذي يطرح شروطاً مسبقة مثل الاعتراف بيهودية الدولة، وتحقيق الأمن ، ولذلك تداعياته الخطيرة على عرب 1948، فضلاً عن مصادرة حق العودة، وكذلك ضرورة أن تكون دولة فلسطين - في حال قيامها -  دولة منزوعة السلاح، مع تجريدها من حقها بعقد أية اتفاقية مع طرف ثالث دون موافقة حكومة العدو .
  4. اعلان نتنياهو أكثر من مرة عدم تعهده بوقف بناء المستوطنات بعد 26/9/2010، واعلان المفاوض باسم السلطة أنه في حالة استئناف بناء المستوطنات سينسحب من المفاوضات .
  5. اعلان وزير خارجية العدو ليبرمان بأنه لا يرى أفقاً للوصول الى اتفاق، لا في نهاية العام، ولا حتى بعد الجيل القادم .

بعد هذه المواقف المعلنة من الطرف الصهيوني هل يمكن الوصول الى أية نتيجة ايجابية للمفاوضات في حالة تمسك وفد السلطة بمطالبه كاملة ؟

أما بالنسبة لوفد السلطة المفاوض فلا بد من طرح التساؤلات التالية : هل يملك هذا المفاوض شرعية تمثل الشعب الفلسطيني خاصة بعد انتهاء ولاية رئيس السلطة، ووجود حكومة لم تحظ بثقة المجلس التشريعي المنتخب كما ينص على ذلك القانون الأساسي الفلسطيني ؟ وكيف ذهب الوفد للمفاوضات التي لم يوافق عليها إلا 6 من أصل 9 حضروا الاجتماع من أعضاء اللجنة التنفيذية الذي عقد لهذا الغرض، علماً بأن عدد أعضاء اللجنة 18 عضواً ، ولا يكون اجتماعها قانونيا الا بحضور ثلثي أعضائها، بمعنى أن الموافقين كانوا 6 من أصل 18 هم مجموع أعضاء اللجنة التنفيذية .

لقد أعلنت كافة الفصائل والأحزاب والتيارات السياسية في الوطن المحتل رفضها للمفاوضات المباشرة، وشكلت الفصائل غرفة عمليات مشتركة، احتجاجاً على هذه المفاوضات، كما تم فض اجتماع القوى الفلسطينية الذي عقد في رام الله احتجاجاً على المفاوضات بالقوة المسلحة التابعة للجنرال دايتون .

ان هذه المفاوضات مصيرها حتماً الفشل، وفي حال حصول ذلك فسيتم اتهام الجانب الفلسطيني بأنه السبب، وفي ذلك خدمة كبرى للعدو الذي اهتزت صورته بشدة بعد حربه العدوانية على غزة، ومهاجمته لسفن كسر الحصار عنها .

ان هذه المفاوضات عبثية، ولن تحقق أية نتيجة، وان الطرف المفاوض باسم السلطة عليه وقف مشاركته فيها فوراً ، والعودة الى الطريق الصحيح، وهو طريق مواجهة الاحتلال بكل أشكال المقاومة، والمطلوب من شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية المزيد من وحدة الموقف، ورص الصفوف على قاعدة المقاومة والتمسك بالثوابت الفلسطينية ، والمطلوب من الشعب العربي والشعوب الاسلامية تقديم المزيد من الدعم للمقاومة في فلسطين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني . أما الدول العربية فمطلوب منها دفع الجانب الفلسطيني الى عدم التفريط بأي حق من حقوقه، وتقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة .

اننا بهذه المناسبة نحيي المقاومة الباسلة وكافة قوى الرفض للمفاوضات في أرضنا المحتلة، مع الابتهال الى الله تعالى أن يرحم شهداءنا الأبرار مع خالص التحية لشعبنا المنغرس في جذور أرضنا الفلسطينية .

 

عمان في  29 رمضان 1431هـ                                       الناطق الرسمي 

الموافق : 8 / 9 / 2010 م                             أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي                                        

                                                                 حمـــزة منصـور

أضف تعليقك