حذّر الكاتب والوزير الأسبق د. محمد أبو رمان، في مقاله بصحيفة الدستور، من أن تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي النارية في مجلس الأمن لم تُغضب المسؤولين الإسرائيليين فحسب، بل ستفتح الباب أمام حملة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الأردن عبر الحرب النفسية والدعاية السياسية والأدوات الإعلامية الرقمية، يقود جانباً منها جهاز الاستخبارات الإلكتروني "الوحدة 8200".
وأكد أبو رمان أن مواجهة هذا المنعطف تتطلب خطة وطنية شاملة، وخطاباً سياسياً وإعلامياً ذكياً يعزز قوة الأردن الداخلية ويحول دون محاولات استغلال الانقسام لخدمة أجندة اليمين الإسرائيلي.
ورأى الكاتب أبو رمان، في مقاله المنشور بصحيفة الدستور الاثنين، أن خطاب وزير الخارجية أيمن الصفدي في مجلس الأمن ضد إسرائيل مثّل "أعنف هجوم دبلوماسي أردني منذ سنوات طويلة"، مؤكداً أنه يعكس تحوّلاً استراتيجياً في الموقف الأردني تجاه حكومة بنيامين نتنياهو.
وأوضح أبو رمان أن الخطاب لم يكن مجرد رد فعل عاطفي أو انفعال لحظي، بل جاء تعبيراً عن إدراك رسمي في عمّان بأن إسرائيل تسير نحو سياسات أكثر تطرفاً وخطورة، بخاصة في الضفة الغربية والقدس وغزة، وهو ما يرتبط مباشرة بالأمن القومي الأردني.
وأشار إلى أن الموقف الجديد يستند إلى قرار مؤسسي وإشراف مباشر من الملك عبدالله الثاني على السياسة الخارجية، بما يعكس انتقال الأردن إلى مرحلة أكثر وضوحاً في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، لا سيما إعلان نتنياهو أن غور الأردن هو الحد الشرقي لدولة الاحتلال.
وأكد أبو رمان أن الرد الإسرائيلي لن يتوقف عند الغضب الدبلوماسي، بل سيتجه نحو حملات دعائية وسياسية منظمة ضد الأردن، ما يتطلب خطة وطنية متكاملة وخطاباً سياسياً وإعلامياً رصيناً، يعزز وحدة الجبهة الداخلية ويحمي المصالح الوطنية في المرحلة المقبلة.











































