تعقد الآمال على مؤتمر بروكسل الذي يعقد اليوم لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في العاصمة البلجيكية.
ويهدف المؤتمر، الذي يعقد برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة خارجية السويد آن ليندا، إلى حشد الدعم السياسي والمالي للوكالة لتمكينها من استمرار تقديم خدماتها الحيوية لنحو 5.7 مليون لاجئاً فلسطينياً في مناطق عملياتها الخمس وفقاً لتكليفها الأممي.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الأردن مستمر بالعمل مع جميع الشركاء لضمان توفير الدعم المالي الكافي متعدد السنوات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إن "أونروا ستبقى مستمرة دائما وأعمالها ضرورية، لكن هناك غيابا للدعم لتقديم عملها ودورها ومهمتها".
"اجتماع اليوم بمثابة رسالة للوكالة والشعب الفلسطيني أننا لن نتخلى عنهم والمجتمع الدولي مستمر في تقديم الدعم لهم"، بحسب الصفدي.
وأضاف أن "دعم أونروا حق للاجئين الفلسطيين العيش بكرامة. والأردن مستمر للعمل من أجل ذلك، ولن تتراجع عن دعم الاستمرار بعملها".
وأكد الصفدي أن "حضور وزراء خارجية وممثلي نحو 60 دولة ومنظمة دولية مؤشر هام على أن هناك استجابة للدعوة للاستمرار في دعم الوكالة، حيث جرى التأكيد على التزامات مالية سابقة، وجرى الإعلان عن التزامات مالية جديدة".
اعتصام بالتزامن مع المؤتمر
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر أعلن اتحاد العاملين في وكالة أونروا عن تمسكهم بالتصعيد ضد ادارة الوكالة لرفضها لمطالبهم، معلنين تعليق الدوام لمدة ساعتين اليوم الثلاثاء في كافة في مناطق العمليات الخمسة.
وتتمثل المطالب في الغاء الاجازة الاستثنائية بدون راتب واعادة العلاوة السنوية للموظفين بأثر رجعي ورفع مساهمة الادارة في صندوق الادخار وتعويض نهاية الخدمة وفقا لاتفاق بيروت لعام 2019 وصرف رواتب شهري تشرين الثاني وكانون الاول بدون تأخير او تجزئة وفتح باب التعيين امام ابناء اللاجئين في جميع الاقاليم وتثبيت العاملين في نظام العقود المؤقتة والا تزيد نسبة البدلاء عن 7.5 بالمئة.
وأكد رئيس اتحاد العاملين في الوكالة في الأردن رياض زيغان، أن إجراء التصعيد يعتبر وسيلة لتحصيل حقوق الموظفين ورسالة للدول المانحة بان الموظفين لا يمكنهم التخلي عن حقوقهم و"يجب أن تعلم أن هناك خطورة تمس 5 مليون لاجئ و30 ألف موظف، ورسالة أيضا للدول المستضيفة في المؤتمر لمواصلة الضغط على الدول المناحة.
وتوقع زيغان، في حديث لـ "عمان نت" أن تكون مخرجات المؤتمر هي دعم مالي يسد العجز وتنعكس ايجابا على الموظفين واللاجئين.
وتواجه "أونروا"، "تهديدا وجوديا" وهي المفوضة بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.7 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، في ظل معاناتها من عجز مالي متكرر.
وقالت "أونروا" الشهر الماضي، إنها تمر بوضع مالي "أكثر من مأساوي"، مشيرة إلى أنها "تعاني من عجز مالي مركب يتخطى 100 مليون دولار".
"في حال عدم الاستجابة للمطالب لن يكون هناك تراجع عن التصعيد لأن هناك قرارين ليس لهم علاقة بالمال وهما قرار الإجازة الاستثنائية من دون راتب يهدد الموظفين بالتسريح من دون راتب والعلاوة السنوية موجودة من عشرات السنين لا يمكن أن يمسوها"، يقول زيغان.
الوكالة تحتاج إلى 1.2 مليار دولار
وقال الناطق باسم وكالة أونروا، سامي مشعشع، إن الهدف من المؤتمر هو إيجاد آليات تمويلية مستدامة والدخول مع الدول الى اتفاقيات مالية متعددة السنوات.
وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية الأردنية والسويدية عملت من دون كلل لأشهر طويلة حتى هذه اللحظة، مؤكدا أن الأردن بالتحديد تدرك أهمية الوكالة كعامل استقرار في المنطقة كون المملكة تستقبل أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين على مدى عقود طويلة.
"الوكالة تحتاج إلى مليار و٢٠٠ مليون دولار لتغطية العجز وأهمية مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في المؤتمر كونها أكبر متبرع للوكالة حتى عام٢٠١٨"
وعن اعتصام العاملين في أونروا قال مشعشع في حديث لـ "عمان نت"، إن "احتياجات اللاجئين كما احتياجات الموظفين لدى الأونروا وهي في صلب عمل الاونروا، المفوض العام في كلمة له يسلط الضوء على احتياجات الاونروا ويتفهم احتياجات الموظفين واللاجئين وقلقهم فيما يتعلق بانتظام رواتبهم ونتفهم حقهم في التظاهر وانهم قالو يريدوا ان يبعثوا رسالة إلى المجتمع الدولي ان لا تنسوا الوكالة ولا تنسوا حقوق اللاجئين والموظفين."
وأضاف "لكن نحن أيضاً قلقين من طرفنا كوكالة ان الاتحادات عاقدين العزم على الذهاب لاضراب مفتوح ان لا سمح الله تحقق ذلك فأنه سيضر بالجميع وسيضر بشكل اساسي على اللاجئين الذين ينتظرون هذه الخدمات، والوكالة ملتزمة بتوفير الرواتب وان شاء الله تكون مخرجات هذا المؤتمر تكون كافية لدفع رواتب هذا الشهر والشهر القادم."
وبحسب وزارة الخارجية فقد "بذل الأردن جهودا دولية حثيثة منذ العام 2018 لسد فجوة العجز المالي في ميزانية أونروا"، وقالت إن "الأردن تمكن وبالشراكة مع السويد، ومن خلال حشد الدعم الدولي، من تقليص العجز في السنوات السابقة من 446 مليون دولار إلى 100مليون دولار وحتى يومنا هذا".
وبلغ حجم التعهدات في مؤتمر روما 122 مليون دولار، كما وصل حجم التعهدات في العام 2020 إلى 130مليون دولار وفق ما أكدت الوزارة.