آمال بانتعاش قطاعات اقتصادية بعد فتح قطر أسواقها للمزيد من المنتج الأردني

الرابط المختصر

مع اقتراب بطولة كأس العالم في نهاية شهر تشرين الثاني المقبل في دولة قطر، تأمل قطاعات تجارية محلية عديدة بانتعاش اقتصادها، نتيجة ما ستحققه من مكاسب مالية تعود على هذه القطاعات بالفائدة، خاصة بعد أن أعلنت قطر توجهها بزيادة مستوردها من المنتجات الغذائية الأردنية والمزيد من الأيدي العاملة خلال فترة البطولة.

 

وبحسب تقارير اقتصادية محلية، تعتمد قطر بشكل كبير على المنتجات الغذائية الأردنية وخاصة الخضار والفاكهة في أوقات معينة من السنة، ومن المتوقع أن يرتفع حجم الطلب على قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي إلى معدلات غير مسبوقة في قطر.

 

وباشر الأردن بإرسال أول طائرة شحن كاملة من الخضار تصل 36 طنا يوم الأحد الماضي، والتي تأتي ضمن عقود الشركة الأردنية الفلسطينية.

 

ويؤكد رئيس جمعية الاتحاد التعاونية لمصدري المنتجات الزراعية الأردنية سليمان الحياري لـ "عمان نت"، بدء عملية تصدير كميات من الخضار إلى دولة قطر منذ الأسبوع الماضي، وبكميات تفوق معدلاتها ما كانت عليه سابقا.

 

بلغت قيمة الصادرات إلى دول الخليج كافة  ما يقارب 3 آلاف طن من الخضار يوميا، منها 6 برادات تصل إلى دولة قطر محملة بما يقارب 150 طن بكافة أصناف الخضار، حيث يستهلك السوق القطري نحو 100 طن من الخضار والفواكه في المرحلة الحالية يوميا، بحسب تقديرات الحياري.

 

ومن أبرز المنتجات والمواد الغذائية التي يتم تصديرها من الاردن الى قطر، الخضار والفاكهة وتشمل الكوسا، الخيار، الطماطم، القرنبيط، الباذنجان، الفلفل بأنواعه، الجزر، الفول الأخضر، الملفوف، البطيخ، الكرز، الخوخ، المشمش، والخضار الورقية التي تشمل البقدونس، السبانخ، النعناع، الكزبرة، الخس، ورق العنب، الملوخية، والجرجير.

 

ومن المنتجات الغذائية  تشمل، اللحوم، التمور بأنواعها، والأجبان والألبان الطازجة، واللحوم ومشتقاتها، والدواجن ومشتقاتها، والحبوب، والحلويات، والكعك بأنواعه، والأرز، والعصائر، والمكسرات، والزيوت والسمنة بأنواعهما، والمخللات، والأعشاب، والعسل، والتمور، والقهوة الأردنية، والبيض.

 

ويؤكد الحياري  أن السوق المحلي لن يشهد أي ارتفاع في الأسعار أو نقص في كميات الخضار والفواكه، نظرا لزيادة  حجم تصديرها إلى  قطر، مشيرا إلى أن الفائض المحلي من  مختلف أصناف الخضار والفواكه كبير، وان عملية التصدير ستساهم بعدم إتلاف أو تكديس الفائض منها.

 

ووصل التبادل التجاري بين البلدين في النصف الأول من العام الحالي نحو 65 مليون دينار، حيث بلغت قيمة  الصادرات إلى قطر حوالي 55 مليون دينار، فيما سجلت المستوردات حوالي 10 ملايين دينار، وبهذا يميل الميزان يصل إلى 45 مليون دينار، في النصف األول من العام الجاري ، التجاري لصالح المملكة ليحقق فائض بحسب الإحصاءات الرسمية.

 

وعلى صعيد التوظيف، أبرم الأردن العديد من الاتفاقيات بين الجانبين لتوفير فرص عمل للأيدي الأردنية، حيث تم إطلاق منصة متخصصة لدولة قطر وربطها مع منصة "سجل" في الأردن، بهدف استقطاب الخبرات الأردنية إلى سوق العمل القطرية.

 

ومنحت قطر 9100 وظيفة للأردنيين في سوق العمل القطري خلال عام 2018، تهدف إلى توفير 20 ألف فرصة عمل على مرحلتين.

 

الناطق باسم وزارة العمل جميل القاضي يشير إلى أن عدد المسجلين على المنصة يبلغ نحو 15 ألف مسجل، خلال الفترة الحالية من الراغبين في العمل في قطر.

 

ويوضح القاضي بأن قطر منحت ما يقارب 2500 وظيفة للعمل في السوق القطري خلال العام الحالي، بالاضافة إلى توقيع اتفاقية مع السفارة القطرية خلال شهر آذار الماضي لتشغيل 200 عامل أردني.

 

وتتضمن الوظائف التي حددتها قطر، في مجال التمريض أو صيانة المركبات أو في مجال الخدمات وغيرها من التخصصات والقطاعات الأخرى، وأن العمل جارٍ في الأردن على دراسة وتحليل المهارات المطلوبة والاحتياجات المستقبلية لدولة قطر لكي يتم تمكين وتأهيل الطاقات الأردنية لإمكانية إدماجها في سوق العمل القطري.

 

وعلى صعيد تشغيل الأيدي العاملة الأردنية خلال فترة كأس العالم يوضح القاضي "بأنه لا يوجد أي محددات لشواغر فرص عمل خلال فترة البطولة،  حيث يتم اختيار الباحثين عن العمل من قبل  الجهات القطرية بشكل مباشر وفق احتياجاتها للتوظيف، مشيرا إلى أن هناك عدد من الأردنيين الملتحقين بجهاز الأمن العام  حصلوا على فرص عمل خلال البطولة وذلك بالتنسيق مع الجهات القطرية ومديرية الامن العام والقوات المسلحة.

 

واقتصاديا، يصف الخبير موسى الساكت توجه قطر للسوق الأردني بالايجابي، وهو مؤشر يدل على ثقة الدول العربية بالمنتج المحلي.

 

ويشير الساكت إلى أن عملية التصدير تنعكس على الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز عجلة النمو بما يقارب الثلاثة أضعاف، الأمر الذي سيساهم بتشغيل الأيدي العاملة المحلية والحد من نسب البطالة المرتفعة والتي وصلت إلى ما يقارب 23%.

 

هذا وتشكل قطر داعما مهما للاقتصاد المحلي ، وتتجاوز الاستثمارات القطرية في الأردن 4.5 مليارات دولار، ففي عام 2018 أعلنت وزارة الخارجية القطرية دعم اقتصاد الأردن بحزمة استثمارات تستهدف البنية التحتية والسياحة، بلغت قيمتها 500 مليون دولار، وتوفير 10 آلاف وظيفة للشباب الأردني في قطر.