آمال الصباغ.. من إدارة مصنع الجبص إلى ميكانيك وصناعة الدراجات النارية

الرابط المختصر

على غير العادة، امرأة أردنية عملت بفحص حجر الجبص، وتعمل في صناعةالدراجات النارية وصيانتها حتى باتت أمهر من يعملون في ميكانيك هذه المركبات في الأردن. 

 

بدأت آمال الصباغ عملها في الصناعة عام 2000 حين باشرته كمحاسبة وإدارية في أحد مصانع (الجبس) إلى أن حوّلها فضولها بعد ذلك إلى الأمور الفنية المتعلقة بحجر الجبس، كفحص العينات وتعليم العاملين الجدد كيفية التعامل مع الحجر لاستكمال عملية إنتاج الجبس المحليّ.

 

عام 2012، وبعد تعرض صناعة الجبس المحلية لأزمة اقتصادية جراء ارتفاع أسعار مفاجئ على مكونات الإنتاج، قرر نزيه طعيمة صاحب المصنع إغلاقه وفتح مصنع آخر لجمع وتركيب الدراجات النارية،  مع الحفاظ على  تواجد (آمال) السيدة التي ظهرت مهارتها في  في الإدارة والتنسيق.

 

وما لبثت آمال حتى  بدأت بالتنسيق الإداريّ ومهامه، وخلال عملها هذا،  وأثناء جمع قطع الدراجات النارية أمامها ؛ ثار فضولها، الأمر الذي قادها إلى التعلم الذاتي وبدء تركيب قطع الدراجات بيدها حتى وصلت إلى تركيب وصناعة الدراجة من أول قطعة إلى حين استخدامها من قبل الزبون. 

 

تقول آمال "في اشي بجذبني للموضوع، ما بقدر أمنع نفسي من تجربة فك دراجة وجمعها"، فهي اليوم تفرق بين أنواع المحركات ومكوناتها، بعد أن شعرت بمتعة ذلك " ما بقدر إلأ ّا أمد إيدي وأجمع الدراجة وأفكها"، ما جعلها تجمع لوحدها وبيديها 8 دراجات في الأسبوع الواحد دون الاعتماد على أية آلات.

 

يعرف نزيه طعيمة فضول عاملته آمال التي وصل الحال فيها إلى توجيه العمّال لكيفية تكسير الحجر في المصنع السابق، الّا أنّه لم يتوقع يوماً أنها ستعمل بتركيب الدراجات وصيانتها، "عملت الي ما حدا بقدر يعمله"، بهذه الكلمات يصف طعيمة قوة آمالالتي تسعى إلى اليوم للتعلم أكثر في هذا المجال.

 

هذه القوة دفعت طعيمة لإعطاء آمال كافة الصلاحيات في المصنع حتى صارت المرجع الأول في إدارة عملية إنتاج الدراجات النارية في المصنع، ما قاد إحدى الشركات العالمية الكبرى أن تعتمد المنصع فرعاً لها في الأردن لكونه يعمل بمواصفات ومقاييس على مستوى عالميّ.

لم يكن الموقف طبيعياً على ذوي آمال فقد اتسمت الغرابة على وجوههم، الّا أنهم لم يتوانوا عن تشجيعها أكثر على التقدم في هذا المجال بعد أن أظهرت شغفها ورغبتها في مواصلة طريقها لصناعة الدراجات النارية.

تحولت الغرابة بعد سنوات من العمل إلى فخر محيطها بها وإيمانهم بأنها قادرة على فعل المستحيل، حتى  أنّ  ابنها العشريني (محمد) عمل تحت إدارتها فترة من الزمن، قبل أن يتجه إلى تعلم الكهرباء والتكييف والتبريد بعد أن ألهمته والدته بضرورة التعليم التقنيّ والمهنيّ.

 

أما عن التعجب الذي يعلو وجوه الزبائن، فما أن يتعاملوا معها حتى يغيب ويصير الحديث المتبادل عن صيانة الدراجة أو شرائها عادياً طبيعياً، ما جعل الزبائن لا يمانعون التعامل مع امرأة، تقوم بإصلاح دراجاتهم. 

 

"الجميل في الموضوع إنّا بنختار احنا الزباين ، إذا ما احترمني الزبون أو لم يحترم المكان سهل نرفض أن نبيعه" تتحدث أمل عن إكمالها العمل دون أي ممانعة شخصية منها، لكونه يقوم على حسن التعامل والاحترام بين كافة الأطراف.

 

تجمع في الأسبوع الواحد 8 دراجات يختم عليها "صناعة أردنية"، وربما ستقوم بتجميع دراجات أكثر خلال السنوات المقبلة حيث لا مانع لديها من التعمق في هذا العمل "طالما يدي قادرة سأظل أشتغل بكل شي".