استغلت الأحزاب "الإسرائيلية" في غالبيتها القدس كدعاية انتخابية ناجحة، لتكسب أصوات "الإسرائيليين"، الذين ينظرون إلى القدس كعاصمة أبدية، مستمدين هذه القناعات من آراء دينية وعقائدية لن تتغير، سواء كانت الحكومة المقبلة يمينية أو يسارية، أو خليطا بين الاثنين.
هُنا القدس تحدثت مع مواطنين وناشطين مقدسيين، حول إن كان سيطرأ تغيراً في انتهاكات الاحتلال المستمرة، وتردي الوضع الاقتصادي، والضرائب، وقرارات هدم المنازل، واقتحامات المستوطنين المتكررة لساحات الأقصى، بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
زيادة الخناق
الناشط السياسي مازن أبو قلبين، يرى أن الاحتلال "الإسرائيلي" سيزيد من خناقه على المقدسيين، "فنتائج الانتخابات تؤكد أن المجتمع "الإسرائيلي" يتجه إلى التطرف والعنصرية بشكل أكبر وأوضح، فاليمين واليسار "الإسرائيليين" تتلاقى أهدافهم فيما يتعلق بالقدس، لكن الأسلوب والطريقة التي يتبعها كل منهم، هي من توهم الآخرين بأنه قد يتغير شيء".
وأضاف أن انتهاكات الاحتلال مستمرة، واليوم الإثنين هدم الاحتلال منزلا في سلوان، وأخطر الناشط المقدسي فخري أبو دياب بهدم منزله بحجج واهية، فلا أمل بأن يتغير شيء بعد الانتخابات والحكومة المقبلة، "الاعتقالات مستمرة، والوضع يزداد سوءا.
وأوضح أبو قلبين، "نتنياهو سعى إلى تبكير موعد الانتخابات "الإسرائيلية" للحصول على نسبة أكبر في الكنيست، وتشكيل حكومة يمينية تنفذ مخططاته في القدس، فإذا كانت الحكومة قبل الانتخابات بضعفها أجرت كل هذه الانتهاكات، فماذا ينتظر المقدسيين بعد الحكومة الجديدة".
وبين أبو قلبين أنه مستاء جدا من نتائج الانتخابات "الإسرائيلية"، وخاصة في ظل إهمال الجهات المعنية في الدفاع عن القدس وتعزيز صمود مواطنيها، وخص بالذكر مؤسسات السلطة الفلسطينية.
صمود المواطن المقدسي
أما المواطن المقدسي إيهاب صغيّر، فاستهجن كل التوقعات التي تتأمل بتغيرات إلى الأفضل بعد الانتخابات والحكومة الجديد، وقال، "كل الحكومات ستكون متشابهة، أقرب إلى الفكر العنصري، وكأنها تتبادل ادوار فقط، فلا يختلف اليمين عن اليسار".
وأشار صغيّر إلى أن الوضع الاقتصادي للمقدسين يزداد سوءا، والضرائب تزداد قيمتها وأنواعها، كزيادة ضريبة التلفزيون، والتأمين "الإسرائيلي" الذي كان يغطي جزءا من مستحقات المقدسيين يتضاءل.
وأكد صغيّر أن المقدسيين صامدون وصابرون، "نكافح عن طريق المقاومة السلمية والشعبية، فنحن بسجن كبير لا نستطيع عمل أكثر من ذلك، وأطالب السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية والقانونية، الإلتفات إلى القدس ومعاناة أهلها، ودعمهم، والعمل قانونيا لمنحهم تراخيص بناء وسكن".
المواطن المقدسي نعمان مصطفى عبيد، يرى أنه لا جديد فيما يتعلق بسياسيات الاحتلال في القدس، فأهداف "الإسرائيليين" مهما تغيرت تحزباتهم واحدة.
وتحدث عن نفسه أنه يعاني كثيرا من مضايقات الاحتلال في عمله في الحفريات، حيث يحظر عليه الاحتلال الحفر في بعض المناطق، وصادر بعض الآليات كجرافات وغيرها، ومنع بناء أسوار ومباني بحجة عدم الترخيص.
مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي من جهته، توقع أيضا الأسوأ للقدس والمقدسات، وخاصة الاستمرار في سياسة الاستيطانية وهدم المنازل، وقال، "اليوم هدم منزل في سلوان، وهناك تهديد بهدم الحي بأكمله، وشق طرق في أراضي الفلسطينيين، ومخطط (E1) الذي سيدخل حيز التنفيذ في عهد الحكومة الجديدة، التي يسيطر عليها اليمين بقيادة "بنيامين نتنياهو"، مؤكدا أن "إسرائيل" تنظر إلى القدس من ناحية سياسية ومن ناحية عقائدية، وتلفق الروايات الدينية لاعتبارها العاصمة الأبدية لـ"إسرائيل".
وأضاف الرويضي أن القيادة الفلسطينية تعمل بشكل مكثف لجعل القدس حاضرة سياسيا، وظهر ذلك من خلال خطابات أبو مازن في المحافل الدولية والأمم المتحدة، والتأكيد على أهمية القدس ومكانتها لدى الفلسطينيين على لسان أغلب القادة الفلسطينيين، كما ويتم العمل على المستوى القانوني داخليا، كدعم المقدسيين بالطواقم القانونية للدفاع عن حقوقهم، والتحضير لمحاكمات دولية للاحتلال على جرائمه في القدس، وكذلك التحرك الشعبي بالتنسيق مع اللجان الشعبية للوقوف أمام مخططات الاحتلال، وكذلك التنسيق مع المنظمات الدولية.
ورأى الرويضي أن الحكومة الفلسطينية يظهر من جانبها تقصير واضح تجاه القدس، وخاصة فيما يتعلق بالميزانيات.
المصدر: شبكة هُنا القدس للإعلام المجتمعي