آراء خبراء ومحللين في المطلوب فلسطينيا بعد قمة العقبة

الرابط المختصر

 عبر العديد من المتابعين للشأن الفلسطيني عن رأيهم بالأوضاع الحالية والمطلوب سياسيا ووطنيا لدعم وحماية الشعب الفلسطيني. فيما يلي أقوالهم: 

 

أنيس سويدان- مدير العلاقات العامة في منظمة التحرير الفلسطينية

"التصعيد منذ بداية العام ينذر فعليا باندلاع انتفاضة جديدة خصوصا أن جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه تزداد بوتيرة عالية وهذا يدفع الشباب الفلسطيني للدفاع عن شعبه وقضيته... العمليات أصبحت شبه يومية وهناك ٩٠ شهيدا منذ بداية العام ولا يمكن وقف ذلك من خلال تفاهمات أمنية فدون تحركا وحلا سياسيا على أساس حل الدولتين فكل ما يحدث مجرد إبر تخدير مؤقت ولا أتوقع أن تغير في الوضع الراهن".

جمال الدجاني- مدير المكتب الاعلامي لرئيس وزراء فلسطين السابق

المطلوب حاليا حول حماية دولية للشعب الفلسطيني من المستوطنين الاستعمارين المدعومين من جيش الاحتلال. للأسف السلطة لمن تنجح في حماية شعبها والحل الوحيد المتبقي هو ضرورة إرسال قوات تابعة للأمم المتحدة أو أي طرف ثالث لتوفير الحماية. النقاشات في العقبة تهدف إلى توفير أمن إسرائيل والمستوطنين وليس الشعب الفلسطيني.

هاني المصري- المدير التنفيذي لمؤسسة مسارات- رام الله

المطلوب وقف التوسع الاستيطاني كليا وفي كل مكان ووقف سياسة وإجراءات تغيير مكانة الأقصى وتهويد القدس وهدم المنازل والاغتيالات والاعتقالات وإلغاء الاعتقال الإداري والضم الزاحف لمناطق ج والحصار على قطاع غزة وإلغاء الإجراءات ضد الأسرى وسحب القوانين العنصرية خصوصا التي أقرت مؤخرا، واعتبار الضفة والقطاع أرضا محتلة والاعتراف بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة كمرجعية ملزمة للمفاوضات وعقد مؤتمر دولي مستمر كامل الصلاحيات هدفه تطبيق القرارات الدولية وليس التفاوض عليها.

طبعا وكل هذا مرفوض من إسرائيل ومستحيل أن توافق عليه أو على قسم منه، لذا المواجهة مستمرة ومفروضة في ظل حكومة كاهانإة تسعى لحسم الصراع وبرنامجها برنامج الضم والتهويد والتهجير وفرضه بالقوة والعدوان العسكري.

الرد الفلسطيني مفترض أن يكون وحدة (ميدانية إلى أن تصبح سياسية ومؤسسية) وصمود ومقاومة شكلها الرئيسي مقاومة شعبية دون استبعاد المقاومة المسلحة بشكل كلي ولكن لا يجب أن تكون الشكل الرئيسي وصولا إلى انتفاضة شاملة من أجل إنجاز الحرية والاستقلال.



 

البروفيسور جوني منصور- حيفا

ما جرى في حوارة قرب نابلس ليس حدث منفرد أو منفصل عما ترشح به هذه الحقبة الزمنية من أحداث وتطورات. ففي ظل سير حكومة اليمين الفاشية في إلى نحو انقلاب في الحكم والتغول أو إدارة إسرائيل، فإن جحافل وقطعان المستوطنين تتمتع بغطاء سياسي وأمني من أحزاب اليمين العنصرية وعلى رأسهم سموطريتش وبن غفير. وهذا يعني أن هناك تكرارا لمثل ما قامت به هذه الميليشيات تحت غطاء قوات الاحتلال الإسرائيلي وبمعرفة مسبقة من طرف المخابرات ووزراء ومسؤولين في الحكومة. ما حصل هو أشبه ب "ليل البلور" في ألمانيا في 1938. وهذا ما يجب أن يضيء الأحمر في وجه القيادات الفلسطينية الحالية والعربية لفهم أن إسرائيل ماضية في بطشها على الفلسطينيين، وسط بطشها السياسي على الحكومات العربية المطبعة معها. من جهة أخرى، فإن القيادة الفلسطينية الممثلة بالسلطة لم تعد ابتداء من الأمس حتى ورقة تين. إذ إن اجتماع العقبة لم ينجم عنه سوى محاولات استغلال السلطة مرة تلو الأخرى بغطاء عربي هذه المرة لكبح أي تحرك شعبي خلال رمضان المبارك، وفي حقيقة الأمر، هم إسرائيل ليس رمضان بقدر تمرير عطلة الفصح العبري ليهنأ الإسرائيليون بعيدهم وليكن الجحيم على العرب والفلسطينيين.

الحكومة الإسرائيلية معطلة بفعل التجاذبات القوية بموضوع الإصلاح القضائي الذي يلقى معارضة ليس من داخل البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي إنما من قواعد شعبية وإقليمية ودولية. ويعمل نتنياهو على تصدير أزمته إلى الشارع الإسرائيلي بأن المعارضة تعمل على تسهيل العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين بمن فيهم المعارضون للإصلاح. نتنياهو يعول على العمليات الفلسطينية بأن تنشر الفزع في صفوف الإسرائيليين ليوقفوا مظاهرات تل أبيب واحتجاجات القدس قبالة بيت رئيس الحكومة هناك.

نحن أمام حدثين كبيرين يهزان إسرائيل: الأول قوة المعارضة، ويبدو أن هناك أطرافا خارجية تدعمها. والثاني الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي انطلقت ولن تقوى حكومة نتنياهو على إيقافها على الرغم من  الدم الفلسطيني الذي ينزف يوميا.

الفلسطينيون ماضون في انتفاضتهم، والإسرائيليين ماضون في تعولهم والصدام الكبير قادم قريبا جدا.

 

 رفعت عودة قسيس عضو مجلس بلدية بيت ساحور

أعتقد أن الأمور تتجه للتصعيد العسكري من الجانب الإسرائيلي وأيضا من الجانب الفلسطيني (المعارض وبعض اتجاهات فتح)، وأعتقد أن الطرفين لهما مصلحة في التصعيد... السلطة في وضع صعب في حال عملت على التهدئة أو صعدت... المطلوب فلسطينيا شد الصفوف جماهيريا وإطلاق حراك جماهيري والحرص على عدم الاختلاف داخليا لا بين الفصائل ولا مع السلطة... الفرصة مناسبة لتوحيد الجبهات وأيضا مع الداخل الفلسطيني.

 

محمد زحايكة- نشيط مقدسي

الرأي هنا في منطقة السواحرة في القدس إنه لا بديل عن هبة جماهيرية أو انتفاضة عارمة وعصيان مدني يشاكل الانتفاضة الأولى لشكل ما ويزج في أتونها أوسع شرائح من الجماهير على أمل تحييد آلة الحرب الإسرائيلية قدر الإمكان ومحاولة استنزافها والضغط من أجل زيادة الشرخ والانقسام في المشهد الداخلي الإسرائيلي واستثمار اقتراب شهر رمضان الذي بات يشكل رافعة زخم المقاومة الشعبية لفرملة اندفاعة اليمين العنصري المتطرف غير المستعد لأي شكل من الحلول السلمية وهزيمته وبغير هذه الآلية يبقى ظهر الشعب الفلسطيني مكشوفا ويمكن أن يؤدي العجز والإحباط وعدم النفير إلى نتائج كارثية.

 

المصيبة والطامة الكبرى أن الهبة الحالية مسلحة وهذا يصعب أن يشارك فيه الجمهور الواسع. الحل يكون بدخول عوامل إقليمية مساندة بشكل حقيقي... ساعتها يمكن تحقيق ردع ما.

 

إذ، التحدي الماثل أمامنا هو في استثمار هذين الشهرين الحاسمين، فإما ربيع القدس يعلو ويظهر وأما -لا سمح الله-   ندخل في متاهة جديدة لا نعرف مدياتها... فهل الشعب الفلسطيني جاهز لهذا التحدي الصعب، الأيام والأسابيع القادمة قد تحمل في طياتها الجواب.