«حملت» مواد في الجامعة فقتلها أبوها
لوجه التجربة فقط ، بدأت البحث عن جرائم (الشرف،) في الأخبار على شبكة الانترنت ، وضعت عبارة "أب يقتل ابنته" على غوغل الأخبار ، فانسابت أمامي عشرات القصص المأساوية ، ليس في الأردن فحسب ، بل في جميع أنحاء العالم الإسلامي تحديدا ، ثم وضعت عبارة "جريمة شرف" فجرى فيضان من الأخبار والدراسات والإحصائيات ، واستوقفتني قصة تختصر كل الحكاية،.
القصة وقعت في احدى الدول العربية ، بطلتها فتاة في السنة الثالثة في الجامعة ، في أحد الايام وعند اقتراب الامتحانات هاتفت صديقتها ، حدثتها عن الامتحانات وخوفها منها ، وقالت في ثنايا الكلام أنها "حملت" السنة الماضية ، وقالت (الله يستر أنا حملت السنة الماضية وشكلي أبي أحمل السنة هذي) وكان الأب في هذه الاثناء يستمع الى المكالمة وهو من كبار السن الذين لا يفهمون في التعليم شيئا ، فما كان منه إلا أن أخذ السلاح وهجم على المسكينة ، وهي تصرخ: أبي أرجوك لا تقتلني أبي دعني أشرح لك الموضوع ، إلا أنه قال لها وهو في حالة انفعال شديد: (ما بعد اللي سمعته يبي له شرح ، أنتي حامل السنه الماضية وتبين بعد تحملين السنة هذي؟) وفي ذروة غضبته هذه ، أطلق الأب النار على ابنته ، لأنها "حملت" مواد دراسية ، وهو يعتقد أنها حملت سفاحا ، تقول بقية القصة - والعهدة على من نشرها - أن الوالد بعد أن عرف معنى كلمة "الحمل" هنا ، لم يحتمل الموقف فأطلق النار على نفسه ومات،.
حسب احصائيات الطب الشرعي في الأردن ، فإن ثمانين من ضحايا جرائم (الشرف،) يمتن عذراوات ، كهذه الفتاة ، وهن يؤخذن بالظنة ، (راح ضحية هذا النوع من الجرائم في الأردن 17 امرأة العام الماضي،) والسبب ليس الغيرة على الشرف ، فقط ، بل هي المادة 340 من قانون العقوبات ، التي رفض مجلس النواب تعديلها مرتين ، وهي تفرض عقوبة مخففة على مرتكبي جرائم (الشرف،) خوفا من "شيوع الفاحشة" ، للعلم هذه المادة موجودة بصور مختلفة في معظم تشريعات الدول الإسلامية،،.
ألم يحن الوقت لمعاملة هذا النوع من الجرائم ، كما تُعامل جرائم القتل العمد ، فتكون عقوبتها الإعدام حتى الموت ، لمن يقتل ابنته أو أخته ، لمجرد الشك في سلوكها؟.











































