«إذاعات الانترنت» نافذة للحرية
فرض وجود الانترنت وانتشاره بشكل كبير بين الناس الكثير من المفاهيم والمصطلحات والقضايا الجديدة والتي لم تكن موجودة من قبل وبالتالي اصبح التعامل معها يتطلب جهودا جديدة ومهارة خاصة.
وكسائر القطاعات تأثر القطاع الإعلامي بكافة أطيافه وأشكاله سواء كان الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي بثورة الانترنت حيث شهدت قطاعاته طفرات وقفزات عملاقة معززة بسرعة تدفق المعلومات من خلال الانترنت وهو ما أدى إلى ظهور وسائل إعلامية جديدة.
وظهرت اخيرا إذاعات جديدة إنما ليست على موجات الراديو بل إنها إذاعات تبث صوتها عبر الانترنت وأصبح بإمكان متصفح الانترنت أن يريح نفسه من عناء القراءة أو استخدام الراديو ليستمع إلى إذاعته المفضلة بينما هو يمارس عمله أو أي شيء آخر على الانترنت.
وبينما بدأ مفهوم الحرية الإعلامية يتعزز مع ظهور المواقع الالكترونية والمدونات جاءت إذاعات الانترنت لتضاعف من مسؤولية أصحاب مثل هذه الإذاعات بان تكون وسيلة إعلامية حضارية ومسؤولة.
إلا أن مثل هذه الإذاعات وجدت معارضة من البعض الذين يتخوفون من مضامينها والرسائل التي تبثها بالإضافة لتركها بدون أي رقابة ويقولون انها ستكون قناة للانفلات الإعلامي ولن يكون من السهل السيطرة عليها خاصة مع ضعف الرقابة على كافة المواد المبثوثة عن طريق الانترنت.
واعتبروا أن مثل هذه الإذاعات ستكون وسيلة لإيصال آراء معينة لا تتفق مع الرأي العام وأهداف آنية تختلف عن الإذاعات الموجهة عبر موجات الأثير.
بينما يدافع الإعلاميون والصحفيون وكثير من الشباب عن مثل هذه الإذاعات ويعتبرون أنه إضافة جديدة إلى عالم الصحافة والإعلام وأن الكلمة في المستقبل ستكون لها مع ازدياد الاعتماد على استخدام الانترنت.
وطالبوا باحتواء مثل هذه الإذاعات والتعامل معها باعتبارها أمرا واقعا وبالتالي التعاطي معها من هذا المنطلق عوضا عن محاربتها أو مهاجمتها حتى قبل أن تبدأ ببث رسالتها الإعلامية مطالبين في الوقت ذاته بعدم الحكم على مثل هذه الإذاعات إلا بعد أن تبدأ عملها بشكل كلي.
وما يشجع ظهور وانتشار إذاعات الانترنت بالإضافة لبساطة طريقة بثها أن إنشائها شبه مجاني ولا يتطلب سوى دفع مبالغ رمزية وأنها لا تحتاج لتقنيات عالية للتعامل معها كما أن إنشاء بعضها لا يتطلب (5) دقائق وإمكانية عمل حوارات إذاعيه بطريقة مبسطة جدا.
ويرى كثيرون أن إذاعات الانترنت ستكون الإذاعات الأولى خلال السنوات المقبلة بسبب ازدياد الاعتماد على الانترنت ليس فقط كوسيلة اتصال إنما كنمط حياة.
وانتصرت الإذاعات التي تبث عبر الانترنت للإذاعات وأعادت لها الهيبة والمستمعين بعد أن فقدت الأخيرة جزءا كبيرا من مستمعيها وشهدت ضعفا في الإقبال في الفترة الأخيرة بعد انتشار الانترنت والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية، كما أنها ساهمت في إعادة رسم الخارطة الإعلامية.
وانتشرت إذاعات على الانترنت في الوطن العربي ولاقت رواجا كبيرا بين المستمعين وأصبحت تمتلك الكثير من المراسلين في أماكن مختلفة .
يقول رامي حداد أحد الشباب المهووسين بالانترنت :لم أعد أشاهد التلفاز منذ فترة كما لم أعد أقرأ الصحف أو أستمع إلى الراديو إلا عن طريق الانترنت بعد انتشار الإذاعات عبر الشبكة العنكبوتيه والتي يكون الاستماع لها أسهل ومضمونها يتناسب بشكل أكبر مع اهتماماتي.
وأشار الى أن إذاعات الانترنت تختلف عن الإذاعات التي تبث عبر الراديو من ناحية المضمون مشيرا إلى أن إذاعات الانترنت شبابية أكثر وأنها نوع خاص من الميديا الإذاعية.
ومن جهته قال أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك الدكتور محمد القضاه ان العالم لم يعد قرية بل أصبح بيتا كبيرا يضم كل الأطياف وبالتالي وجود مثل هذه الإذاعات أصبح جزءا من الواقع.
وبين أن تجربة إذاعات الانترنت حديثة نسبيا في الأردن ولا نستطيع الحكم عليها إلا أن الإذاعات كانت دائما المحرك الأول والرئيسي للدول في العالم وفي أوقات السلم والحرب.
وأشار الى أن غياب الرقابة على إذاعات الانترنت لا يعني تركها تبث ما يحلو لها بل يجب أن يكون هناك ميثاق شرف يحكم عملها من اجل إيجاد محددات وضوابط مبينا أن الحكم في النهاية سيكون للمستمعين وأن الإذاعات الناجحة ستستمر في العمل بينما سيكون الفشل حليف الإذاعات التي لم ترتق بمستوى برامجها ليلامس المستمعين.
وأكد أنه وعلى الرغم من انعدام جهة ترخص فيه هذه الإذاعات إلا أنه من الأفضل أن تتجه هذه الإذاعات إلى جهة معينة لتعلن عن نفسها كأن يكون لها هيئة معينة تعنى بشؤونها أو مثل نقابة الصحافيين مثلا من أجل ضمان حقوق الجميع وعلى رأسهم هذه الإذاعات أيضا.
بينما قال مدير تحرير إذاعة عمان نت محمد عرسان، التي تصدر على موجة إف إم بعد أن بدأت البث عبر الانترنت منذ بداية عام 2003 وهي من أولى إذاعات الانترنت في الوطن العربي ، أن إذاعات الانترنت مثل أي وسيلة أخرى مضمونها يجعلها مميزة وهادفة أو غير ذلك.
ويقول عرسان أن وجود إذاعات الانترنت مثل وجود مواقع الانترنت أصبح أمرا واقعا بل وايجابيا يثري التجربة الصحفية إلا أنه يتوجب على الإذاعة ذاتها أن تعمل بناء على ميثاق شرف وأن تتحلى بالمسؤولية كي لا تخرج عن الأهداف السامية للإعلام.
وبين أن نظرة البعض للإنترنت هي نظرة غير جادة وهو ما انعكس على بعض إذاعات الانترنت التي أصبحت لا تبث سوى ألاغاني وهو ما أفرغها من مضمونها











































