زين غنما تُلهم أعضاء الروتاري برؤى ثاقبة حول القيادة والتواصل
في جلسة مشتركة استضافها ناديا روتاري عمّان كوزموبوليتان وعمّان ويست في فندق فور سيزونز، أسرت خبيرة التواصل والخطابة زين غنما الحضور بمحاضرة قيّمة حول الحضور القيادي والتواصل الفعال. وقد جمع هذا الحدث، الذي عُقد في 17 ديسمبر، أعضاء الناديين وقادة الأعمال وشخصيات المجتمع المتحمسين للاستفادة من خبرة غنمة الواسعة.
تُقدم غنما كمدربة متمرسة ذات سجل حافل بالإنجازات، حيث يمتد عملها في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك التعاون مع شخصيات بارزة من بينهم أفراد من العائلات الحاكمة العربية، ورؤساء وزراء، ودبلوماسيون أردنيون وأوروبيون، وعملاء من الشركات في جميع أنحاء العالم العربي، بالإضافة إلى مؤسسات في لبنان والأردن.
وتشمل مؤهلاتها الأكاديمية دراسات في جامعة اليرموك، ودرجة الماجستير من الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في واشنطن العاصمة، ودبلوم في التربية، وشهادة في التمثيل.
أمام جمهور غفير، شاركت غانما رحلتها الشخصية في عالم الخطابة، مستذكرةً كيف واجهت صعوبةً في البداية في تقديم العروض التقديمية في الصف الدراسي خلال سنتها الأولى في جامعة اليرموك. وتذكرت قائلةً: "نسيت كل شيء في تقريري، ولم أتحدث في الصف". قادتها تجاربها المبكرة من التردد والتجنب في نهاية المطاف إلى استكشاف التمثيل، حيث اكتشفت صوتها وشغفها بالتعبير. وقد أرست هذه التحولات الأساس لمسيرتها المهنية في تدريب الآخرين على مهارات التواصل والقيادة.
أكدت غانما أن القيادة لا تقتصر على الألقاب أو المناصب. وقالت: "كلنا قادة، سواء في المنزل، أو مع الأصدقاء، أو في مجال العمل. القيادة هي التواصل والإلهام وخلق حضور قوي". واستنادًا إلى تدريبها مع مدربة الصوت باتسي رودنبرغ في إنجلترا، قدمت غانما إطارًا لتعزيز الحضور القيادي من خلال ما أسمته دوائر الطاقة الثلاث.
تمثل الدائرة الأولى الطاقة الداخلية، وهي حالة خاصة يستقبل فيها المرء المعلومات دون التفاعل النشط مع الآخرين. وأوضحت غانما أن هذا ضروري في بيئات عمل معينة أو في لحظات التأمل. الدائرة الثانية هي التواصل المباشر.
أما الدائرة الثالثة، على النقيض، فتتمثل في العطاء دون الأخذ، كالتحدث من على المنصة أو إصدار التوجيهات دون تفاعل حقيقي. جادلت غانما بأن القيادة الأكثر فعالية تكمن في الدائرة الثانية، حيث يكون الأفراد حاضرين ذهنياً وجسدياً وعاطفياً، منخرطين في حوار تفاعلي مع الآخرين.
وأشارت قائلة: "الحضور الحقيقي أشبه بالرقص، فهو ينطبق على كل تفاعل، بدءاً من مخاطبة فريق العمل وصولاً إلى أبسط الأمور كالمشاركة في تناول الطعام". ومن خلال القصص والأمثلة العملية، أوضحت غانما كيف يمكن للقادة تنمية التواصل والتعاطف والاستجابة في تفاعلاتهم اليومية.
وكان من أهم ركائز محاضرة غانما أهمية الإنصات الفعال. واستشهدت بالممثل والمخرج السينمائي آلان ألدا، واصفةً الإنصات بأنه القدرة على التأثر بالآخرين. وقالت غانما: "عندما تسمح لنفسك بالانفتاح والمرونة، يصبح الإنصات مُغيّراً للحياة". وأكدت أن هذه الممارسة تتطلب الوعي الذاتي والتعاطف، مما يمكّن القادة من فهم وجهات نظر تتجاوز وجهات نظرهم الشخصية.
أوضحت غانما أن التعبير عن الذات لا يقل أهمية. ينبغي على القادة أن يسعوا إلى المشاركة بدلاً من إبهار الآخرين، وأن يوازنوا بين الانفتاح والأصالة. وأشارت إلى أن الحالة المزاجية والمواقف، لا سيما في بيئات العمل أو الأسرة، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على من حولنا. وشجعت الحضور على إدارة التوتر والتنفيس عنه بشكل خاص، بدلاً من السماح للمشاعر السلبية بتقويض العلاقات مع الزملاء أو أفراد الأسرة.
واختتمت غانما حديثها بالتأكيد على أن القيادة والتواصل مهارتان يمكن تعلمهما وصقلهما في أي مرحلة من مراحل الحياة. واستناداً إلى خبرتها في العمل مع عملاء من مختلف الأعمار، من الأطفال الصغار إلى كبار السن، أوضحت الحاجة العالمية إلى هاتين المهارتين. وقالت: "بإمكان الجميع تعلم التعبير عن أنفسهم، والتواصل مع الآخرين، والقيادة بحضور قوي".
واختُتمت الجلسة بفقرة تفاعلية، أتاحت للحضور فرصة التفاعل مع تقنيات غانما واكتساب خبرة عملية في تنمية الحضور والتعاطف ومهارات التواصل. وقد عزز هذا الحدث التزام نوادي الروتاري بتعزيز التطوير المهني والقيادة داخل المجتمع.
... غادر أعضاء نادي الروتاري وضيوفهم فندق فور سيزونز وهم يشعرون بالإلهام، ومجهزون بأدوات عملية لتعزيز التفاعلات الشخصية والمهنية، ومتذكرون أن القيادة تتعلق بالاستماع والتواصل بقدر ما تتعلق بالتوجيه والإرشاد.















































