في ضواحي القدس...أكوام القمامة و النفايات تخنق الأهالي

رام الله - عزيزة نوفل - مضمون جديد

ما ان يصل الزائر إلى منطقة محيط حاجز قلنديا، حتى يصدمه مشاهد أكوام القمامة و النفايات التي تتكدس في الساحة الرئيسية وبين الأبنية ، جبال من القمامة في محيط سكني ضيق للغاية، وكأنه "مكب مصغر للنفايات"

يتكرر المنظر ذاته في باتجاه رام الله في مناطق كفر عقب، وحي زغير، وسمير اميس، وحي المطار، و جميعها تجمعات سكانية مقدسية عزلت بالجدار العازل الذي بنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي حول مدينة القدس المحتلة، وفصلت عن فضاءها المقدسي.

ورغم أن كل سكان هذه المناطق يحملون البطاقة المقدسية "الهوية الزرقاء" إلا أن بلدية الاحتلال لا تقدم لهم إيه من الخدمات التي من المفترض ان تقدم لسكانها و بالتحديد فيما يتعلق بقضية الخدمات العامة و النفايات.

و بالمقابل، لا تقدم السلطة الوطنية لهذه المناطقإيه من هذه الخدمات، حيث تعتبر وزارة الحكم المحلي، و التي تشرف على البلديات و المجالس القروية و البلدية أن هذه الخدمات هي من اختصاص بلدية القدس.

60 الف مقدسي في "مكب للنفايات"
يقول رئيس لجنة منطقة شمال القدس منير الزغير ان 60 ألف من حملة الهوية الزرقاء " المقدسية" يعيشون في المنطقة، ولا يقدم لهم أيه من الخدمات التي يفترض على البلديات تقديمها و خاصة فيما يتعلق بخدمات النظافة العامة.

و أشار الزغير في حديث لمضون جديد، أن بلدية الاحتلال في مدينة القدس تدعي أنها منطقة عسكرية و لا تستطيع دخلوها و تقوم بتقديم الخدمات من خلال متعهدين فلسطينيين، لا يفي ما يقدمونه بمتطلبات عدد السكان المتزايد.

و قال الزغير:" الاتفاق مع المتعهدين لإزالة 15-17 ألف طن من النفايات يوميا، و هو ما يسد حاجة 12 الف كانوا تعداد السكان قبل خمس سنوات، ولكن مع تضاعف عدد السكان إلى 60 الف، باتت المنطقة تنتج 40-60 طن من النفايات يوميا.

إلى جانب تضاعف النفايات، فإن المشكلة الأخرى عدم وجود حاويات تتسع لكمية النفايات، مما يتسبب بانتشار النفايات في الشوارع و الطرقات بشكل كبير.

يقول الزغير:" يقوم المتعهد بإزالة 16 الف طن يوميا و الباقي يبقى في الحاويات و على أطرافها فيوم السكان بإحراقها مما تتسبب بأثار بيئية جسيمة على المنطقة و السكان و خاصة في ظل الاكتظاظ الكبير في الأبنية.

و أكد الزغير على توثيق عدد من الحالات المرضية جراء حرق النفايات و الدخان الناتج عنها مثل الأمراض الجلدية و التنفسو أمراض الكبد و السرطان.

أمراض تنفسية و سرطانات
يؤكد المختص في قضايا الصحة و البيئة الدكتور رمزي صرصور على تأثير وخطورة تكدس النفايات و حرقها وسط الاكتظاظ الشديد بالأبنية و السكان في المنطقة.

ويشرح صرصور لمضمون جديد بأن النفايات المنزلية تتكون بالعادة من مأكولات أو مخلفات صناعية "مثل البلاستيك و المبيدات و المنظفات" و التي يكون حرقها غاية في الخطورة.

و مصدر الخطورة هنا، هو عملية الحرق التي تتم على درجة حرارة ليست عالية، مما ينتج مواد عضوية و تشكيلة كبيرة و خطيرة من الغازات السامة مثل غازات "دايكسون" و "هايبروكهيدرو كاربون".

و الأخطر من ذلك، هو التعرض المتكرر لهذه الغازات و التي تؤدي بالأمد البعيد إلى الإصابة بأنواع متعددة من السرطانات، بالإضافة إلى أمراض التنفس و التهيج في العين.

مسؤولية الاحتلال و ليست السلطة...
هذا الحال جعل السكان يرفعون الشكاوى باستمرار للبلدية التي لم تصغ لهم و تهربت من مسؤولياتها، حتى بات السكان يعيشون في "حاوية نفايات" كما يقول الزغير.

تنصل البلدية و عدم تجاوبها مع السكان المقدسيين جعلت الأنظار تتجه نحو السلطة و إمكانية تقديمها لهذه الخدمات للتسهيل على السكان و تخفيف معاناتهم، و هو ما رفضه السكان بالكامل.

يقول الزغير:" نحن مقدسيين و نحمل البطاقات المقدسية و ندفع ضريبة الدخل " الارنونا" و التي تجبى منا لقاء الخدمات التي تقدم لنا، و لا نريد أن نحمل السلطة مسؤولية ليست من اختصاصها، و نعفي البلدية من واجباتها التي ندفع الضريبة لتقديمها لمنا".

ولم يخف الزغير تدخل وزارة الحكم المحلي و كافة مؤسسات السلطة المعنية بالقضية، على سبيل المشورة و الدعم و الإسناد للسكان بتحركاتهم الاحتجاجية على أهمال البلدية.

عن ذلك يقول عبد الكريم صدر وكيل الشؤون و الهيئات المحلية في وزارة الحكم المحلي:" أن الوزارة مسؤولة بشكل محدد عن المجالس البلدية و القروية الموجودة في منطقتي "ألف" و "باء" ولا تتحمل مسؤولية المناطق الواقعة في المناطق "جيم"، و لا تخضع لها امنيا و لا إداريا.

و أشار عبد الكريم في حديث لمضمون جديد، إلى أن هذا الوضع لا يفي السلطة من تقديم خدماتها ولكن ليست غير راتبة:" نحن بالعادة نقديم المشورة و الدعم المعنوي و بدون تقديم خدمات، و لكن بسبب الظروف الحالية لهذه المناطق نحاول نقدم الخدمات بصورة غير راتبه و أحيانا دون أن نكون في الصورة".

ويوافق الصدر توجه السكان بضرورة بلدية القدس تجبي ضرائب عالية، و نحن لا نريد أن نقدم خدمات و بلدية القدس تتنصل مع الموضوع، و نرفع العبء و المسؤولية عنها.

أضف تعليقك