مبدأ المقاطعة يجب أن يكون واضحا وللمصلحة العليا للشعب الفلسطيني

 تجد الهيئة الإدارية لنادي الوحدات نفسها في موقف صعب بعد أن وقعت قرعة أبطال آسيا على مشاركة النادي العريق، والمرتبط بمخيم لاجئين فلسطينيين في الأردن، مع فرقة الأهلي الإماراتي. المشكلة تكمن في اعتبار البعض أن مشاركة فرقة كرة القدم الأردنية مع النادي الإماراتي، المقررة في 15 تموز، بمثابة تطبيع مع الاحتلال في حين عبر البعض أن التعامل مع المطابع ليس تطبيعا، ولكن الأهم من هذه العبارة هو ضرورة أن تكون لحملة المقاطعة هدفا واضحا يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

إن قوة وتأثير حملة المقاطعة تأتي بمبادئها وبضرورة يتعامل مع الجميع بالمساواة. فهل على نادي الوحدات الأردني الامتناع عن المشاركة في بطولة آسيوية في حين تشارك باقي الفرق العربية والعالمية دون حتى مجرد أن يطلب منهم أحدا بالمقاطعة. كما وهل يعقل أن يتم التعامل مع كرة القدم بمعزل عن باقي المؤسسات الإماراتية والسودانية والمغربية والعمانية التي قررت التطبيع مع إسرائيل. فمبدأ المقاطعة مبدأ مهم وفعال، ولكنه يفقد مصداقيته إذا كان التطبيق انتقائيا ويضع ضغوطا غير منطقية على قطاع معين (مثل الرياضة) وعلي طرف محدد (نادي الوحدات) في حين يتم إهمال القطاعات الأخرى ويتم الضغط على جهة واحدة ما لا يتم طلبه من الجهات الأخرى.

من ناحية أخرى فمن الضروري أن تكون للمقاطعة فعالية ومنطقية في خدمة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني فما هي فعالية مقاطعة فريق إماراتي من قبل فريق أردني؟ هل سينتج عنه وقف التطبيق الإماراتي أو تراجع الاحتلال من بطشه؟

يتم التساؤل لدى البعض لماذا لا يتم فرض مبدأ المقاطعة مع كافة الفرق العالمية والتي تتعامل مع دولة الاحتلال. فهل مطلب مقاطعة مباراة الوحدات مباراته مع الأهلي الإماراتي تأتي ضمن المطالبة بمقاطعة أي فريق عربي أو دولي له علاقات مع إسرائيل. فهل هناك دعوات- على سبيل المثال لا الحصر- لعدم المشاركة في كأس العالم أو الألعاب الأولمبية القادم لأنه قد يكون هناك عدد من الدول التي تتعامل مع دولة الاحتلال؟

موضوع المقاطعة أو عدمها سيكون له تأثير بعلاقة الأندية الأردنية مع المجتمع الرياضي الدولي. فالمعروف أنه تتم الدعوة للمشاركة في البطولات مثل بطولة آسيا على أساس الفرق التي تفوز أو تكون وصيف في دوري بلادها. أي أن الدعوة لنادي الوحدات هي عمليا دعوة للاتحاد الأردني بأن تشارك فرقتي الفيصلي بطل الدوري والوحدات الوصيف بصفتهم فرقا في اتحاد الكرة الأردني. إذا فإن الدعوة للمقاطعة أو عدمها يجب أن توجه للاتحاد الأردني وليس لأي فرقة معينة فازت بالدوري أو كانت الوصيف. علما أن مقاطعة فرقة الوحدات الأردنية لبطولة آسيا سينتج عنها ضرر كبير للكرة الأردنية وقد تتم معاقبة الاتحاد الأردني ككل لمدة عامين من المشاركة في بطولة آسيا.

من المعروف أن نادي الوحدات الأردني حمل ويحمل آلام وآمال الشعب الفلسطيني ويعتبر سفير القضية الفلسطينية فهل يعقل أن يتم وضعه في موقع صعب سيشكل قبول طلب المقاطعة تكاليف مالية كبيرة بسبب خرق التعهدات التي وقعها بصفته عضوا في الاتحاد الأردني لكرة القدم. ألا يشفع لنادي الوحدات سنوات من الدفاع عن القضية الفلسطينية أن يتم إيجاد حل للموضوع بعيدا عن إثارة الموضوع بصورة علنية وإحراج الهيئة الإدارية.

سيكون من الصعب للهيئة الإدارية لنادي الوحدات مقاطعة البطولة بسبب الارتباطات القانونية للنادي في الاتحاد الأردني والاتحاد الآسيوية. كما سيكون طلب غير ممكن مقاطعة دولة عربية مهمة جدا للأردن مثل الإمارات الأمر الذي قد ينتج عنه ضرر كبير للعاملين في الإمارات والعلاقة الأردن مع الإمارات. فهل موضوع المقاطعة مفيد أم مضر للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الغاشم؟

أن حملة المقاطعة تعتبر من أهم الحملات النضالية لدعم القضية الفلسطينية عالميا ومن الضروري أن يتم تشجيعها والدفاع عن استقلاليتها، ولكن علينا أن نوازي بين دعم المقاطعة بكل قوة لدينا وفي نفس الوقت تقوية أواصر الفئات والجماعات التي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز النضال والوعي الشعبي الفلسطيني مثل نادي الوحدات.

· *الكاتب صحفي فلسطيني يعمل في عمان والقدس

 

 

 

أضف تعليقك