جوائز إبداعية دولية لطلاب مدارس.. ودعوات لدمج الأنشطة اللاصفية في المناهج

 

بعد محاولات متكررة تخللتها العديد من التحديات، استطاع فريق "أيادينا تتكلم" من مدرسة ماركا لذوي التحديات السمعية، أن يحقق الفوز بجائزة الابتكار في فئة تتبع الخط في البطولة الثامنة عشرة للروبوت في قطر، والذي يعتبر الفريق العربي الوحيد الذي يتكون من طلاب ذوي إعاقة سمعية.

بدأ الفريق مشواره في عام 2016، وواجه العديد من التحديات، مثل عدم توفير الأدوات اللازمة لتدريب الطلاب على أجزاء الروبوت وتكاليف المشاركة في البطولات العربية، حتى تم تأهيله هذا العام بدعم من وزارة التربية والتعليم، وتتويجهم بجائزة الإبداع في فئة تتبع الخط.

في هذا العام، شارك في البطولة أكثر من 197 فريقا من أكثر من 15 دولة عربية، يضمون أكثر من 1000 طالب وطالبة في فئات مختلفة، وتعتبر هذه البطولة منظمة من قبل الجمعية العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي، التي تأسست في الأردن وأقيمت لأول مرة في الكويت عام 2008.

وتحدثت المعلمة والمدربة لفريق "أيادينا تتكلم"، ريم علي ارتيمه، لـ "عمان نت" عن التحديات التي واجهت الفريق خلال التحضيرات لهذه البطولة، مشيرة  إلى نجاح الطلاب بشكل متقدم، خاصة مع كون الفريق الوحيد العربي الذي يتكون من طلاب ذوي إعاقة،  مؤكدة أن التدريب المكثف وتوفير كافة المهارات التدريبية بلغة الإشارة ساهم بتحقيق هذا الإنجاز.

تطمح ارتيمه إلى أن تلعب الجهات المعنية دورا في توفير مجموعة متنوعة من الأجزاء الروبوتية لمساعدة وتمكين الطلاب ذوي الإعاقة، وتطوير قدراتهم في هذا المجال، مما يعزز ثقتهم ويدمجهم في الأنشطة غير المنهجية.

من جانبه، يصف أحد الطلاب المشاركين في المسابقة، محمد رائد عثمان، الذي يعاني من إعاقة سمعية ويدرس في مدرسة ماركا لذوي التحديات السمعية، إنجازه بالفخر، حيث تمكن من المنافسة مع العديد من الفرق وحقق مكانا متقدما بينهم.

 وينصح طلاب ذوي الإعاقة بأهمية التدريب على الروبوتات، حيث يساهم ذلك في تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية.

ومن المدارس التي شاركت في البطولة ايضا، فريق Royal Team من مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز الطفيلة، حيث تمكنوا من الفوز في فئة الروبوت جامع الكرات بعد اجتيازهم التصفيات المحلية وحصولهم على المركز الثاني في الأردن، ونجح الفريق في التأهل للمشاركة في قطر، حيث خاضوا منافسة شرسة لمدة خمسة أيام وحققوا المركز الأول في برمجة الروبوت على مستوى الوطن العربي.

ويرى أحد الطلاب المشاركين في فريق   Royal Team بشار السوالقة، أهمية المشاركة في هذه البطولات  من حيث تعزيز مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات، وتعلم تصميم وبرمجة الروبوت، وذلك بفضل التدريب المكثف الذي حصل الطلاب عليه لتحقيق هذا الإنجاز.

على الرغم من التوتر الذي شعر به الفريق خلال مرحلة التأهل، إلا أن المنافسة بين الفرق كانت ممتعة، وحققوا هذا المركز الذي زاد طموح الطلاب لتكرار هذه التجربة في المستقبل وفقا للسوالقة.

مدرب فريق Royal Team، أحمد القوابعة يقول لـ"عمان نت" إن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الطلاب في هذه البطولة ويحققون المراكز الأولى، وهذا يعزز تكوين فرق متميزة ومؤهلة للمشاركة في البطولات بمستوى عال.

ويشير القوابعة إلى أن نجاح الفريق وتأهله للمركز الأول على المستوى الدولي يعود إلى التدريب المكثف ومهارات البرمجة وتصميم الروبوت، وتوقع استراتيجيات متنوعة للفرق المنافسة، حيث عمل الفريق على وضع استراتيجيات مضادة لتحقيق الفوز.

تعزيز دور الطلاب ومشاركتهم في الأنشطة غير منهجية يعد أمرا حيويا بحسب خبراء التربية، يؤكدون أن الطلاب يمتلكون طاقة هائلة ومتنوعة في مختلف المراحل العمرية، وبالتالي يجب توجيه تلك الطاقة نحو الإبداع وتعزيز القيم الحيوية والأفكار التربوية التي قد لا تتضمنها المناهج الدراسية التقليدية.

ويشير الخبير التربوي علي الحُشكي الى أنه يمكن للمدارس تعزيز تلك القيم من خلال إقامة أنشطة غير منهجية توفر للطلاب فرص التعلم والتطور في مجالات متنوعة، ويجب أن تكون جزءا من الأنشطة المنهجية وأن يتم تخصيص وقت وجهد لها لتحقيق الأهداف المرجوة منها.

ويضيف أن هذه الأنشطة اللا منهجية  تظهر قدرات وإمكانيات الطلاب المختلفة، وتسهم في تكوين العلاقات الشخصية وتعزيز الروابط بين الطلاب، وتعد محركا رئيسا للدافعية وزيادة التفاعل مع المجتمع المحلي وزيادة الوعي الذاتي والمسؤولية الاجتماعية، لذا يجب على المدارس الانتباه إلى مواهب الطلاب في مجالات مختلفة، خاصة في ظل التقدم التقني والتكنولوجي الحالي.

ومع ذلك، يوضح  الحُشكي إلى وجود تقصير في بعض المدارس في تعزيز هذه الأنشطة بشكل منهجي ومدروس، خاصة فيما يتعلق بأنشطة الروبوت.

وزارة التربية والتعليم قد خصصت نسبة 20% من الخطة الدراسية للأنشطة المختلفة التي يشارك فيها الطلاب، وتهدف إلى تنمية شخصيتهم وتطويرها في جوانبها المعرفية والجسدية والاجتماعية والنفسية، في بيئة تعليمية ملهمة وإيجابية تعزز الحماسة والعمل الجماعي، وتعزز الصحة النفسية.

وأكد وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي  الدكتور عزمي محافظة في تصريحات سابقة على أن الهدف من هذه الجهود هو تأهيل الطلاب لمواجهة التحديات المعقدة في حياتهم والتي قد تكون غير واضحة في العصر الحالي. لذا، يجب تزويدهم بالمهارات والأدوات الضرورية التي تمكنهم من الاستمرار في التعلم والتطور.

كما أشار إلى أهمية الصناعات الإبداعية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ودورها في دعم المواهب في مجالات الفنون والثقافة، لتعزيز قدرات الطلاب وتحويل أفكارهم الإبداعية إلى نماذج تعليمية مبتكرة.

 

أضف تعليقك