تساؤلات حول تخصصات المتحدثين في المؤتمر الوطني الأول للإعلام

تساؤلات حول تخصصات المتحدثين في المؤتمر الوطني الأول للإعلام

طالعتنا الصحف اليومية بنص خبري مكرر حول المؤتمر الوطني الأول للإعلام والذي ستقيمه نقابة الصحفيين الأردنية على ضفاف البحر الميت، والقراءة الأولى تثير التساؤلات حول ملاءمة المشاركين في هذا المؤتمر الذي طال انتظاره للمحاور المقترحة محبطة.

 فحسبما جاء في تقرير وكالة بترا والذي تم نشره حرفيا في كافة الصحف، هناك عناوين مهمة لمجموعة أوراق عمل إلا أن المعدين لتلك الأوراق ورؤساء الجلسات, مع التقدير لهذه الشخصيات الوطنية, لا يبدون في موقع يؤهلهم لمعالجة المواضيع المهمة التي سيتناولونها.

 فعلى سبيل المثال، تم تكليف زميل إعلامي مخضرم له باع طويل في الإعلام التقليدي بتقديم ورقة عمل حول الصحافة الإلكترونية، رغم أن الموقع الالكتروني الذي يأتي ضمن مؤسسته لم يتجاوز عمره على شبكة الانترنت أكثر من سنة أو سنة ونيف.

ويترأس نفس الجلسة الهمة حول الصحافة الإلكترونية نقيب محامين سابق لا أتوقع أن أصابعه اعتادت كثيرا على "الكيبورد".

 أما في محور قانون المطبوعات والنشر وحق الوصول للمعلومات، فيقدم لجلسته قضاة كما ويرأسها وزير عدل سابق ولا يوجد أي اسم من الأسماء الصحفية ذات الخبرة بموضوع حق الوصول للمعلومات علماً أن هناك أعضاء في نقابة الصحفيين أصبح لهم شهرة على المستوى العربي والعالمي في هذا المجال .

 وفي مجال رؤية مستقبلية للإعلام الأردني يرأس الجلسة عسكري مخضرم و رئيس وزراء أسبق، وفي مجال التدريب وردت أسماء لم نعرف أن لها دورا في التدريب الإعلامي.

 وفي محور "إذاعات الFM في خدمة المجتمع" تم تكليف رئيسة تحرير أسبوعية ومالكة فضائية في حين يرأس الجلسة رئيس تحرير جريدة يومية.

 المعلوم أن الأردن استضاف عام 2006 مؤتمراً عالمياً لمنظمة أمارك حول الإذاعات المجتمعية تحت رعاية رئيس الوزراء الأردني وتم انتخاب مدير إذاعة أردنية نائباً للرئيس العالمي لتلك المؤسسة الدولية ومنذ ذلك الوقت نشأت ست إذاعات مجتمعية يرأس إحداها عضو في نقابة الصحفيين.أما في مجال الحريات الصحفية فيرأس الجلسة شخصية رسمية تبوأت العديد من المناصب الحكومية منها وزير إعلام، وفي جلسة العلاقة بين الحكومة والمجتمع المدني يشارك وزير مع صحفي دون وجود أي خبير في مجال المجتمع المدني.

من ناحية أخرى فإن أفضل تناغم بين موضوع الجلسة ومعدي الأوراق ورؤساء الجلسات جاء في مجال مستقبل الصحافة المكتوبة مما قد يعني أن نقابة الصحفيين يجب أن تبقى مهتمة في شؤون الصحافة المكتوبة والتي لها أكبر عدد من الأعضاء ولديها تجارب وخبرات واسعة فيها و أن تتعاون مع آخرين في المواضيع الأخرى.

 الأمر الملفت في أسماء معدي الدراسات ورؤساء الجلسات ومقرري الورقات هي الأسماء الغائبة. فعندما راجعت كافة الأسماء كان واضحا غياب العديد من الأشخاص اللامعين في مجال الإعلام والحريات الإعلامية والتدريب. الغريب أن العديد من هؤلاء الأسماء المغيّبة أعضاء في نقابة الصحفيين بل بعضاً منهم كان أعضاء في لجان النقابة المتخصصة في نفس تلك المواضيع! فأين الإعلامية ومديرة مؤسسة "أريج" أهم مؤسسة تحقيقات استقصائية في العالم العربي رنا الصباغ.

وأين الزميل يحي شقير كاتب بعض أهم الدراسات حول حق الوصول للمعلومات وأين مؤسسات المجتمع المدني الخاصة بالإعلام وأين الأستاذ محمد قطيشات الخبير في التدريب والمرافعة في الدفاع عن الإعلام والإعلاميين وأين الأستاذ جورج حواتمة مؤسس دورية المشرق الإعلامي ورئيس تحرير الرأي والغد سابقا وأين أهم مدونين الأردن أمثال محمد عمر وأين معدو البرامج المتخصصة بالإعلام في إعلامنا المحلي وأين نشطاء الإعلام الإلكتروني وأين خبراء مدونات السلوك وأين مدراء الإذاعات المجتمعية، وكلهم معترف بمهنيتهم وخبرتهم محلياً وعربياً ودولياً، ولكنهم مغيّبون عن هذا المؤتمر.

يبدو أن المثل الشائع "لا كرامة لنبي في وطنه" يتم تطبيقه عملياً في نقابة الصحفيين ومؤتمرها الوطني الأول للإعلام.

* الكاتب مدير عام راديو البلد وموقع عمان نت، أول إذاعة عربية على الانترنت، ونائب رئيس منظمة أمارك للإذاعات المجتمعية.

أضف تعليقك